4 دول عربية طلبت استضافة «مؤسسة المستقبل»

منتدى المستقبل في البحرين يعلن اليوم إنشاء مؤسستين لإصلاحات المنطقة

TT

يتوقع ان يعلن في العاصمة البحرينية اليوم، في ختام الدورة الثانية من «منتدى المستقبل» عن انشاء هيئة مستقلة تعنى بمتابعة الاصلاحات في منطقة الشرق الاوسط وتأسيس صندوق مالي. ويفترض ان يتضمن «اعلان البحرين»، في ختام اعمال المنتدى الذي افتتح امس، تأسيس «صندوق المستقبل» وقوامه مائة مليون دولار، وإنشاء «مؤسسة المستقبل» الهادفة للمساعدة على تنفيذ الاصلاحات في المنطقة. واكد مسؤول اميركي ان اربع دول عربية طلبت استضافة مؤسسة المستقبل. وكانت اعمال الدورة الثانية من «منتدى المستقبل» قد انطلقت في المنامة امس بمشاركة وزراء خارجية دول مجموعة الثماني، بالإضافة إلى وزراء خارجية الدول العربية وباكستان وأفغانستان والمجر والدنمارك واليونان. واعلن وزير الاعلام ووزير الدولة للشؤون الخارجية البحريني الدكتور محمد عبد الغفار، أن خبراء مختصين سيبحثون في تفاصيل مشروعي انشاء «صندوق المستقبل» و«مؤسسة المستقبل»، قبل الاعلان عنهما رسمياً. وقال الوزير البحريني من جهة اخرى انه «من الخطأ ربط الاصلاح بالوصول الى حل للصراع العربي الاسرائيلي»، مؤكدا ان الاصلاح في العالم العربي يجب ان يكون «ذاتيا» و«بقناعة من القيادات والشعب». وردا على سؤال حول اهمية تخصيص صندوق لنشر الاصلاح والديمقراطية في المنطقة، قال عبد الغفار ان المساعدات الاجنبية والصناديق «قد تساعد لكنها لا تقدم حلولا سحرية»، مؤكدا «ان اية دولة لن تتطور ما لم تعتمد على طاقاتها الذاتية وعلى رؤية واضحة لعملية التنمية والوعي للمتغيرات التي حدثت». واضاف «انظر لمثل هذا المنتدى الذي ينعقد الان في البحرين ضمن المشاركة العالمية في قضايا مشتركة في ما بيننا. الصناديق قد تساعد لكنها لا تقدم الحلول السحرية. اذا اردنا وضع قيود على التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فلن نتطور».

من ناحية اخرى، نفى عبد الغفار وجود مبادرات لجمع رئيس الوفد السوري بنظيره الفرنسي في اعمال المنتدى، لكنه استدرك ان بلاده ترحب بأية لقاءات من هذا النوع باعتبارها الدولة المستضيفة «وحدوث مثل هذه اللقاءات بين الدول الراغبة في الالتقاء، أمر طبيعي في مثل هذه اللقاءات الدولية». وخلال جلسة المناقشات الأربع، التي عقدها امس ممثلو الدول المشاركة وفعاليات المجتمع المدني، شدد المتدخلون على ان أي مشروع اصلاحي يجب أن يتم بقناعة داخلية، إلا أنهم اكدوا ضرورة الاستعانة بالافكار الايجابية من قبل الدول المتقدمة في هذا المجال.

وخلال الجلسة الاولى، التي تناولت التحديات التي تواجه عملية الاصلاح في المنطقة، تناول المشاركون اهم اهداف المنتدى ومحاوره الرئيسية المتمثلة في دعم الديمقراطية وتمكين المرأة سياسيا والشفافية وسيادة القانون. واوضح نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، انه رغم الجدل الذي اثير حول اهداف الدورة الاولى من منتدى المستقبل، فان المشروع حقق في هذه الفترة القصيرة تطورات ملحوظة، مشيراً الى ان البحرين وبريطانيا تعاونتا على انجاح اعمال المنتدى في البحرين. واوضح ان ابرز ما يميز الدورة الثانية من المنتدى المشاركة الواسعة والفاعلة فيه من منظمات المجتمع المدني جنبا الى جنب مع الجهات الرسمية. واكد المسؤول الاميركي ان الاصلاح في منطقة الشرق الاوسط ليس اجندة اميركية، في رد على انتقادات بشأن سعي واشنطن الى فرض اصلاحات من الخارج على المنطقة.

من جانبه، نفى المسؤول البريطاني غودرام ان يكون المنتدى اداة رقابية لفرض الاصلاحات من الخارج على المنطقة، مستشهداً في ذلك بالانتخابات الرئاسية التعددية التي اجريت لاول مرة في مصر. وأكد أن الخارجية البريطانية تدفع «بابا كان قد فتح مسبقا من قبل العرب أنفسهم»، في اشارة الى القمة العربية التي عقدت العام الماضي في تونس.

من جهته اكد عبد اللطيف عبد الله المستشار في وزارة الخارجية البحرينية الذي تترأس بلاده مع بريطانيا «منتدى المستقبل» ان «علينا ان ننظر الى عملية الاصلاح على انها حاجة داخلية وانها تهم الجميع في المنطقة ولا احد يفرضها. انها تأتي من الداخل ونحن بحاجة اليها». وأكد المسؤول البحريني عدم مشاركة او دعوة اي وفد اسرائيلي للمشاركة في المنتدى.

وعقدت امس اجتماعات مغلقة بين كبار مسؤولي الدول المشاركة لوضع اللمسات الاخيرة على المشروعين اللذين يتوقع الاعلان عنهما في المنتدى، وهما «صندوق المستقبل»، الذي سيخصص له حوالي مائة مليون دولار، وفق ما اعلن في واشنطن و«مؤسسة المستقبل». كما سيتم تبني «اعلان المنامة» الذي يحدد المبادئ التي تتفق عليها الدول المشاركة لدفع الاصلاح والديمقراطية في المنطقة. وأكد كاربنتر ان الهيئتين «ستكونان مستقلتين تماما عن الحكومات التي لن تتدخل في شؤونهما»، مضيفا انه يجب على الدولة المضيفة ان تطبق بعض المعايير مثل تسهيل عمل المنظمات غير الحكومية واحترام حقوق الانسان. وأوضح في حديث صحافي: «اعتقد ان تأسيس طاقم مجلس الادارة (لمؤسسة المستقبل) سيتم في منتصف يناير (كانون الثاني) 2006، على ان يبدأ اول اجتماع في مارس (آذار) المقبل». واشار الى ان اربع دول في المنطقة رحبت باستضافة المؤسسة، هي البحرين وقطر ولبنان والاردن الذي سيحتضن الدورة الثالثة من «منتدى المستقبل» العام القادم. وتبدو المشاركة الاميركية في اعمال المنتدى لافتة، اذ اصطحبت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تسعة مساعدين ووكلاء لها. كما ان الدعم الاميركي للمؤسستين اللتين سيعلن عن انشائهما في ختام اعمال المنتدى اليوم كان واضحاً، اذ خصصت الولايات المتحدة أكثر من 80 مليون دولار لهما.

والتقى اعضاء بارزون من الوفد الأميركي مع مجموعة من الصحافيين لاطلاعهم على اجتماعات اليوم الاول من المنتدى. ووصف فريد جلسات امس بأنها «مدهشة وناحجة». ورأى ان «توصيات منظمات المجتمع المدني تظهر مدى اندفاعهم للاصلاح». واوضح فريد أن الاعلان عن انشاء «مؤسسة المستقبل»، بميزانية 54 مليون دولار، سيتزامن مع اعلان دول غربية وعربية، بينها البحرين وقطر، المساهمة فيها. لكن الجزء الأكبر من المساهمة سيكون من الولايات المتحدة التي سبق ان اعلنت تخصيص 35.5 مليون دولار للمؤسسة المرتقبة. كذلك فان الولايات المتحدة ستتشارك بنصف المبلغ المخصص لـ«صندوق المستقبل» الهادف لتشجيع المبتكرين الشباب في مجال الأعمال في المنطقة. بينما اعلن المغرب ومصر عن مساهمة كل واحدة منهما بـ 20 مليون دولار ومليون دولار من الدنمارك، بحسب تشارلز مالوري، المستشار بالخارجية الأميركية. وأضاف مالوري ان «50 مليون شاب من المنطقة سيبلغون سن العمل خلال السنوات الخمس المقبلة، ونحن نقدم هذه المؤسسة لهم ليكون مستقبلهم مزدهراً».