مقتل اثنين من شيوخ العشائر السنية في بغداد أحدهما قضى في مجزرة مع 4 من أبنائه

ارتفاع عدد ضحايا تفجير السيارة المفخخة في سوق كركوك إلى 22 قتيلا و26 جريحا

TT

بغداد ـ وكالات الأنباء: اعلن مصدر في الشرطة العراقية، ان مجهولين يرتدون بزات الحرس الوطني، قتلوا فجر امس في بغداد شيخ عشيرة سنيا وأربعة من ابنائه بعد يوم من قتل شيخ عشائري آخر في العاصمة، كما قتل مدير عام في وزارة الصناعة والمدير السابق لشرطة المرور في حادثين منفصلين، بينما ارتفعت حصيلة الضحايا في انفجار سيارة مفخخة في احد اسواق مدينة كركوك الى 22 قتيلا و26 جريحا.

وقال مصدر في الشرطة العراقية، ان المسلحين المجهولين وصلوا في حوالي عشر سيارات تحمل شعارات الحرس الوطني التابع للجيش العراقي واقتحموا منزل فاضل سرهيد علي شيخ عشيرة البطاوي، المتفرعة من عشائر الدليم (غرب)، وقتلوه مع اربعة من أبنائه.

ووقع الاعتداء عند الساعة الرابعة فجرا في منطقة الحرية شمال بغداد.

وقال علي كامل سرهيد، 35 عاما، ابن اخ شيخ عشيرة البطاوي، ان «نحو 25 شخصا مسلحا يرتدون ملابس الحرس الوطني ويستقلون سياراتهم، طوقوا منزل الشيخ فاضل سرهيد وقاموا بكسر أقفال المنزل». وأضاف «ثم قاموا باقتحام المنزل وإطلاق النار على الشيخ وهو نائم مع نسيبه واحد ابنائه ومن ثم اتجهوا الى الطابق العلوي حيث ينام اثنان من ابنائه وقاموا بقتل احدهما بينما كان نائما بين اطفاله».

وتابع الشاهد ان «الابن الآخر جاء مسرعا بعد ان استيقظ على صوت اطلاق النار فقتلوه هو الآخر». وأشار الى انه «قبل شهر من الآن قتل احد ابناء الشيخ فاضل بالقرب من نقطة تفتيش في منطقة التاجي (شمال بغداد) على يد مسلحين سرقوا سيارته».

ونفى مسؤول في وزارة الدفاع العراقية تورط القوات العراقية في حادث القتل، وقال ان القتلة هم ارهابيون متخفون، وأضاف أن الزي العسكري للجيش العراقي موجود في الشوارع، وان «اي ارهابي يمكنه ان يقتل ويشوه اسمنا فيضرب عصفورين بحجر».

ونقلت وكالة الانباء الالمانية امس عن مصادر في الشرطة العراقية قولها إن مسلحين قتلوا شيخ عشيرة «بني أسد» أمام منزله في حي العامرية (15 كلم غرب بغداد) اول من امس.

وأوضحت المصادر أن مسلحين مجهولين فتحو نيران اسلحتهم الرشاشة على الشيخ عدنان شريف الخيون شيخ عشيرة «بني أسد» بالقرب من منزله في العامرية وأنه فارق الحياة لدى وصوله الى مستشفى اليرموك التعليمي.

ويتهم مسؤولون من السنة وزارة الداخلية العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، بأنها تغض الطرف عن فرق اغتيالات يديرها الشيعة وتهاجم السنة. وتنفي الحكومة ذلك.

كما قتل امس راضي اسماعيل جواد، المدير العام لمعمل البطاريات الجافة التابع لوزارة الصناعة العراقية امس على يد مسلحين مجهولين في غرب بغداد.

وقال مصدر في وزارة الداخلية ان «المسلحين فتحوا النار على جواد عندما كان في سيارته متوجها الى عمله في منطقة حي الجامعة ولاذوا بالفرار». وأضاف المصدر ان «اربعة مسلحين مجهولين اقتحموا صباح اليوم (امس) منزل اللواء مهدي قاسم، المدير السابق لشرطة المرور العراقية الواقع في منطقة القادسية (غرب بغداد)، حيث قاموا بقتله ولاذوا بالفرار».

وفي مدينة كربلاء الشيعية (110 كلم جنوب بغداد)، اقدم مسلحون مجهولون مساء اول من امس على قتل ايمان جاسم العضو السابقة في حزب البعث المنحل، حسبما افاد مصدر في الشرطة المحلية. وقال المصدر ان «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة قتلوا ايمان اثناء عودتها الى منزلها في حي العباسية شرق المدينة ولاذوا بالفرار»، وأوضح ان «امرأة اخرى كانت برفقتها اصيبت هي الاخرى بجروح نقلت على اثرها الى المستشفى».

وفي بعقوبة (شمال شرقي بغداد) اتهمت «هيئة علماء المسلمين» (سنية) امس الجيش العراقي بقتل أحد أعضائها وشقيقه. ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن مسؤول في الهيئة طلب عدم الكشف عن اسمه قوله إن عضو الهيئة الشيخ خليل إبراهيم وشقيقة قتلا بعد أن اعتقلهما الجيش العراقي في قرية السعادة التابعة لبلدة خان بني سعد، التي تبعد 35 كيلومترا شمال شرقي بغداد.

وأوضح أن قوات من الجيش العراقي اعتقلت فجر اول من أمس الشيخ إبراهيم إمام وخطيب جامع «جعفر بن أبي طالب» وأخاه ثم ألقت بعد مرور ساعتين بجثتيهما مقطوعتي الرأس على مقربة من المسجد.

ووصف المصدر هذا العمل بأنه «طغيان واستخفاف بأئمتنا ومقدساتنا».

وقتل مدني عراقي وأصيب اثنان آخران امس جراء انفجار عبوة ناسفة لدى مرور سيارة مدنية على الطريق الرئيسي في بلدة الخالص التي تبعد 80 كيلومترا شمال شرقي بغداد.

وقال شهود عيان إنه لم يكن هناك أي نشاط للجيش والشرطة العراقية أو الجيش الأميركي لحظة وقوع الانفجار.

من ناحية اخرى، ارتفعت حصيلة ضحايا العملية الانتحارية بسيارة مفخخة التي وقعت مساء أول من امس في سوق في مدينة كركوك (255 كلم شمال شرقي بغداد) الى 22 قتيلا و26 جريحا بعد العثور على ثلاث جثث لأشخاص كانوا في عداد المفقودين.

وقال اللواء عادل زين العابدين من شرطة كركوك امس ان «الحصيلة الجديدة تشير الى مقتل 22 شخصا وجرح 26 آخرين». وأضاف انه «تم العثور على جثث ثلاثة اشخاص كانوا في عداد المفقودين بسبب انقطاع التيار الكهربائي عقب الانفجار». وتابع زين العابدين انه «عثر على احدى الجثث محترقة والأخرى وقد ارتمت في داخل احد المحال المجاورة والثالثة تحت احدى السيارات». واوضح زين العابدين ان «بين القتلى والجرحى نساء واطفالا ورجال شرطة»، مضيفا ان «ثمانية من الجرحى في حالة خطرة».

وقضى عدد من الضحايا احتراقا بينما ادى الانفجار الى اضرار في حوالى عشرين محلا تجارية وتدمير خمس سيارات.

وصباح اليوم الاربعاء تجمع عشرات من سكان مدينة كركوك التي يقطنها اكراد وتركمان وعرب ومسيحيون في مكان الانفجار، لمشاهدة آثار الدمار الذي لحق بالمباني والمحال التجارية والمركبات.

وقال خالد عبد الله مصطفى، 24 عاما، «كان اتعس يوم في حياتي». وأضاف «لا يمكنني ان انسى تلك اللحظات الرهيبة وأنا اشاهد الانفجار المروع الذي حصد أرواح الناس الابرياء امام عيني». وتابع «كنت مارا من هناك لاتسلم صور عرسي من احد مختبرات التصوير (...) وفجأة وقع الحادث ولم اشاهد سوى نار ودخان وأناس يركضون أصابتهم حالة من الخوف والهلع وسيارات شرطة وأسعاف تمر مسرعة ورجال أمن يطلقون العيارات في الهواء. كان منظرا مرعبا حقا».

وقالت نورجان محمد قادر اوجي، 61 عاما، التي تسكن منزلا يقع خلف مكان الانفجار «كنت اصلي صلاة العشاء عندما وقع الانفجار، ولشدته سقطت على الارض وأكملت سجدتي وأنا مرمية ارضا من شدة الخوف». وأضافت «لدى خروجي من المنزل لرؤية ما حصل، سمعت صراخ وبكاء اطفال وشاهدت أناسا يركضون وقد اصابهم خوف وذعر شديدان».

وتابعت «تكسرت كل نوافذ منزلنا وسيارتنا ومنازل الحي وارتفعت سحب دخان أسود».

وتساءل سردار عمر، الذي يملك محلا لبيع اللوحات التشكيلية لا يبعد سوى امتار قليلة عن مكان الانفجار وقد دمر بالكامل «لماذا كتب علينا ان نعيش في حالة رعب وخوف دائمتين؟ ولماذا اصبح دم العراقيين رخيصا الى هذه الدرجة؟».

وأضاف «لماذا اصبح العراق بلد الحضارة ملاذا للارهابيين ومصدرا للارهاب، ولماذا اصبح محتلا وناقص سيادة؟ أليس هذا ظلما كبيرا».