الأمير الحسن بن طلال يدعو لجمع ممثلي المذاهب الإسلامية في مكة المكرمة «قبل فوات الأوان»

TT

طالب الأمير الحسن بن طلال، منسق منظمة المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام رئيس منتدى الفكر العربي ورئيس نادي روما، بتنظيم مؤتمر وهيئة شاملة للمذاهب الاسلامية وتأسيس مقر لها في مكة المكرمة التي وصفها بأنها مقر الاسلام وعنوانه. وكان اقتراح الأمير الحسن يصب في مناقشته «الاغاثة الانسانية في القرن الحادي والعشرين منظور الشرق الأوسط» باستضافة الصليب الأحمر البريطاني واللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، حيث قال انه من الضروري ابراز وجه آخر يصد «الوجه القبيح» لمن يرتكب الاعمال الاجرامية باسم الإسلام. واكد انه من غير الممكن «الحديث عن قيم خاصة بفئة من دون أخرى، فنحن بحاجة الى قيم مشتركة عالمياً»، وأضاف: «هناك حاجة الى شبكة تعاون بين المنظمات غير الحكومية لاعطاء صوت للغالبية المغيبة»، معرباً عن رأيه بأن الغالبية ليست «صامتة مثلما يشاع، بل حجر على صوتها». ورأى الأمير حسن ان «مسؤولية المسلمين وغير المسلمين تكمن في الاصرار على نقل النقاش بين المذاهب الاسلامية الى مكة المكرمة قبل فوات الأوان». وأضاف انه من الضروري وجود «سلطة اخلاقية في القدس لترتفع فوق النزاعات السياسية وذلك ينطبق على النجف أيضاً». وقال ان الوضع في الشرق الأوسط الآن «لا يستدعي التشديد على هوياتنا المختلفة بل معرفة كيفية التعايش»، مضيفاً: «يجب معرفة اننا نتصارع على أرض مشتركة وعلينا التعاون حسب انسانيتنا المشتركة». وشدد على انه يتحدث كـ«مسلم» وليس كـ«اسلامي»، معرباً عن استغرابه لظهور هذه التسمية خلال العقد الماضي، لافتاً الى ان «الاسلاميين يحاولون خلق شرعية لا يمتلكونها لأنفسهم بقوة تحاول نزع الشرعية من الدولة». وفي مناقشة التطرف الذي تشهده المنطقة، قال الأمير الحسن ان «الاتجاه الجديد في الشرق الأوسط هو الحركات الاسلامية، ويجب مواجهة ذلك بالكف عن الحديث عن فصل الدين عن الدولة، برفع القيم الانسانية فوق نزاعات السياسة اليومية». ولكنه أردف قائلاً: «من الضروري رؤية الوضع من منظار الآخر، وفهم العلاقة بين الصدمة والتطرف ومحاولة فهم لماذا يفعل الناس ما يفعلونه، من دون اعطائهم الاعذار، بل للمعرفة والوعي». وركز على ضرورة تبني «مؤشر عالمي للانسانية لرصد أوضاع الانسان بغض النظر عن دينه أو عرقه». وشدد الأمير الحسن على ضرورة تحمل الشباب في منطقة الشرق الأوسط «المسؤولية الانسانية»، بالاضافة الى «تمكينهم من منظور المجتمع المدني»، وطالب بـ«توقيع عقد قانوني مع الأجيال القادمة لحماية البيئة الانسانية والجسدية للأجيال التي لن تولد بعد». وأضاف انه حان الوقت «لنكف عن الادانة فقط والعمل بردود الأفعال، لنعمل من أجل الأفضل»، موضحاً لاحقاً انه من الضروري العمل «لمعايير قوانين الانسانية الدولية وقانون السلام». واشار الى المشاكل التي تواجه الشرق الأوسط، قائلاً: «نقيم في أفقر منطقة، بأعلى نسبة سكانية وأكثر خطورة، في العالم». وعن دور محتمل له في العراق، قال الأمير الحسن انه يترك الامر للعراقيين، مضيفاً «يجب ان ترتفع السلطة الاخلاقية فوق السياسة في العراق، وهنا أعبر عن احترامي للحكمة التي تبديها القيادة الشيعية في العراق». وصرح بأنه يتفهم «صعوبة معالجة موضوع السنة في العراق خصوصاً مع الخوف الشيعي لخسارة مكانتهم التي عملوا للحصول عليها خلال الانتخابات بمساندة الدول العربية للسنة في العراق»،