أطفال العصر السعودي الذهبي لن ينسوا يوم المبايعة وعقود الأنوار الملفوفة على جذوع النخيل

TT

ارتبطت عقود الأنوار الملفوفة بشكل منسق على سيقان وجذوع النخيل وأعمدة الأنوار على الطرق الممتدة داخل العاصمة السعودية في أذهان الأطفال بوجود العيد. وبما أننا فارقنا عيدا قبل عشرين يوما ولن يأتي عيد قبل شهرين تقريبا، فقد ظلت التساؤلات عالقة في أذهان أطفال زمنا يعتبر ذهبيا ووجدوا أن العيد يأتي ليوم ثالث في العام بدلا من مرتين، وهو ما سأل عنه فهد ذو الأعوام الخمسة والدته: لماذا الأنوار معلقة كأنوار العيد؟ وهل العيد قادم؟ وكانت عيناه الصغيرتان تدوران في اتجاهات مختلفة وهو يسمع إجابتها لأنه لم يستوعبها عندما قالت له وهي تبتسم إن أهالي الرياض يحتفلون بوالدهم فرحين به ومبايعينه على الحكم ومن اجل ذلك علقت الزينات والأنوار على الطرق.

ولم يكن فهد الولد الوحيد الذي يستغرب وجود ذلك، لكن أطفالا كثيرين يعيشون في منطقة الاحتفال وعلى الدائري الشرقي حيث يقودهم الطريق إلى مكان الحفل مسرورين بما يرونه من أنوار ولوحات تحمل صورة ملكهم ذي الابتسامة المطبوعة في ذاكرتهم، وكلما رأوا اللوحات الترحيبية يرفعون أصابعهم الصغيرة باتجاه الصور وهم يصيحون فرحا لأنهم يعرفون صاحب الصورة: «إنه بابا عبد الله»، كما يحبون أن يسمونه.

ولا يستطيع الأطفال بذاكرتهم المتسعة للصور الجميلة فصل الصور المعلقة على اللوحات المنتشرة في طرق الرياض عن الصور الحية التي شاهدوها على التلفاز ومليكهم يتفقد الناس في الأسواق ويلاطف الأطفال ويمازحهم وهو يضع يده بحنان ظاهر على رؤوسهم الصغيرة لترتفع عيونهم إلى هذه اليد في استيعاب هذا الحنان من رجل ألفوا مشاهدته بينهم ولن ينسوا ملامح وجهه الحازمة أثناء اجتماعه بأهالي الرياض وشيوخ القبائل وهو ينذر ويتوعد من يريد العبث بأمن هذا البلد ومستقبله الذي يمثله هؤلاء الأطفال، ويسمع الأطفال آبائهم وهم يشترون ملابس العيد لهم ويرددون أن زيادة رواتبهم جعلتهم يؤمنون لهم ما يحتاجونه من ملابس، ولم يتم ذلك لولا أن ملك الإنسانية الذي نظر بعين الحاكم الخير في احتياجات الأسرة السعودية الصغيرة ومنحها جل اهتمامه وعمله.

وكيف ينسونه وهم يقلدون رقصة العرضة التي اشتهر بها كالفارس الذي يمتشق سيفه كلما قرعت طبول العرضة منادية بالولاء ومرددة «نحمد الله جت على ما نتمنى من ولي العرش جزل الوهايب».

وتقول الجوهرة فهد، أخصائية اجتماعية، إنه لم ير الأطفال منذ استوعبوا بسنيهم الصغيرة ما يحدث حولهم، احتفالا يشابه ذلك في مدينة الأربعة ملايين نسمة، يحكي ولاء والتفافا حول القيادة كما تصوره مشاهد احتفال أهالي الرياض، ولن ينسوا الصيحات القوية التي ستنطلق من حناجر حاضري الاحتفال وهم يرددون «موطني عشت فخر المسلمين عاش الملك للعلم والوطن».. صورة حية ستظل قابعة في أذهانهم ولن ينسوها أبدا.