اللقاء الأول بين جنبلاط وجعجع يطلق تحركاً نحو موقف في مواجهة الاستحقاقات اللبنانية

TT

اطلق لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع مساء اول من امس ـ وهو اللقاء المباشر الاول بين القطبين السياسيين ـ حركة سياسية ستكون لها تفاعلاتها في الايام القريبة المقبلة، خاصة ان هذا اللقاء يشكل حلقة في سلسلة لقاءات كان جنبلاط قد اعلن انه سيجريها مع اقطاب الساحة اللبنانية ومنهم زعيم حزب «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون بعد عودته من الولايات المتحدة الى لبنان.

لقاء جنبلاط ـ جعجع عقد في منزل جنبلاط في محلة كليمنصو في بيروت، وهو الاول بين الرجلين اللذين تواجها قبل عقدين من الزمن في حرب الجبل. كما انه الاول في سلسلة اللقاءات والزيارات التي سيقوم بها جعجع لفعاليات ومرجعيات لبنانية، حسب ما قال مصدر «قواتي» لـ «الشرق الاوسط »، مضيفاً ان جعجع شاء ان تكون زيارته الاولى لجنبلاط تقديراً للزيارة التي كان الزعيم «الاشتراكي» قد قام بها الى منزل جعجع في محلة يسوع الملك في اطار الحملة التي كان يقودها نواب «اللقاء الديمقراطي» لاقرار قانون العفو الذي افضى الى خروج جعجع من السجن في شهر يوليو (تموز) الماضي بعدما امضى احدى عشرة سنة في سجن وزارة الدفاع.

اللقاء الذي احيط بالسرية قبل ان يكشف عنه امس في خبر وزعته «الوكالة الوطنية للانباء» استمر اكثر من ثلاث ساعات، وشارك في القسم الاول منه النائب الاشتراكي وائل ابو فاعور، وفي القسم الثاني زوجة الدكتور جعجع النائبة ستريدا وعقيلة جنبلاط السيدة نورا.

وصدر عن المجتمعين بيان مقتضب جاء فيه انه «تم في خلال اللقاء البحث في الاوضاع السياسية العامة، وكان اتفاق في وجهات النظر، وتشديد على تحصين الساحتين الداخلية والوطنية العامة، وبذل كل الجهود الممكنة لحماية الاستقلال اللبناني وترسيخ الاستقرار في لبنان من خلال الحوار بين القوى السياسية كافة».

ويندرج لقاء جنبلاط ـ جعجع في اطار التحرك السياسي الذي اعلن عنه جنبلاط سعياً وراء وقف التوتر السياسي وللتشاور بين الفئات اللبنانية، مدخلاً الى قواسم مشتركة في مواجهة الاستحقاقات الداخلية الاقليمية المرتقبة، ولتقريب وجهات النظر حول الملفات اللبنانية وفي مقدمها ملف رئاسة الجمهورية الذي تراجع الجدل حوله في الايام الاخيرة.

من ناحية اخرى، استقبل جعجع في منزله في الارز امس، عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب سليم سلهب الذي اوضح ان اللقاء تناول البحث في الاوضاع، وقال: «جاء عيد الاستقلال هذه السنة مفرحا على الرغم من غصة الحزن على غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ان عيد الاستقلال وموقع رئاسة الجمهورية هما لكل لبنان، لذلك رأينا بعد التشاور، المشاركة في الاستقبالات لتأكيد رمزية الموقع الوطني للرئاسة».