واشنطن: ظروف انسحاب القوات الأميركية من العراق قد تتوفر قريبا

بعد نجاح اجتماع القاهرة ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية

TT

واشنطن ـ ا.ف. ب: لمحت الولايات المتحدة، الى ان الظروف قد تصبح متوفرة «في وقت قريب»، للانسحاب التدريجي لقواتها من العراق، الا انها اكدت ان قرار سحب القوات لن يتم من طرف واحد. فقد صرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، في مقابلتين تلفزيونيتين الليلة قبل الماضية، بان مناقشات تجري باستمرار بين قائد قوات التحالف في العراق جورج كايسي والسفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد، حول احتمال تسليم مسؤوليات امنية مهمة للعراقيين.

واكدت في المقابلتين، ان اللحظة التي سيبدأ فيها الجنود الاميركيون بالعودة الى وطنهم يمكن ان تكون قريبة. وصرحت لشبكة «فوكس نيوز» الاخبارية، بانه «عندما تصبح القوات العراقية جاهزة، سنفكر في خفض قواتنا». واضافت اعتقد ان الوقت الذي سيصبح فيه العراقيون قادرين على تولي امن مستقبلهم قريب جدا.

كما صرحت رايس لشبكة «سي ان ان» بان اعداد قوات التحالف الدولية في العراق «ستنخفض (...) لانه لن تكون هناك حاجة الى القوات الاميركية بالاعداد الحالية لوقت طويل. وتأتي تصريحات رايس، بعد تصريحات عدد من كبار السياسيين العراقيين، يخوض العديد منهم الانتخابات، التي ستجري في 15 الشهر المقبل، في مؤتمر في القاهرة، بأنهم يرغبون في ان تضع القوات الاجنبية جدولا زمنيا محددا لانسحابها من العراق.

واكدت رايس، ان قرار الانسحاب سيكون قرارا مشتركا لحين مغادرتنا.

وينتشر 159 الف جندي اميركي في العراق، قبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية، لاختيار اول حكومة تنتخب بطريقة ديمقراطية، وفقا للدستور الدائم الجديد الذي اقر الشهر الماضي.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية، ان عدد الجنود الاميركيين سينخفض بعد الانتخابات الى 138 الف عسكري.

وشددت رايس على ان بدء انسحاب القوات الاميركية مشروط باظهار قوات الامن العراقية قدرتها على «السيطرة على الاراضي». واوضحت، في مقابلتها مع فوكس نيوز، «يجب ان نرى (تلك القوات) قادرة على التوجه والدفاع عن طريق المطار السريع التي اعتبرت على الدوام طريقا خطيرة».

الا انها اكدت ان القوات العراقية قادرة في الوقت الحالي على القيام بالعديد من المهمات الامنية، التي كانت تقوم بها القوات الاميركية حتى وقت قريب.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» امس، ان البنتاغون ينوي سحب نحو ثلاثة فرق قتالية من العراق في مطلع العام المقبل، الا انه سيحتفظ بكتيبة واحدة على الاقل في الكويت، بحيث تكون في وضع «الاستعداد».

وصرح ضباط كبار في الجيش الاميركي، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، للصحيفة بان البنتاغون وضع سلسلة من القرارات لعام 2006 لدراسة امكانية اجراء المزيد من الخفض على القوات الاميركية، بحيث يمكن ان يصل عديدها الى اقل من مئة الف جندي بنهاية 2006.

وصرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، عدة مرات في الاسابيع الماضية، انه ستتم اعادة تقييم وضع ودور القوات الاميركية في العراق، في اعقاب انتخابات 15 الشهر المقبل.

وفيما رفض كبار المسؤولين في الادارة الاميركية التعليق على خيار وضع جدول زمني محدد لانسحاب القوات، فان تلميح رايس الى ان ذلك قد يبدأ في «اقرب فرصة»، يأتي وسط تصاعد ضغوط الكونغرس، الذي تهيمن عليه مسألة الدور الاميركي في العراق. وقد برزت هذه القضية مؤخرا، بعد ان طالب النائب الديمقراطي جون مورثا، الذي شارك في الحرب في فيتنام، الاسبوع الماضي بانسحاب القوات الاميركية من العراق خلال ستة اسابيع.

ومنذ ذلك الوقت، طرح عدد من البرلمانيين خططا للانسحاب تدعو جميعها الى اعادة اعداد كبيرة من القوات الى البلاد.

واول من امس قال السناتور باراك اوباما، الذي يسطع نجمه في الحزب الديمقراطي، ان الولايات المتحدة لا تحتاج الى جدول زمني، بل الى مواعيد محددة للانسحاب التدريجي للقوات.

وقال في كلمة القاها في شيكاغو «يجب ان نقول انه لن تكون لنا اية قواعد في العراق بعد عقد من الان والقوات المسلحة الاميركية لا يمكنها ان تدعم اية حكومة عراقية الى ما لا نهاية».

وقال جوزف بيدن، العضو الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي يفكر في خوض الانتخابات الرئاسية عام 2008، يوم الاثنين الماضي، انه يرغب في انسحاب خمسين الف جندي من العراق العام المقبل، وانسحاب عدد كبير من القوات المتبقية في 2007.