متحدث باسم البنتاغون ينفى استخدام الفوسفور الأبيض ضد المدنيين

TT

بعد محاولات عدة للتملص من الاعتراف باستخدام مادة الفوسفور الأبيض كسلاح في عملياتها في العراق، اعترفت وزارة الدفاع الاميركية باستخدام اسلحة فيها المادة الحارقة في الفلوجة العام الماضي. وبعدما ترددت أنباء عن استخدام اسلحة غير تقليدية في «عملية الفجر» في الفلوجة، اتضح بأن اسلحة تحتوي على الفوسفور الأبيض استخدمت هناك. وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أقر الناطق باسم البنتاغون تود فيشيان بأن القوات الاميركية استخدمت «الفوسفور الأبيض ضد المتمردين اثناء معارك الفلوجة». ولكنه شدد على ان «القوات الاميركية لم تستخدمه مطلقاً ضد المدنيين». وقالت ناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لـ«الشرق الأوسط» ان الجيش البريطاني «لا يمتلك مادة الفوسفور الأبيض لاستخدامه سلاحاً، وانما لديها المادة لإطلاق الدخان في العمليات العسكرية». وكان هذا ما قاله البنتاغون سابقاً، إلا انه بعدما بثت قناة «راي نيوز 24» الايطالية برنامجاً، الاسبوع الماضي، يظهر استخدام المادة الحارقة سلاحا في الفلوجة، اضطرت الوزارة للاعتراف بذلك. وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية المقدم باري فينابل قد صرح أول من أمس لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن الجيش الاميركي استخدم مادة الفوسفور الأبيض «سلاحا حارقا ضد المقاتلين الاعداء»، في الفلوجة. واكد فيشيان لـ«الشرق الأوسط» أن «الفوسفور الأبيض ليس سلاحاً كيماوياً ولا يعتبر من الاسلحة المحرمة قانونياً». وعلى الرغم من ان معاهدة استخدام الاسلحة التقليدية الدولية تحرم استخدام الفوسفور الابيض سلاحا، الا ان الولايات المتحدة ليست من بين الدول الـ51 الموقعة على المعاهدة. وكان السفير الأميركي لدى بريطانيا روبرت تاتل قد نشر مقالاً في صحيفة «اندبندنت» البريطانية أول من أمس يشدد فيه على ان «القوات الاميركية لا تستخدم النابالم أو الفوسفور الأبيض سلاحا». الا ان سرعان ما ناقض مسؤولو وزارة الدفاع تصريحاته هذه. وعند اتصال «الشرق الأوسط» بالناطق باسم الحكومة العراقية ليث كبة لمعرفة رد فعل الحكومة على التصريحات الاميركية، اعتذر عن عدم التعليق «لعدم توفر كل التفاصيل» لديه. من جهته، أكد المسؤول في منظمة «أطباء بلا حدود» ابراهيم يونس وهو كان في العراق بداية العام الماضي ان الاصابات التي رآها في الفلوجة لم تبين الحروق التي تسببها مادة الفوسفور الأبيض. لكنه اردف قائلاً انه رأى إصابات بين «أطفال ونساء ومدنيين»، مما يؤكد تعرض المدنيين في الفلوجة الى القصف رغم ادعاء القوات الأميركية انهم يستهدفون المقاتلين فقط. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» انه «من المستحيل التأكد من التفرقة بين المدنيين والمقاتلين». وتابع يونس ان الجيش الاميركي، قال انه استخدم السلاح لإخراج المقاتلين من مخابئهم، الا انه أضاف: «سلاح الفوسفور الابيض لديه آثار أخرى مثل الحروق البالغة على الجسد».