فشل المصالحة بين قيادتي حركة دارفور تحت الوساطة الأميركية

لقاء ميناوي والنور ينتهي بالاشتباك بالأيدي

TT

قالت الحكومة السودانية ان اللقاء الذي جرى في مدينة الفاشر، كبرى مدن دارفور، بين قيادتي حركة تحرير السودان المسلحة في اقليم دارفور المتصارعتين على قيادة الحركة تحت الوساطة الأميركية، قد مني بالفشل، وانتهى بملاسنات ومشادات، وصلت حد الاشتباك بالايدي، غير ان الاتحاد الافريقي الذي أجرى اجتماعا مغلقا في مقر بعثته في المدينة قال ان اللقاء كان «أمراً مهماً وحيويا»، لإنجاح الجولة المرتقبة لمفاوضات ابوجا بين الحكومة والمسلحين.

ويعتقد المراقبون ان لقاء الفاشر بين ماني اركو ميناوي الرئيس الحالي لحركة تحرير السودان جاء «حسب مؤتمر خلافي اخير للحركة عقد في منطقة حسكنيتة في دارفور»، وعبد الواحد محمد نور الرئيس السابق للحركة، والذي عزله مؤتمر حسكنيتة، تعني فشل الوساطة الأميركية بين الطرفين للمرة الثانية خلال ثلاثة اسابيع.

وجاء رد الفعل الأميركي حيال اللقاء في بيان صدر امس عن السفارة الأميركية في الخرطوم، وقال البيان ان لقاء الفاشر تم تحت الرعاية المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الافريقي، وكان الاجتماع بغرض التحضير لجولة المفاوضات المقبلة في ابوجا النيجرية. وأضاف البيان الذي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه، ان الاجتماع جرى في مقر الاتحاد الافريقي في الفاشر، وقال البيان ان قادة حركة التحرير جددوا خططهم للمشاركة في المفاوضات والاحتفاظ بوقف اطلاق النار وتكثيف الجهود وصولا للاستقرار السياسي واعتماد العناصر المشتركة في الموقف التفاوضي.

وحسب البيان، فان حكومة الولايات المتحدة تشيد بجهود الاطراف كافة لمواصلة مفاوضات ابوجا، وعينها على توصل المفاوضات الى نتائج ناجحة بنهاية العام الحالي، «نحن نشجع المفاوضين للعمل بجدية لإنهاء حلقة العنف في دارفور».

فيما وصف عثمان كبر والي ولاية شمال دارفور في تصريحات، ان اللقاء انتهى بالفشل، وقال «نحن لم نكن في الاجتماع ولكن المعلومات التي وصلتنا تقول ان مشادة كلامية وقعت داخل الاجتماع ووصل بعضها حد الاشتباك بالأيدي»، ومضى الوالي قائلا: «نحن أسفنا كثيرا لهذا الامر». وجدد الوالي دعوته الى الحركات المسلحة لحضور مؤتمر لأهل دارفور ترتب له الحكومة بمشاركة القوى المعارضة.

وذكرت مصادر اخرى، ان الوسطاء تدخلوا لفض الاشتباك وفضوا الاجتماع في الحال.

وكشف ميناوي في تصريحات بعضا من تفاصيل اللقاء بينه وبين محمد نور، وقال ان الحركة رفضت تماما وثيقة مقدمة من الاتحاد الافريقي في لقاء الفاشر «جاءت في مجمل فحواها ضد اعلان المبادئ الموقع بين الحكومة والحركتين المسلحة في ابوجا»، ولم يفصح عن تفاصيل الوثيقة، غير انه وصف اللقاء بأنه «كان مثمرا»، وقال ان محمد نور اعترف في الاجتماع بان مؤتمر الحركة في حسكنيتة تم بطريقة ديمقراطية، ولكنه نوه بأن محمد نور قال له ان هناك حركتين تحت قيادتين منفصلتين وليست واحدة، وذكر انه رفض في الاجتماع اي حديث عن مصالحة، وأضاف «ليس هناك خلاف حتى تتم مصالحة»، وتابع «ان التحاور لا بد ان يكون من داخل البيت».

من ناحيته، اعتبر نور الدين المازني، الناطق الرسمي باسم بعثة الاتحاد الافريقي ان لقاء الفاشر كان «أمراً مهماً وحيوياً»، في إطار الجهود المبذولة لحل الخلافات الداخلية التي تشهدها الحركة وتوفير الأرضية المناسبة لانجاح جولة المفاوضات المقبلة بين الحكومة والحركات المسلحة بدارفور.

وقال إن اللقاء ستعقبه لقاءات أخرى للبحث عن صيغ تفاهم بين محمد نور وميناوي ورأب الصدع وتجاوز الخلافات من أجل إنجاح جولة المفاوضات المقبلة بأبوجا والتي أكد المازني انعقادها بعد غد.

ورفض المازني في تصريحاته الإدلاء بأي تفاصيل حول ما دار في اللقاء المغلق الذي تم بحضور السفير بابا غانا كينغيني رئيس بعثة الاتحاد الافريقي بالسودان ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركية جواندا يافريزر التي تزور البلاد حاليا. وكانت السلطات المختصة بولاية شمال دارفور قد سمحت لعبد الواحد ومناوي بالوصول الى مدينة الفاشر، دعما منها لتجاوز الخلافات داخل الحركة. ووفرت السلطات الأمنية بالولاية الحماية الأمنية اللازمة للرجلين اللذين وصلا مطار الفاشر كلا على حدة على متن طائرات عمودية تابعة للاتحاد الافريقي.

فى غضون ذلك، اعلن الدكتور مجذوب الخليفة، مستشار الرئيس السوداني رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات ابوجا، تأجيل الاتحاد الافريقي انعقاد الجولة والمقرر لها غداً «الى وقت يحدد لاحقاً».

وقال الخليفة في تصريح صحافي امس «لقد اتصل بي مندوب الاتحاد الافريقي من اديس ابابا وابلغني انهم لا يستطيعون عقد الجولة في موعدها غدا وسيخطروننا بالموعد الذي يحدد لاحقا»، ومضى الخليفة، ان مندوب الاتحاد الافريقي ابلغه متابعة الاتحاد لما يجري في الفاشر من جهود لتقريب وجهات النظر وخلق افضل مناخ للمفاوضات. وعبر الخليفة عن أمله ان لا يستمر التأجيل طويلا وان يتم الاسراع في عقد الجولة في اسرع فرصة ممكنة.