منشورات إسرائيلية تحرض اللبنانيين على حزب الله.. والمقاومة تخفق في أسر مظلي إسرائيلي سقط في لبنان

TT

تسارعت الأحداث في جنوب لبنان أمس، فشهدت المنطقة الحدودية بين بلدة ميس الجبل، ومستعمرة المنارة الإسرائيلية اشتباكات مسلحة، حاول خلالها حزب الله اسر احد المظليين الاسرائيليين، الذي سقط في حقل الغام في المنطقة، ولكن القوات الاسرائيلية استطاعت انقاذه، فيما لم تتضح ظروف وصوله الى المكان. وكانت الطائرات الحربية الاسرائيلية قد القت فجر امس، منشورات تحمل توقيع «دولة إسرائيل»، تحرض على حزب الله وتصفه بأنه «أداة بيد أسياده السوريين والإيرانيين». وتأتي هذه التطورات، بعد يومين من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، التي اوقعت قتلى وجرحى، وخلفت اضراراً مادية.

وأفاد مراسل «الشرق الأوسط» في جنوب لبنان، ان القوات الاسرائيلية، تمكنت من انقاذ مظلي وقع في حقل الغام داخل الاراضي اللبنانية، قرب مستعمرة المنارة. وذكر أن الاسرائيلي، الذي لم تعرف طريقة دخوله الاراضي اللبنانية عند الحدود قرب بلدة ميس الجبل، دخل حقل الغام محاطاً بالاسلاك الشائكة. وفيما سعى حزب الله، الى محاولة اسر المظلي، اشتبك مقاتلوه مع قوات اسرائيلية دخلت الاراضي اللبنانية لاستعادته مدعومة بالمروحيات والقصف واطلاق نار كثيف، واستخدمت خلال المواجهات الاسلحة الصاروخية والمدافع الرشاشة.

وكان سكان العاصمة بيروت وجبل لبنان والجنوب، قد فوجئوا فجر امس بمنشورات تحمل توقيع «دولة اسرائيل»، تحرّض على حزب الله. وذكرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني، ان طائرة اسرائيلية اخترقت الاجواء اللبنانية عند الساعة 4.45 فجراً مقابل مدينة بيروت، ورمت منشورات فوق بيروت وجبل لبنان والجنوب. واعتبرت قيادة الجيش «ان هذا العمل، انما ينم عن نيات عدوانية متمادية، دأب العدو الاسرائيلي على القيام بها، منذ فترة جراء خروقاته الجوية والبحرية والبرية».

وتأتي هذه التطورات في اعقاب المواجهات العسكرية الاعنف، بين «حزب الله» والقوات الاسرائيلية، منذ 5 سنوات والتي اسفرت عن سقوط 4 مقاومين لـ«حزب الله» وقتيلاً اسرائيلياً و11 جريحاً، اضافة الى سقوط عشرات القذائف على جانبي الحدود.

من جهته، كشف الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب ميلوش شتروغر أمس، ان «اليونيفيل» استطاعت التوصل الى وقف اطلاق النار الاثنين الماضي بين اسرائيل وحزب الله. وقال: «ان الوضع منذ ذلك الحين هادئ نسبياً ولكنه متوتر عند الخط الازرق». وأضاف: «ان القوات الدولية طلبت من الجانب الاسرائيلي وقف الخروقات الجوية للمجال الجوي اللبناني، وذلك بعد الطلعات الصباحية التي سجلت اليوم». واشار الى ان «اليونيفيل احتجت على كل الخروقات للخط الازرق، وأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، دان بشدة تبادل اطلاق النار عند الحدود أخيرا، وقد دعونا جميع الاطراف الى ممارسة اقسى ضبط النفس من اجل عودة الهدوء الى المنطقة». وحث شتروغر «الاطراف المعنية على احترام الخط الازرق» مؤكداً «ان اليونيفيل على اتصال وثيق مع الاطراف كافة من اجل منع اي تصعيد»، مضيفاً: «ان الطوارئ ساهرة وهي تنشط ميدانياً على الارض لمتابعة الوضع الأمني ومراقبته». واعلن المسؤول الاعلامي لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريم المفتي، ان اللجنة وفور تلقيها اي طلب رسمي من الدولة اللبنانية و«حزب الله»، ستتحرك لاسترداد جثث المقاومين الثلاثة، الذين سقطوا خلال المواجهات بين مع الجيش الاسرائيلي في منطقة مزارع شبعا.

وكان مندوب «الوكالة الوطنية للاعلام» في جنوب لبنان، قد افاد بأن الطيران الحربي الاسرائيلي، حلق عند العاشرة صباحا فوق مزارع شبعا وكفرشوبا وحاصبيا ومرجعيون، وصولاً الى النبطية واقليم التفاح، حيث نفذ غارات وهمية على علو منخفض. كذلك حلق الطيران الحربي قبل الظهر على متوسط فوق منطقة صور والقرى الحدودية في القطاع الغربي. كما حلقت الطائرات عند الساعة العاشرة والربع قبل الظهر على علو شاهق في اجواء القطاع الاوسط.

من جهتها، سيرت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، دوريات على الجانب اللبناني المحاذي للخط الازرق اعتباراً من حاصبيا، وصولاً الى مرجعيون وكفركلا والعديسة وحولا، فيما غابت الدوريات الاسرائيلية عن المستعمرات الحدودية، كما سيرت دوريات للقوة الأمنية اللبنانية المشتركة.

وكانت الزوارق الحربية الاسرائيلية قد خرقت المياه الاقليمية اللبنانية أول من امس، من رأس الناقورة وحتى مدينة صور.

ورصد مراسل «الشرق الاوسط» في جنوب لبنان، تباين ردود فعل اهالي المناطق الجنوبية حيال المواجهات الاخيرة، ففيما ارتفعت في بعض القرى والبلدات اعلام «حزب الله» وصور أمينه العام الشيخ حسن نصر الله، عبر اهالي بعض البلدات عن تحفظهم حيال توقيت المواجهات.

وفيما عزز الجيش اللبناني وجوده في محيط المنشآت الحيوية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث انتشرت عشرات المضادات الارضية وشوهدت الوحدات العسكرية في حالة استعداد قصوى. وعلمت «الشرق الاوسط» من مصادر مطلعة، ان قيادة حزب الله اتخذت خلال الايام الماضية سلسلة اجراءات وتدابير أمنية ووقائية، لحماية قادة الحزب من أية محاولة اغتيال قد تقدم عليها اسرائيل. وقامت فرقة هندسة تابعة للجيش اللبناني امس، يرافقها مسؤول من «حزب الله» بتفقد جسر عين عرب الذي دمرته الطائرات الاسرائيلية قبل يومين.

الى ذلك، تقبل «حزب الله» وعائلة المقاوم علي شمس الدين، الذي قضى في المواجهات الأخيرة، التعازي في بلدة يحمر في البقاع الغربي.