أنان «لا يزال يدرس» رسالة وزير خارجية سورية ويعلن أنه لن يتفاوض مع ميليس نيابة عن دمشق

TT

طلب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، من سورية أن «تتوقف عن توجيه الرسائل»، في اشارة الى الرسالة الأخيرة التي بعث بها وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، الى الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، ورئيس مجلس الأمن، السفير الروسي آندريه دينيسوف.

وذكر بولتون ذلك رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، أكد خلاله على ضرورة أن «تبدأ سورية التعاون» مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري. وأعاد المسؤول الأميركي التأكيد على أن «مجلس الأمن أوكل مهمة التحقيق الدولية الى رئيس لجنة التحقيق، ديتليف ميليس» وأن الولايات المتحدة «لن تقوم بتخمين ما سيتوصل اليه رئيس اللجنة».

ورد مندوب سورية، فيصل مقداد، على تصريح بولتون بالتأكيد على ضرورة أن «تتوقف الولايات المتحدة عن التدخل في عمل اللجنة الدولية واحترام قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية»، معتبراً ان الرسالة السورية كانت منطقية في كافة أبعادها وتعاملت مع المسائل بمسؤولية.

من جهته، قال رئيس مجلس الأمن، أندريه دينيسوف، لـ«الشرق الأوسط»، إنه وزع الرسالة السورية على أعضاء مجلس الأمن، مشدداً على أن هذه المسألة هي «مسألة ثنائية بين سورية وميليس». وأضاف أن لا موقف له من طلب سورية الذي تضمنته الرسالة بتوقيع «بروتوكول تعاون» مع لجنة التحقيق، سواء كان بصفته مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أو رئيس مجلس الأمن. ولكنه قال إن الجميع بحاجة الى «بعض المرونة والتحلي بالمنطق»، وتساءل «اذا كان ذلك قد يحل معضلة مكان الاستجواب، فلماذا لا نطبقه؟» وأكد المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن أنان «لا يزال يدرس» رسالة الشرع ولم يرد عليها بعد، لكنه حرص على التشديد على أن الأمين العام «أوضح موقفه في اليومين الماضيين ورسالته للسوريين واضحة مفادها أنه يجب أن يتعاونوا مع قرار مجلس الأمن». وأكد دوجاريك أكثر من مرة أن «الأمين العام لا يتفاوض نيابة عن ميليس لكنه سيفعل كل ما هو مطلوب لتسهيل عمله ولدعمه»، مشيراً الى أنه عندما يتم التوصل الى نتيجة للخروج من المأزق الحالي المتعلق بمكان استجواب المسؤولين السوريين سيُعلن عنها في بيروت.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع في الأمم المتحدة، أن السلطات السورية أبلغت ميليس بأنها سترد على طلبه بشأن مسألة الاستجواب في نهاية الأسبوع الحالي. وكانت المهلة التي حددها ميليس للحصول على رد من السوريين قد انتهت في 10 من الشهر الحالي. وحسب مصدر دبلوماسي مطلع، كان ميليس قد حدد 14 و15 و16 من الشهر الحالي لإجراء المقابلات. وأكدت الأمم المتحدة أنها مستعدة لتقديم أي من المواقع المختلفة التي تتخذها المنظمة الدولية مقراً لها من أجل قيام ميليس بعمله، من دون تحديد ما اذا كانت تلقت طلباً من المحقق الألماني بشأن توفير أي من المواقع الأوروبية التابعة لها.