الأمير سلمان: لقد أثبت التاريخ أن هذه الأسرة أسرة تكاتف وتعاون ومحبة

15 ألفا أنشدوا النشيد الوطني في استقبال الملك عبد الله في حفل أهالي الرياض احتفاء به

TT

شرّف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفل أهالي العاصمة السعودية، والذي أقيم مساء أمس في ملعب الأمير فيصل بن فهد، بحضور ما يقارب 15 ألف مواطن، زحفوا قبل غروب شمس أمس، وانتظموا في مقاعد الملعب، ووقف جزء منهم لعدم وجود أماكن للجلوس، هذا فضلاً عن الأعداد الغفيرة التي رابطت خارج أسوار الملعب، في المواقف المخصصة للسيارات، لسماع الأهازيج والكلمات والقصائد، حتى وإن لم يستطيعوا مشاهدة الملك عبد الله وفقرات الحفل الشعبي.

وبحضور الأمير مشعل بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، كان في استقبال خادم الحرمين الشريفين عند وصوله مقر الاحتفال كل من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير عبد العزيز بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، والأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين مدينة الرياض.

وبعد أن أخذ الملك «أبو متعب» ـ كما ردد أهالي الرياض الحاضرين في الملعب ـ مجلسه في مقصورة الحفل، عزف السلام الملكي وأنشدت أكثر من 15 ألف حنجرة سعودية النشيد الوطني وقوفاً، ثم بدأت فقرات الحفل.

ثم ارتجل الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، كلمة قال فيها:

«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم وآله وصحبه أجمعين.. سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، حفظه الله..

سيدي الأمير مشعل بن عبد العزيز، حفظه الله..

سيدي ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز،حفظه الله ..

سيدي إنكم الآن بين شعبكم شعب المملكة العربية السعودية، وكما تعلمون يا خادم الحرمين الشريفين أن عاصمتكم الرياض تضم كل أفراد شعبكم من قراهم ومدنهم وباديتهم وحاضرتهم، لذلك فهي مدينة المملكة العربية السعودية ويسرني أن أرحب بكم وأحييكم باسمهم جميعا.

سيدي.. إن أبناء شعبكم يبادلونكم حبا بحب وإخلاصا بإخلاص ووفاء بوفاء، فهم منكم وأنتم منهم من عهد الآباء والأجداد إلى هذا اليوم والحمد لله نحن في بلد والحمد لله يحكم كتاب الله ويعمل بسنة رسوله، وقد قال ذلك جدكم الإمام محمد بن سعود قائد المسيرة الإصلاحية، وبعده أجدادكم إلى والدكم المعظم المرحوم الملك عبد العزيز، فلقد كان قريبا من شعبه بين شعبه ووحد هذه البلاد والحمد لله تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

وتبعه في ذلك أبناؤه سعود وفيصل وخالد، رحمهم الله جميعا، ثم بعد ذلك أخوكم المرحوم الملك فهد، رحمه الله، عندما أصدر النظام الأساسي للحكم، وجاء في المادة الأولى من النظام الأساسي أن دستور هذه البلاد هو القرآن والكتاب والسنة، وأنتم يا خادم الحرمين الشريفين قلتم في خطابكم يوم الأربعاء بعد البيعة، قلتم إن دستور هذه البلاد كتاب الله ونعمل بسنة رسوله.. كما كان إخوتكم ووالدكم وأجدادكم..

يا خادم الحرمين الشريفين..

عندما نتحدث عن الوفاء فسأكون شاهد عيان.. لقد كنتم وفيون جدا لأخيكم المرحوم الملك فهد، خصوصا في فترة مرضه، وهذا والحمد لله ما تعودناه من هذه الأسرة وهذا الشعب.

سيدي..

نحن والحمد لله في بلادنا، التي فيها الخير والبركة، إن شاء الله مربوطون ممن يحبون الله ورسوله وممن ينصفون ويقولون الحق.. لقد أثبت التاريخ أن هذه الأسرة أسرة تكاتف وتعاون وتواد ومحبة، وكان يقول القائلون في أواخر عهد الملك عبد العزيز: ماذا سيحل بهذه البلاد وهذه الأسرة بعد عبد العزيز ثم بعد سعود ثم بعد فيصل ثم بعد خالد ثم بعد فهد؟ والحمد لله أي إنسان يرصد الأوضاع ويعرفها يجد والحمد لله أن إخوتكم والحمد لله ملتفون حولكم يدا بيد وأسرتكم جميعا وشعبكم والحمد لله.

سيدي..

أسأل الله عز وجل أن يمدك بالتوفيق والسداد أنت وولي عهدك، والحمد لله الآمال فيك كبيرة وأفعالك الماضية تنبئ عن المستقبل، والله يحفظكم ويرعاكم سيدي».

تلت ذلك كلمة الأهالي، ألقاها بالنيابة عنهم الدكتور عبد العزيز الثنيان، ذكر فيها أن أهالي الرياض عزموا على إنشاء معلم حضاري على مساحة مليون ونصف المليون متر مربع، سيطرح للمنافسة بين شركات عالمية متخصصة، ويضم المعلم حدائق ترفيهية وتعليمية، ويتمنى أهالي الرياض أن يشرفهم الملك عبد الله بافتتاح هذا المعلم الذي سيحمل اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ثم أعقبتها كلمة أحفاد الرواد، الذين كانوا مع الملك المؤسس عند دخول الرياض، ألقاها نيابة عنهم العقيد خالد السبيعي، ثم تبع ذلك عرض فلكلوري لرقصة «السامري»، ثم ألقى الشاعر عبد الله ابن عون قصيدة نبطية، تبعتها قصيدة من الشعر العربي الفصيح للشاعر خالد الخنين، عنوانها «موكب النور»، ثم تلتها قصيدة نبطية ألقاها العقيد فهد السياري.

ثم قدم الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف هدية أهالي الرياض للملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم قدم أمين مدينة الرياض هدية أهالي الرياض للأمير مشعل بن عبد العزيز، ثم قدم الأمير الدكتور ابن عياف هدية أهالي الرياض لولي العهد الأمين، الأمير سلطان بن عبد العزيز.

وانتهى برنامج الحفل بالعرضة السعودية، حيث اصطفت فرقة الدرعية منشدة عدة أبيات عن الملك مؤسس نجد، التي شارك فيها الملك الإنسان كجزء من شعبه الذي حضر حباً له.

وفي نهاية الحفل، الذي أعده ووزع مهامه 20 رجلاً من رجالات العاصمة المعروفين، توجه الحضور لتناول طعام العشاء على شرف «أبو متعب».

وبدا وكأن شمس يوم أمس لم تغب عن العاصمة المحتفلة، بسبب المصابيح التي اعتلت المباني والمنازل والشوارع والطرقات، فتحول ليل الرياض إلى نهار كامل، وأضيئت الأشجار والأسوار، كما أضفت السيارات السائحة في شوارع الرياض، والمزدانة بصور الملك «أبو متعب» وولي عهده «أبو خالد»، بهجة وسروراً على ملامح مساء العاصمة.