غوانتانامو: تردي حال سعوديين بسبب إضراب عن الطعام.. و50 آخرون بدون محامين

سلطات المعتقل ترفض طلب سجين الحصول على نسخة من الإنجيل

TT

كشف ناشط حقوقي يعنى بالترافع عن عدد كبير من السعوديين المعتقلين في غوانتانامو عن تردي الحالة الصحية لاثنين من المعتقلين السعوديين، بعد استمرارهم في الاضراب عن الطعام لفترات طويلة احتجاجا على المعاملة السيئة التي يتعرضون لها منذ نقلهم الى المعتقل عام 2001. وقال نبيل رجب نائب رئيس مركز حقوق الإنسان بالبحرين، امس لـ «الشرق الاوسط»، ان المحامية الأميركية جوليا ترفر أرسلت مذكرة إلى المحكمة التي تنظر في قضية معتقلي غوانتانامو وعبرت فيها عن الحالة السيئة التي يعانيها عشرة من موكليها السعوديين، وخصت اثنين منهم هما يوسف الشهري وعبد الرحمن الشلبي. وحسب المحامية ترفر، فان يوسف الشهري بدأ اضرابا عن الطعام منذ 8 اغسطس (آب) 2005، وجرت تغذيته قسرا من خلال أنبوب وضع في انفه، مما تسبب في فقدانه أكثر من أربعين رطلا من وزنه. ووفقا للمحامية، فان عمر الشهري كان 17 عاما عند اعتقاله أي انه «يعد طفلا حسب اتفاقية حقوق الطفل». وأوضحت أن الشهري تعرض بسبب هذه المعاملة إلى صعوبة في الحركة، مما جعله في حاجة إلى عكاز يساعده على المشي. وذكرت المحامية في مذكرتها للمحاكمة أن إدارة السجن وعدت الشهري عنددما بدأ اضرابه عن الطعام، بالافراج عنه، لكن «عندما اكتشف انهم مستمرون في خداعه والكذب عليه، فقد كل الأمل وأصيب بالإحباط، وهو يعتقد انه سيموت في غوانتانامو وسلم وصيته إلى محاميته لتسلم الى اهله عند وفاته».

وحسب المحامية نفسها، فان المعتقل الآخر الشلبي بدأ اضرابه عن الطعام في نفس التاريخ، وخضع ايضاً لتغذية قسرية من خلال وضع أنبوب سميك في انفه. وذكرت المحامية ان الشلبي فقد معظم قواه منذ الإضراب عن الطعام وهو لا يستطيع المشي تماما، وتم جلبه في سيارة إسعاف وكان محمولا وعاجزاً عن المشي عند لقائه بمحاميته. وقالت المحامية ان الشلبي اشتكى لها من العذاب الذي يتعرض له من خلال إدخال الأنبوب المغذي في انفه بالقوة مما اصابه بنزيف كبير. وتشير المحامية إلى أنها لاحظت استخدام نفس الانبوب من انف شخص لآخر دون ان يخضع لتنظيف او التعقيم، مما ادى الى اصابة كثير من المعتقلين بامراض مختلفة.

وعبر رجب عن خشيته من مصير المعتقلين الذين لم يوكلوا محامين للدفاع عنهم، مشيراً الى ان هؤلاء قد يحرمون من حقهم في الدفاع عن انفسهم امام المحاكم المدنية الاميركية، في حال أقر الكونغرس هذا الامر. ووفقا لنبيل رجب، فإن من بين السعوديين المائة المعتقلين في غوانتانامو، لم يقم سوى 50 منهم بتوكيل محامين للدفاع عنهم. وأكد رجب أن مركز الحقوق الدستورية (مقره نيويورك) هو الذي يكلف المحامين المتطوعين للدفاع عن معتقلي غوانتانامو. واوضح أن كلفة فريق الدفاع فاقت 70 مليون دولار، خلال السنوات الثلاث الماضية التي قاموا خلالها بزيارات لجميع المعتقلين السعوديين. وأعلن رجب أسماء 38 معتقلا سعوديا في غوانتانامو لم يكلفوا محامين للدفاع عنهم وهم: عبد الله القحطاني، جابر القحطاني، زابن ضحى الأسمري، عبدالعزيز المطرفي، ماجد بريان، سعد الجهني، سلطان الشريف، سلمان البحري، فهد الهرازي، جعيبر القحطاني، يوسف الربيش، يوسف الصيعري، محمد الحربي، سليم الحربي، مشعل المدني، محمد الزهراني، عبدالله العجيبي، سعد القحطاني، فهد الفوزان، راشد الغامدي، الجوفي (أبورائد)، مشعل (...)، خالد البركاتي، عبدالله (...)، (أبو أحمد) الجوفي، سعد المطيري، سعد فرحان، زياد القاسمي، أنور حمدان الشمري، سالم سعيد، إبراهيم الربيشي، عبدالعزيز (...)، أحمد محمد أحمد، الدكتور عبد الله عسيري، عبد الله حامد، مشعل القحطاني، سعد القحطاني، محمد القحطاني، محمد الزهراني.

الى ذلك، رفضت سلطات غوانتانامو طلب معتقل باكستاني الحصول على نسخة من الانجيل. وكان سيف الله باراشا، رجل الأعمال الباكستاني السابق، 58 عاما، قد طلب نسخة بالانجليزية من الانجيل، رغم انه شأن كل النزلاء الآخرين حصل على نسخة من المصحف. ويعتقد باراشا أن له الحق في الحصول على الانجيل لقراءته في زنزانته الصغيرة، على اعتبار انه احد الكتب السماوية. لكن بعد أن ارسل له محاميه نسخة صادره موظفو السجن. ودفع ذلك غيلارد هانت، محامي باراشا، الى رفع قضية امام محكمة بواشنطن مطالبا بأن يجري تسليم باراشا نسخة الانجيل، ومن جهتها ردت الحكومة بأن كتبا معينة تبعد عن السجناء لأن من المحتمل ان «تثيرهم».

وقال هانت انه اشترى نسخة من الانجيل في أواخر سبتمبر (ايلول) الماضي وأرسله الى إمام القاعدة البحرية وكتب معه خطابا اوضح فيه ان الانجيل مرسل الى موكله (سجين رقم 1094) بناء على طلبه. وأرسل هانت في نفس الطرد الذي ارسل فيه الانجيل مسرحيتين لوليام شكسبير ومعجما للغة الانجليزية. وعندما زار هانت غوانتانامو في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي ابلغه موكله انه لم يتسلم الانجيل او أيا من الأغراض الاخرى. لكن احد المحامين العسكريين اوضح لهانت انه غير مسموح لباراشا الحصول على نسخة من الانجيل لأن ذلك يعد خرقا للسياسة المعمول بها في المعتقل. وقال المحامون ان السماح لباراشا بالحصول على نسخة من الانجيل ستترتب عليه «سلسلة من ردود الأفعال« من قبل المعتقلين الآخرين. ورغم ان المحكمة لم تبت في المسألة، فان سلطات المعتقل سمحت في الأخير بوصول مسرحيتي شكسبير الى باراشا، لكن دون نسخة الانجيل.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)