النساء العراقيات يتطلعن إلى المستقبل لإنصافهن.. وإحداهن تعتزم المنافسة على منصب رئيس الجمهورية

يعبرن عن خيبة أملهن من الدستور الجديد وموقف الأحزاب الدينية من حقوقهن

TT

بغداد ـ رويترز: تطمح صفية طالب السهيل أن تكون أول رئيسة للعراق يوما ما، كما تبدي تفاؤلا بشأن حقوق المرأة والديمقراطية قبل شهر من اجراء الانتخابات البرلمانية التي تأمل ان تفوز من خلالها بمقعد في البرلمان. وتقول صفية، الناشطة البارزة ضد حكم الرئيس السابق صدام حسين اذ عاشت في المنفي في فترة سابقة، ان السبب الوحيد لعدم تحقيق الدستور العراقي الكثير مما كانت تتمناه للمرآة العراقية، هو قلة الوقت المتاح للتفاوض بشأن التفاصيل، وأبدت ثقتها بإمكانية الموافقة على تعديلات في البرلمان الجديد.

وأقر الدستور العراقي الجديد في استفتاء في الشهر الماضي. ودعيت سهيلة لحضور القاء الرئيس الأميركي جورج بوش خطاب حالة الاتحاد، وتصدرت صورتها الصحف حين احتضنت والدة جندي من مشاة البحرية الأميركية قتل في العراق.

وقالت صفية «اعتقد ان وضعنا كنساء سوف يتحسن كثيرا في المستقبل القريب». وأضافت وهي تقيم فرصها السياسية «أنا جادة جدا. سأخوض انتخابات الرئاسة العراقية. بالطبع ليس هذه المرة، ولكن ربما المرة القادمة».

غير ان رؤية بدور اليسري التي تدير منظمة نسائية في بلدة السماوة الشيعية الجنوبية، مختلفة تماما، فقد تعرض مركز اقامته بمساعدة الامم المتحدة لتدريب النساء على الحياكة، لهجمات بقذائف المورتر وأغضبت جهودها لضم النساء لقوة الشرطة ضمن برنامج تدريب بريطاني، السكان المحليين من الرجال.

وقالت بدور «هددني الرجال. تجمعوا أمام مكتبنا هاتفين لا توجد وظائف للرجال فما بالك بالنساء».

ووفقا لنظام النسب المخصصة للنساء الذي طبق قبل انتخاب الجمعية الوطنية الانتقالية في يناير (كانون الثاني) الماضي، تخصص ربع مقاعد البرلمان على الاقل للنساء. غير ان بدور تقول ان الساسة في السماوة يتحدثون عن مصالح النساء في وقت الانتخابات فقط. وتضيف «حاولنا تشجيع النساء على خوض الانتخابات البرلمانية ولكنهن رفضن لإدراكهن ان العشائر... تعتبر النساء اقل شأنا». ورغم حصول النساء على 31 في المائة من المقاعد بعد الانتخابات التي جرت في يناير الماضي، إلا ان الدستور الجديد الذي صاغته الجمعية الوطنية الانتقالية، كان مصدرا لخيبة أمل للبعض، اذ ورد فيه ان الاسلام مصدر اساسي للتشريع.

كما أدانت ناشطات، الصياغة التي تمنح كل طائفة دينية حق ادارة محاكم أسرة خاصة، فيما يبدو انه تخل عن القوانين المدنية السابقة، ووصفنه بأنه يفتح الباب لتأثير أكبر للدين على النظام القانوني.

وقالت هناء ادوار المسيحية، وهي سكرتيرة رابطة المرأة العراقية «انه خطأ. اصبحت امرا دينيا، بل ليست دينيا فحسب وإنما طائفي ايضا».

وتعلق هي وغيرها آمالا كبارا على التعديلات التي تجري على الدستور وستكون البند الاول على جدول اعمال البرلمان الجديد في أول اربعة اشهر بعد الانتخابات.

وقالت صفية السهيل «أمامنا فرصة وبصفة خاصة في البداية لإعادة مناقشته والضغط لتوضيح بعض المواد»، وأضافت، ان قانون الاسرة هو احدى القضايا التي تحتاج لتقنين حتى لا تنتهك الطوائف الدينية المختلفة القانون الوطني العراقي في قضايا الزواج والإرث. وتابعت، مهونة من قوة المعارضة «ما نطلبه لا يتعارض مع التقاليد او الدين او رؤية المجتمع، ولكن ربما نحتاج لمزيد من الوقت لشرحه. لا أعلم من يمكن ان يعارض ذلك». وهيمنت توترات طائفية وعرقية على الفترة السابقة على الانتخابات البرلمانية التي تجري في منتصف الشهر المقبل وتفاقمت بسبب العنف الذي شهدته جميع الطوائف في العراق من الشيعة الى السنة والأكراد والتركمان والأقليات العرقية الاخرى. وفي آخر انتخابات في يناير فازت الاحزاب الشيعية بأغلبية مقاعد البرلمان بسبب مقاطعة السنة للاقتراع، مما أثار مخاوف بين علمانيين عراقيين بشأن نفوذ رجال الدين الاقوياء الذين تساندهم ايران والميليشيات التي لها انتماءات دينية. وقالت زينب فؤاد، 24 سنة، وهي تدرس الفرنسية في جامعة بغداد، ان البرلمان لم يفعل شيئا للمرأة منذ ذلك الحين. وأضافت «لا اعتقد ان حقوق النساء يمكن ان تتحقق في ظل حكومة دينية».

وهذه المرة من المتوقع ان يصوت العرب السنة بأعداد كبيرة مما يطرح امكان تشكيل برلمان اكثر تمثيلا.

وسجل أكثر من 200 حزب وائتلاف للمشاركة في الانتخابات من بينها احزاب علمانية ومجموعات محلية صغيرة لديها فرصة أفضل في كسب مقاعد في نظام التمثيل النسبي الجديد في 18 محافظة عراقية. والاسم الثالث على كل قائمة ينبغي ان يكون لامرأة. وتعتقد هناء ادور، ان هذا البند يضع بعض الاحزاب الدينية في موقف صعب، وتقول «بعضها (هذه الاحزاب) يقول لماذا ينبغي ان نضع امرأة على القائمة»، وتابعت «أتت نتيجة الانتخابات بنساء ضعيفات جدا في الجمعية الوطنية».

وتضيف هناء، التي تدير رابطتها العديد من المشروعات الصغيرة في مجال الصحة والتعليم وحقوق المرأة في جميع انحاء البلاد، انها تحررت من الاوهام في الفترة الاخيرة.

وتقول ان العراق ينبغي ألا يتخلى عن تعليم المرأة؛ وهو تقليد قديم يرجع لما قبل عهد صدام بفترة طويلة. وأضافت «نحتاج لضم نساء قويات للاحزاب، لا نريد دمى او ادوات في ايديها تستغلها فقط لمصالحها. ولكنها لا تريد نساء قويات». ويأتي اسم صفية على رأس «القائمة العراقية الوطنية» بقيادة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي. وقالت «ان هيمنة التكتلات الكبيرة على البرلمان المقبل ينبغي ان تكون أقل مع تزايد الأصوات العلمانية». وقالت «في البداية كان الناس غاضبين من عهد صدام، لذا اراد الجميع التصويت حسب هويته»، موضحة اسباب إغراء الكتل الشيعية والكردية. وهي تعتقد ان القضايا ستكتسب اهمية اكبر في انتخابات الشهر المقبل.