شارون سيطرح خطة للتسوية النهائية مع الفلسطينيين كبرنامج أساسي لمعركته الانتخابية القادمة

استطلاعات الرأي ترجح فوز الحزب الجديد بالانتخابات

TT

أفادت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الاسرائيلية، أرييل شارون، انه ينوي طرح خطة سلام شامل مع الفلسطينيين كبرنامج سياسي في معركته الانتخابية القادمة للفوز في رئاسة الوزراء مرة أخرى في الربيع المقبل، بينما رجحت استطلاعات الرأي فوز الحزب الجديد الذي شكله شارون بالانتخابات المقبلة المبكرة. وقالت هذه المصادر ان خطة شارون ستكون بروح خريطة الطريق الأميركية، مع بعض التعديلات التي تأخذ بالاعتبار التحفظات الرسمية الاسرائيلية على تلك الخريطة، كما عرضها شارون على الادارة الأميركية قبل اكثر من عام. وهي في مجملها العام تعتمد على الأسس التالية: انسحاب اسرائيلي من معظم أجزاء الضفة الغربية، باستثناء القدس الشرقية والمناطق المزدحمة بالمستعمرات اليهودية، أو ما يعرف في اسرائيل بالكتل الاستيطانية الكبرى، «غوش عتصيون» قرب بيت لحم و«غوش أرئيل» قرب نابلس و«بيتار عيليت»، وهي كتل مستوطنات للمتدينين المتزمتين والمدينة الاستيطانية الاستعمارية «معاليه أدوميم»، اقامة دولة فلسطينية على هذه المناطق شرط أن تكون تلك دولة قانون ونظام، ازالة المستعمرات اليهودية المتفرقة القائمة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وتقدر بثلث المستوطنات والمستوطنين (80 ألفا من مجموع 250 ألفا). وكشفت هذه المصادر ان شارون بطرحه هذه الخطة، فإنه لا يريد ان ينجر وراء خصمه الأساسي، الزعيم الجديد لحزب العمل، عمير بيرتس، الذي يضع القضايا الاقتصادية والاجتماعية في رأس سلم الأفضليات لبرنامجه الحزبي الانتخابي. فقرر ان يضع القضية السياسية السلمية في رأس الأجندة. وسوف يستخدم شارون الفلسطينيين في معركته الانتخابية هذه، إذ سيدعو الى مكتبيه في القدس وتل أبيب عددا من الشخصيات الفلسطينية البارزة، حتى يقنع الرأي العام بأنه يتفوق على بيرتس في أهم ما يشغل بالهم، ألا وهو النشاط السياسي الأمني. وسيحاول شارون، وفقا للمصادر نفسها، أن يطرح المعادلة الانتخابية على النحو التالي: أمامكم 3 مرشحين لرئاسة الحكومة (يقصد نفسه اضافة الى خصمه، عمير بيرتس، والى بنيامين نتنياهو)، فهل من الصعب أن تختاروا منهم قائدا ذا تجربة وذا مصداقية وذا رسالة واضحة للسلام؟! تجدر الاشارة الى ان نواب الكنيست الاسرائيلي قد تفاهموا في ساعة من الليلة قبل الماضية، على يوم 28 مارس (آذار) 2006 يوم انتخاب رسميا، وبذلك أسقطوا امكانية تشكيل حكومة برئاسة عنصر آخر من حزب الليكود سوى شارون. وقد طرح المشروع لحل الكنيست من أربعة نواب، بينهم النائب العربي رئيس الجبهة الديمقراطية في الليكود، محمد بركة. وفاز كل واحد من هذه الاقتراحات بأكثرية 83 – 88 نائبا في الكنيست، مما يشير الى شبه إجماع في الحلبة السياسية على ضرورة اتخاذ موقف موحد.

المعروف ان زعيم حزب العمل الجديد، عمير بيرتس، رد على التطورات الدرامية، التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية اثر استقالة شارون من الليكود وتشكيله حزبا جديدا، فقال ان شارون قام بمغامرة مؤقتة، ستنكشف على حقيقتها عندما يذوب الثلج. وأضاف: الفارق بيننا ان حزب العمل ليس حزب شخص واحد ولا يلعب لعبة التكتيك الانتخابي، انما يتوخى قول الحقيقة وسيظل حزبا ثابتا، ترتبط مصلحته في تحقيق الانجازات الكبرى للدولة العبرية، وفي ممارسة سياسة عاقلة بعيدة عن الغوغائية. من جهة ثانية، تراجع وزير الدفاع، شاؤول موفاز، عن نيته الانضمام الى الحزب الجديد الذي أقامه شارون. وقال في مؤتمر صحافي، انه سوف يواصل نشاطه في الليكود وينافس على مقعد رئيس الحزب في المرحلة القريبة المقبلة. واظهرت استطلاعات للرأي نشرت أمس ان شارون في الطريق الى الفوز بالانتخابات العامة في دفعة مبدئية لرئيس الوزراء بعد يوم من استقالته من حزب الليكود اليميني، الذي شهد تمردا ضده تشكيل حزب وسطي. وفي الوقت الذي يحتمل فيه ان تجرى انتخابات مبكرة في فبراير (شباط) او مارس (اذار)، منحت استطلاعات الرأي شارون ما بين 30 و33 من مقاعد الكنيست البالغة 120، وهو عدد كاف لجعل حزبه الذي لم يعلن عن اسمه بعد، القوة الاكبر في ائتلاف حاكم وتضمن له فعليا فترة ثالثة في السلطة. وجاء الليكود ثالثا بفارق كبير في استطلاعات للرأي اجرتها صحف «يديعوت احرونوت» و«هآرتس» و«معاريف» توقعت حصوله على ما بين 12 و 15 مقعدا في الكنيست. وتوقعت الاستطلاعات حصول حزب العمل «اليسار ـ الوسط» الذي يرأسه الزعيم الجديد عمير بيريتس على 25 او 26 مقعدا. لكن تعليقا مصاحبا للاستطلاع الذي اجرته «هآرتس» حذر من ان الحماس المبدئي تجاه خطوة شارون للانشقاق قد يصيبه الفتور. وجاء انشقاق شارون في محاولة لاستغلال الدعم الواسع لسحب القوات الاسرائيلية والمستوطنين اليهود من قطاع غزة.

ويشير التاريخ الى ان الاحزاب الجديدة لم تحقق نجاحا في اسرائيل، كما ان شارون يواجه معارضة شديدة من أبرز المنافسين على خلافته في زعامة الليكود بنيامين نتنياهو.

وابلغ شارون الصحافيين يوم الاثنين الماضي «الحركة الجديدة التي نؤسسها اليوم، ستخدم الشعب الاسرائيلي لسنوات طويلة قادمة... ستكون بيتا جديدا لهؤلاء الاسرائيليين الذين يرغبون في خدمة الامة باخلاص وبشكل مسؤول».

وانضم بالفعل الى حزب شارون 12 من مخضرمي حزب الليكود، من بينهم اولمرت ووزيرة العدل تسيبي ليفني.

ويقول مقربون من شارون انه ربما يجند أيضا رفاقا له من بين قادة الأمن السابقين ومتدينين معتدلين وأكاديميين.