السودان يتهم تشاد بتأجيج الصراع في إقليم دارفور المضطرب

TT

اتهمت الحكومة السودانية، لاول مرة، امس رسميا دولة تشاد المجاورة بتأجيج الصراع في اقليم دارفور المضطرب، وتقديم الدعم للحركات المسلحة في الاقليم، بعد يومين من اتهام تشاد للسودان بزعزعة الاستقرار في اراضيها بالاستعانة بمعارضين لها.

وجاء الاتهام بعد شهر من أزمة دبلوماسية بين البلدين بسبب الصراع في الاقليم السوداني المضطرب، وفي وقت تتحدث فيه التقارير عن معارك بين الحكومة السودانية وقوات تشادية في ولاية غرب دارفور المجاورة لتشاد.

وتأتي هذه التوترات بين السودان وتشاد في وقت يشارك وفد كبير من الاخيرة في مؤتمر عام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بدأت اعماله امس، وينتظر ان يلتقي الوفد الرئيس عمر البشير رئيس الحزب الحاكم في اي لحظة. وقال بيان صادر من وزارة الخارجية السودانية امس ان الحكومة السودانية من خلال الرصد المستمر للتصرفات التشادية وضح لها بما لا يدع مجالا للشك الدور التشادي الواضح في تأجيج الصراع في اقليم دارفور، في الوقت الذي عهد فيه السودان للسلطات التشادية القيام بمساع ايجابية لإيجاد حل للمشكلة.

وذكر البيان ان الحكومة السودانية رصدت عدة خروقات تشادية للحدود والاجواء السودانية من قبل طائرات حربية وقوات تشادية، واضاف البيان ان طائرة انتونوف تابعة للقوات التشادية قامت بالتحليق فوق مدينة كلبس السودانية على الحدود المشتركة، وقامت طائرة حربية اخرى في السابع من نوفمبر الجاري بطلعات استعراضية وطيران منخفض لاكثر من نصف الساعة في المنطقة ذاتها.

ومضى البيان يعدد ما تسميه الخروقات التشادية بالقول ان قوات تشادية عبرت بعدد من العربات بمنطقتي طليانة، وبئر كنجارة، قرب منطقة هبيلة الحدويدة ونهب عدد من الابقار واختطاف احد الرعاة، وتابع ان الحكومة التشادية رصدت وصول طائرة من دولة اخرى من خارج الاقليم ـ لم يسمها البيان ـ الى دولة تشاد وهي تحمل اسلحة وعتادا للحركات المسلحة في دارفور، اضافة الى «تورط عناصر من الجيش التشادي في ما يجري بدارفور».

وقال البيان انه بالرغم من الانتهاكات التشادية فان الحكومة السودانية التزمت الصمت وضبط النفس والسعي الجاد نحو تجاوز الازمة وتقدمت بمبادرات قوبلت بعدم الاستجابة من قبل الحكومة التشادية، ونوهت الحكومة السودانية في البيان بانها ظلت تتابع التطورات في تشاد الناجمة عن المنشقين وهروب بعضهم الى داخل السودان، وبادرت الحكومة السودانية بتجريدهم من اسلحتهم، واستغرب البيان ما اسماها الاتهامات التي ظلت تطلقها تشاد للسودان بزعزعة استقرارها وتهديد أمنها في محاولة منها لتصدير الازمة الداخلية التي تعاني منها.

الى ذلك، استنكرت الخارجية السودانية، على لسان الناطق باسمها السفير جمال محمد ابراهيم، تصريحات مبعوث الامين العام للامم المتحدة ايان برونك التي شكك فيها بامكانية وقدرة السودان على استضافة القمة الافريقية المقبلة المزمع عقدها في يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال الناطق باسم الخارجية «ان ذلك ليس من اختصاصاته ومهامه الاساسية وفق قرارات التكليف الصادرة من مجلس الأمن»، واضاف «ليس من حق اي طرف دولي او اقليمي ان يؤثر على تقييم مفوضية الاتحاد الافريقي لامكانية استضافة السودان للقمة». واكد رفض وزارة الخارجية لمثل هذه التصريحات، مبينا انها ستنقل رأيها لممثل الامين العام للامم المتحدة للتنبيه بتجاوزه لمهامه وواجباته المحددة وفق قرارات التكليف.