مبادرة سودانية لإعادة الثقة بين سورية ولبنان والوصول إلى حقيقة من اغتال رفيق الحريري

الأسد تسلم رسالتين من العاهل الأردني والرئيس السوداني

TT

تسلم الرئيس السوري بشار الاسد أمس رسالتين واحدة من العاهل الأردني عبد الله الثانى تتعلق بآخر التطورات السياسية في المنطقة وبالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والثانية من الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير نقلها مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني، تعبر عن تضامن السودان مع سورية في الظروف التي تمر بها وعن استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين الشقيقين. وبحث اسماعيل مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع مستجدات الاوضاع الاقليمية والدولية ونتائج الاجتماع التحضيرى لمؤتمر الوفاق الوطنى العراقى الذي عقد أخيرا في مقر جامعة الدول العربية وعبر عن تضامن السودان مع سورية في مواجهة الضغوطات والحملات الظالمة التي تتعرض لها.

وعقب لقائه الرئيس الأسد والوزير الشرع حذر مستشار الرئيس السوداني من مغبة استغلال قضية اغتيال رفيق الحريري ذريعة لاستهداف سورية والأمن القومي العربي مؤكداً أهمية الكشف عن منفذي تلك الجريمة، وأضاف اسماعيل في مؤتمر صحافي إنه أطلع الرئيس الاسد على مبادرة المصالحة بين سورية ولبنان.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال اسماعيل إن موقف بلاده ثابت تجاه ما تتعرض له سورية من ضغوطات متزايدة مشيرا الى ان هناك استهدافا واضحا لها يستدعي ايجاد موقف عربي تضامني خلال القمة العربية التي سيستضيفها السودان بعد ثلاثة اشهر، وقال ان لسورية ارضاً محتلة ومن حقها ان تعمل على تحرير ارضها داعيا العرب الى التضامن معها ودعمها وعدم تركها تواجه هذا الاستهداف من خلال عدم استخدام التحقيق في اغتيال الحريري «قميص عثمان او حصان طروادة» وشدد على اهمية وجود تنسيق سوري لبناني في هذا الاطار وان تكون العلاقات بينهما طيبة تمنع اية محاولة لاستخدام هذه القضية.

ودعا الى ضرورة «وجود موقف عربي موحد يرفض عزل سورية ويرفض الاجندة التي يراد لها ان تأتي لاستهداف موقفها في اطار التسوية التي يجب ان تتم ومن خلالها تستطيع سورية ان تستعيد ارضها المغتصبة وقال «لدينا قناعة بان سورية مستهدفة وهذا الاستهداف يريد ان يتخذ من عملية اغتيال الحريري ذريعة، مؤكدا ضرورة تحاور الاطراف العربية لمحاصرة هذا الاستهداف، واشار الى ان «التحرك السوداني من خلال المباحثات مع الاطراف العربية تركز حول كيفية ان يكون هناك عمل عربي مشترك يحدد الهدف الاساسي في اطار مهني وهو معرفة الجناة الذين اغتالوا الحريري ومعاقبتهم وفي الوقت نفسه ان لا تستغل هذه العملية لاستهداف سورية، وهذا يعني تعاونا عربيا معها للوصول الى الحقيقة وتعاونا سوريا لبنانيا لاعادة بناء الثقة بين البلدين وازالة الشكوك الموجودة والوصول الى حقيقة من قتل الحريري»، واشار الى ان هناك افكارا مطروحة لتحرك عربي على مستوى الرئاسة والجامعة العربية وكذلك على مستوى عقد القمة وعلى مستوى المجموعة العربية في نيويورك وقال «نحن نريد من كل دولة عربية ان توظف علاقاتها الاقليمية والدولية في هذا المجال للتحرك في الاتجاه الصحيح «موضحاً انه سيلتقي في بيروت الرئيس اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعدداً من الفعاليات اللبنانية مشيرا الى اهمية التحرك السوداني الهادف الى التقدم الى الافضل وتحقيق انجاز في هذا الاطار، مؤكداً من جانب آخر ضرورة عدم السماح للاوضاع السائدة في العراق بأن تؤثر على العلاقات السورية العراقية مشيراً بهذا الصدد إلى أنه التقى مطولاً رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري في القاهرة وانه أطلع المسؤولين السوريين على نتائج هذا اللقاء.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الوضع الداخلي في السودان نفى اسماعيل وجود أي خلاف بين الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول سلفاكير حول قضايا الشمال والجنوب مؤكدا انه لا توجد أية مشكلة في التعاون بين البشير ونائبه الاول وأن هناك لقاءات منتظمة ومستمرة والامور تمضي كما هو مخطط لها.