فضل الله يتوقع للمنطقة مواجهة مرحلة صعبة وحرائق كبيرة ومطبات

TT

اعتبر المرجع الشيعي اللبناني، الشيخ محمد حسين فضل الله، «ان الفريق الذي يعمل على إشعال النيران المذهبية في هذا الموقع أو ذاك، سواء أكان دينياً ام سياسياً ام اعلامياً، هو من اكثر الفرق خيانة للأمة في تاريخها وحاضرها ومستقبل اجيالها». وقال: «إننا نواجه مرحلة صعبة ومعقدة في المنطقة كلها. وتنتظرنا حرائق كبيرة ومطبات كبرى. فعلينا ان نخطط لتكون هذه الحرائق مقبرة للغزاة والمحتلين أو الذين يعملون ليجعلونا وقوداً لها».

وأعرب فضل الله، في ندوته الاسبوعية امس، عن اعتقاده بأن الخطورة تكمن في «ان البعض ممن غلب الجهل على عقولهم، أو قادهم سوء التقدير الى خلط المسألة السياسية بالعناوين المذهبية، أدخلوا الأمة في متاهات أمنية وفي شقاق دموي في بعض المواقع على حساب الأولويات الاسلامية الكبرى. وأفسحوا في المجال للمحتل لان ينهش في الجسد الاسلامي وفق لعبة فرق تسد وعلى أساس استهداف موقع هنا والاستفراد بجماعة هناك، وصولا الى ساحات الامة كلها».

وافاد: «لقد كنا نقول للجميع ان الخلافات الفقهية او المذهبية تمثل وجهة نظر في فهم الاسلام (...) وعلى هذا الاساس، فإننا نرى في اسقاط القضايا السياسية على الخلافات الفقهية او في تمييز المسلمين وتخصيصهم من زاوية انتماءاتهم المذهبية او الفقهية وفي تخويفهم وتكفيرهم واتهامهم بالعمالة تحت هذا العنوان او ذاك هو من افظع المحرمات وأعظم الخيانات التي ستطل بنا على مستقبل تدميري لواقعنا ولوجودنا ولامتداد حركتنا كأمة بين الأمم وكحضارة بين الحضارات».

وخلص فضل الله الى القول: «لذلك نقول لجميع الذين يتحركون لخدمة الاحتلال والاستكبار، بطريقة مباشرة او غير مباشرة، ولجميع الغافلين عن قضايا امتهم او الذين أسقطتهم التجارب فكانوا ضحايا الاعلام الموجه: ان العنوان السني والشيعي لا دخل له في قضايا مواجهة الاحتلال او في عناوين التصدي للمجرمين والظلمة هنا وهناك، حتى يقال ان هذا المذهب يؤيد وذاك يعارض، لانه لا يوجد عند السنة او الشيعة من يقبل بالاحتلال او الظلم او الإجرام من خلال زعمه بأن الاسلام يقبل ذلك. وفي المقابل، فإن من يقف الى جانب الاحتلال يمثل عونا للمستكبرين والكافرين ضد المسلمين. وكذلك فإننا نريد للجميع ان يبعدوا المسألة الاسلامية والمسيحية عن العناوين السياسية وألا يدخلوا الخطوط السياسية في أبواب الاثارة الدينية هنا وهناك».