اجتماع وكالة الطاقة الذرية الدولية اليوم يحدد مصير المفاوضات مع إيران

طهران تتوقع استئناف المحادثات مع الاتحاد الأوروبي

TT

تبدأ صباح اليوم بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاجتماعات الدورية لمجلس أمنائها لدرس، للمرة التاسعة على التوالي، الملف النووي الايراني. ومع التحضير لاجتماع اليوم، اعلن وزير الخارجية الايراني مانوشهر متقي ان بلاده تتوقع استئناف المفاوضات مع اوروبا قريباً، بينما طالب الاتحاد الاوروبي ايران بتقديم التنازلات في مجال نشاطها النووي لمنح المفاوضات فرصة.

وكان مجلس أمناء الوكالة الدولية أقر في اجتماعه الاخير في سبتمبر (ايلول) الماضي رفع الملف النووي الايراني لمجلس الأمن اذا ما وجدت الوكالة ان ايران لا تلتزم التزاماً كاملاً باتفاقية الحد من التسلح. وكلف المجلس مدير عام الوكالة محمد البرادعي متابعة النشاط النووي الايراني ورفع تقرير متكامل حوله وحول مدى تعاونها مع الوكالة الدولية.

وكانت ايران تخلت في اغسطس (آب) الماضي عن توقفها الطوعي عن تخصيب اليورانيوم، مما ادى لفشل المفاوضات بينها وبين الترويكا الاوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة). وكانت المفاوضات تهدف لوقف دائم للتخصيب مقابل حوافز تقنية واقتصادية لم تقبل بها ايران.

وجاء تقرير البرادعي متضمناً للكثير من الايجابيات كسماح ايران لمفتشي الوكالة بزيارة بعض المواقع العسكرية وتسليمها معلومات ذات اهمية خاصة وتصاميم لرؤوس نووية حصلت عليها من شبكة العالم الباكستاني عبد القادر خان، مما اعتبر خطوة واسعة للتعاون بين الوكالة وايران. ويعلق البعض آمالاً على قبول ايران العرض الروسي المتمثل في تخصيب اليورانيوم الايراني داخل روسيا ثم ارساله وقوداً لايران، مما يبعد عنها شبهة الاستخدام العسكري. ويجد العرض دعماً أميركيا واوروبياً، ولذلك يتوقع المراقبون جلسات هادئة لاجتماع اليوم في العاصمة النمساوية فيينا. إلا أن وزير الخارجية الايراني كرر ان ايران لها الحق في تطوير برنامج مدني كامل للطاقة الذرية بصفتها دولة موقعة على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. وأضاف: «من الطبيعي ان نسعى وراء هذا الحق داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية»، مشيراً الى ان ايران لن تقبل اقتراحاً يحظر عليها تخصيب اليورانيوم على ارضها. ورغم ذلك، نقلت وكالات الانباء عن متقي قوله أمس، ان بلاده تتوقع استئناف مفاوضاتها النووية مع الاتحاد الاوروبي بعد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الاسبوع. وقال متقي في مؤتمر صحافي أمس: «المناخ يتيح إجراء مثل هذه المفاوضات بعد اجتماع فيينا».

وصرح متقي بأنه تحدث هاتفياً مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ليل أول من أمس لبحث استئناف المحادثات التي انهارت عندما استأنفت ايران نشاطها النووي في أصفهان. وأشار متقي الى ان طهران بعثت رسائل هذا الشهر الى مفاوضي الاتحاد الاوروبي من بريطانيا والمانيا وفرنسا تدعوهم الى استئناف المحادثات النووية. ولم يرد أي رد رسمي من الدول الاوروبية الثلاث. وحث متقي الاطراف المختلفة على ان «تكون المفاوضات هادفة وان تكون مفيدة وفي اطار زمني منطقي».

ومن جهته، طالب خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية والامن بالاتحاد الاوروبي ايران بتبني موقف بناء تجاه المفاوضات النووية. ودعا سولانا ايران الى تقديم تنازلات حول برنامجها النووي عشية اجتماع هيئة حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال سولانا للصحافيين خلال زيارة الى وارسو ان ايران «يجب على الاقل ان تخفض كمية (اليورانيوم) الذي تنتجه حاليا». ويأمل سولانا ان يؤدي اجتماع فيينا الى «استئناف الحوار» الذي قطع مع ايران في آب (اغسطس) الماضي شرط ان «يتعاون (هذا البلد) من جهته ايضا».

وقال «نريد الاستمرار في اقتراح الحوار على ايران بهدف واضح جدا بنظرنا وهو ان ايران لها الحق في تطبيق برنامج نووي مدني لكننا لا نريد ان يستخدم هذا البرنامج لأهداف عسكرية».

وقامت المعارضة الايرانية صباح أمس بتفنيد تقارير التعاون الايراني، مصرحة بأن طهران لم تتغير وان «كل ما تقدمه ما هو الا نذر قليل عما يدور داخلها وما تقوم به، مواصلة خداعها للعالم وفي مقدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأشار ممثل المجلس القومي للمقاومة الايراني الى نجاح ايران في اخفاء برنامجها النووي عن الوكالة الذرية طيلة 18 عاماً، مما قد يمكنها من مخادعتها ثانية.