بدأ أمس نادي قضاة مصر تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في حوادث الاعتداء على القضاة خلال إشرافهم على المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية خاصة مرحلة الإعادة التي شهدت عددا كبيرا من حوادث الاعتداء على القضاة من قبل أنصار بعض المرشحين المستقلين والمنتمين للحزب الوطني الحاكم.
وبدأت اللجنة عملها ظهر أمس برئاسة المستشار احمد مكي نائب رئيس محكمة النقض، حيث قامت بحصر الشكاوى والبلاغات التي تلقتها غرفة عمليات النادي من القضاة، والتي وصلت الي نحو 40 شكوى في مرحلة الإعادة فقط والتي جرت أول من أمس (الثلاثاء).
وذكرت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط» ان المرحلة الثانية من التحقيق الذي تجريه اللجنة ستتضمن الاستماع لشهادات القضاة المعتدي عليهم لتحديد الجهات والأشخاص المسؤولين عن هذه الاعتداءات، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. وأوضحت المصادر أن اتصالات جرت أمس بين المستشار زكريا عبد العزيز رئيس النادي والمستشار محمود ابوالليل وزير العدل ورئيس لجنة الانتخابات البرلمانية لبحث الضمانات المطلوبة للحفاظ على مباشرة القضاة للعملية الانتخابية والتصدي لمحاولات الاعتداءات عليهم وتقديم الذين ارتكبوا هذه الجرائم الي جهات التحقيق المختصة.
وأضافت المصادر أن النادي تقدم بمذكرة رسمية للجنة الانتخابات البرلمانية للمطالبة بالتحقيق في حوادث الاعتداء على القضاة وإقرار آليات محددة تكفل الحماية الكاملة للقضاة أثناء مباشرة عملهم.
وكانت جولة الإعادة للمرحلة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي جرت أول من أمس قد شهدت العديد من وقائع الاعتداء على القضاة وأعضاء الهيئات القضائية أثناء مباشرة العملية الانتخابية، ومن ابرز الشكاوى التي تلقاها النادي شكوى أربعة من القضاة في دائرة بولاق ابوالعلا والذين تم احتجازهم اكثر من مرة داخل اللجان بعد اعمال البلطجة التي مورست خلال العملية الانتخابية بين المرشح المستقل محمد المسعود ومرشح الحزب الوطني بدر القاضي الذي فاز بمقعد الفئات في جولة الإعادة، وتقدم أحد القضاة الأربعة وهو محمود محمد عبد السلام بمذكرة للمحامي العام لنيابات وسط القاهرة عقب إنهاء الفرز مباشرة للمطالبة بالتحقيق في وقائع التعدي عليه من قبل مجهولين.
كما تقدم المستشارون صلاح درويش ومحمد عبد الرحمن وفيصل حرحش رؤساء اللجان أرقام 48،49،50 ومقرها المعهد العدوي الأزهري بدائرة بندر مركز بني سويف بشكوى للنادي ومذكرة رسمية للجنة الانتخابات البرلمانية يشكون من تعرضهم للاعتداء البدني والسب بألفاظ نابية من أنصار مرشح الحزب الوطني على مقعد الفئات وتهديدهم بالأسلحة البيضاء وتحطيم اللجنة بالكراسي والمناضد.
وتقدم أيضا رئيس اللجنة رقم 46 بدائرة بولاق ابوالعلا بشكوى بعد تعرضه للاعتداء اكثر من مرة، وهو ما جعل اللجنة العامة تقوم بتعيين بديل له حوالي الثالثة مساء أول من أمس أثناء العملية الانتخابية بسبب إصابته أثناء الاعتداءات.
وقال المستشار احمد صابر عضو مجلس إدارة النادي لـ«الشرق الأوسط» انه تعرض للاحتجاز والترهيب في دائرة الخليفة أثناء إشرافه على مرحلة الإعادة، وأضاف صابر أن لجنة التحقيق التي شكلها النادي تبحث اتخاذ موقف حاسم بعد التحقيقات التي تجريها لضمان سلامة القضاة، موضحا أن النادي يبحث مع لجنة الانتخابات البرلمانية بعض الترتيبات الجديدة بشأن سلامة القضاة. وقال صابر إن النادي قام باستئجار قطار خاص به 13 عربة درجة أولى مكيفة لنقل القضاة ما بين أسيوط الي الإسكندرية لضمان سلامتهم، وبقي أن تضع لجنة الانتخابات إجراءات لسلامتهم داخل اللجان.
ومن جانبه قال المستشار احمد مكي نائب رئيس محكمة النقض إن لجنة تقصي الحقائق تقوم بالتحقيق ليس فقط في حوادث الاعتداء على القضاة ولكن في الجرائم الانتخابية جميعها، موضحا أن الجرائم التي ارتكبت في حق الناخبين والقانون لا تقل سوءا عن حوادث الاعتداء على القضاة، وأوضح مكي أن كل الشكاوى التي يتلقاها النادي ستأخذ طريقها للتحقيق حتي يحصل مرتكبوها على عقابهم.