المعركة الانتخابية في إسرائيل تبدأ بحرب طاحنة في حزب الليكود الممزق

شارون ينفي ما نشر عنه في بريطانيا حول انتهاء عهد الأرض مقابل السلام

TT

انطلقت المعركة الانتخابية في اسرائيل، أمس، بهجمات متبادلة بين المرشحين المتنافسين على مقعد رئاسة حزب الليكود، الذي مزقه رئيسه أرييل شارون، بانسحابه منه قبل يومين. وبدا ان الصراع داخل الليكود سيكون أقسى منه ما بين الأحزاب المنافسة له في المرحلة القادمة. وفي الوقت نفسه، نفى مكتب شارون ما نشر في الصحف البريطانية، أمس، على لسان مستشاره الإعلامي إيال أراد، من انه تخلى عن مبدأ «الأرض مقابل السلام» لتسوية القضية الفلسطينية. وقال انه متمسك بمشروع «خريطة الطريق»، الذي سيفضي الى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين.

وكان رئيس الدولة العبرية، موشيه قصاب، قد توصل الى اتفاق مع رئيس الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، روبي رفلين، أمس، على الإجراءات التي تضمن سن قانون يضمن تقديم موعد الانتخابات العامة من 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الى 28 مارس (آذار) 2006. لكن عددا من الأحزاب الدينية حاولت افشال هذا الاتفاق والابقاء على الموعد الأصلي. وباءت محاولاتها بالفشل حتى الآن. وعليه فإن كل الأحزاب دخلت في حالة استنفار من أجل مواجهة المعركة الانتخابية واختيار المرشحين.

وتبين في حزب الليكود، الذي يواجه أقسى أزمة في تاريخه، ان المعركة ستكون طاحنة. فقد انضم الى التنافس على رئاسة الحزب كل من بنيامين نتنياهو، وزير المالية السابق، الذي كان قد تولى رئاسة الحكومة في الفترة بين 1996 و 1999 وقاد الليكود الى هزيمة نكراء أمام ايهود باراك، وسلفان شالوم، وزير الخارجية الحالي، وشاؤول موفاز، وزير الدفاع الحالي، وعوزي لانداو، الذي قاد المعركة ضد شارون بشكل مثابر منذ اعلانه عن خطة الفصل.

وقال موفاز، أمس، ان نتنياهو كارثة على الليكود لأنه لا يتمتع بأية مشاعر تجاه الفقراء «فقد ولد وفي فيه ملعقة من ذهب، لم يعرف يوما معنى الضائقة ولذلك فليس فيه أية رحمة تجاه الناس في الضائقة، وإسرائيل تحتاج اليوم الى رجل عسكري يفهم في موضوع الأمن ويمتلك أحاسيس انسانية تجاه الفقراء، وهذا الرجل هو موفاز وحده وليس غيره». شالوم قال ان اسرائيل بحاجة الى قائد متواضع مرتبط بقضايا الناس ويستطيع ان يقودها الى بر الأمان في العلاقات مع دول العالم بشكل عام ومع العالم العربي بشكل خاص.

وهاجم نتنياهو موفاز وشالوم على اختيارهما أسلوب الهجوم عليه بشكل خاص، وقال ان اسرائيل تحتاج الى قائد يعرف كيف ينقذ الاقتصاد بسياسة صحيحة وليس بسياسة غوغائية ترضي الجمهور ولكنها تدمر الدولة. وفي حين تجاهل كل من موفاز وشالوم ذكر المنافس الأكبر لحزب الليكود، أرييل شارون، قال نتنياهو انه ينوي ادارة معركته الانتخابية بشكل راق وسيوجهها ضد شارون بالأساس لأنه «سرق منا الحكم وخدعنا». يذكر ان شارون ما زال مشغولا بتركيب مؤسسات حزبه الجديد، الذي أسماه «مسؤولية قومية» وينوي تغيير الاسم في القريب. وهو يسعى لضم عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع الاسرائيلي. وقد أعلن رئيس حزب العمل السابق، شيمعون بيرس، بشكل نهائي، أمس، انه سيبقى في الحزب ولن ينضم الى حزب شارون. فيما أعلن الوزير حايم رامون الانضمام الى حزب شارون. وقال: «في السياسة يبني المرء موقفه حسب قناعاته ومبادئه وليس حسب ماضيه وأصدقائه». وعليه فانه يترك الحزب الذي تربى فيه لينضم الى حزب شارون «الذي سيجلب لاسرائيل السلام والأمن والرفاه الاجتماعي».

من جهة ثانية نشرت الصحافة البريطانية، أمس، تصريحات لمستشار شارون، ايال أراد، يقول فيها ان مبدأ «الأرض مقابل السلام» قد فشل لأنه كاذب من الناحية الفلسفية وساذج من الناحية السياسية. «فمنذ اتفاقات أوسلو تضاعفت عمليات الارهاب ضد اسرائيل ومنذ ان اقترحت اسرائيل على الفلسطينيين في كامب ديفيد أن يحصلوا على الأرض بما في ذلك القدس، انفجرت الانتفاضة. مما يعني ان الفلسطينيين لا يبحثون عن الأرض، بل عن الاستقلال». وأضاف: نحن نقترح على الفلسطينيين الآن مبدأ آخر هو: الأمن مقابل الاستقلال. ونشر ناطق بلسان شارون ان هذا الكلام غير منطقي وأن الاستقلال يحتاج الى أرض، ولا يمكن أن يكون بلا أرض. وعليه، أضافوا، ان شارون يطرح على الفلسطينيين مشروع سلام متكامل هو: خريطة الطريق. ففيها يضمن السلام مقابل الأرض والأمن.