المتحدث باسم الجيش الباكستاني: بن لادن لم يقتل ونتخوف من استغلال الأصوليين لكارثة الزلزال

قال إن أول طائرة إغاثة وصلت من الإمارات والسعودية قدمت 573 مليون دولار

TT

لا حديث في باكستان اليوم سوى عن جهود الاعمار والاغاثة بعد الزلزال الذي وقع في الثامن من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي وأدى الى مقتل نحو 73 الف شخص واصابة عدد مماثل وتهجير نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص من مظفر آباد عاصمة الجزء الباكستاني من اقليم كشمير، ومدن اخرى مثل سنجار وباغ وسنجار.

وعقد الجنرال شوكت سلطان المتحدث الرسمي باسم الرئيس الباكستاني، بمقر قيادة الجيش في اسلام آباد، لقاء مع مجموعة من ممثلي اجهزة الاعلام العربية والدولية، وتحدث عن التعامل مع تحديات الزلزال باعتبارها المهمة الكبرى التي تواجه البلاد، كما نفى ما تردد عن قتل زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في الزلزال.

وقال الجنرال شوكت سلطان بعد عرض فيلم تسجيلي تحت عنوان «امة تنهض» ان الزلزال ضرب تسع محافظات وادى الى تدمير 400 الف منزل، وغطت مساحة الزلزال المدمر 28 الف كيلومتر مربع. وقال انه بالرغم من فداحة الكارثة، فان قوات الجيش الباكستاني تفاعلت بسرعة مع الحدث، اذ وصلت اول طائرة هليكوبتر باكستانية الى مظفر آباد بعد 20 دقيقة من الزلزال، ودخل اول مصاب المستشفى العسكري في روالبندي بعد ان نقل من باغ في غضون 45 دقيقة. وقال ان الاعلام الغربي كان مهتما كثيرا بانهيار برج سكني في العاصمة اسلام آباد، لكنه لم يتنبه الى حجم الكارثة في كشمير والمدن القريبة منها.

واشاد بالجهود السعودية والامارتية والاميركية في مجال اغاثة منكوبي الزلزال، وقال ان اول رحلة وصلت محملة بمواد اغاثة في نفس ليلة الثامن من اكتوبر كانت من الامارات العربية، فيما اشار الى ان ثاني دولة من حيث حجم المساعدات المقدمة الى باكستان، هي المملكة العربية السعودية بمقدار 573 مليون دولار. واوضح ان البنك الاسلامي للتنمية قدم 500 مليون دولار كمساعدات لمنكوبي الزلزال، فيما قدمت الولايات المتحدة الاميركية 510 ملايين دولار، وفرنسا 124 مليون دولار، والمجموعة الاوروبية 110 ملايين دولار، وتركيا 150 مليون دولار، والامارات العربية 100 مليون دولار. وأشار الى مشاركة 47 دولة في جهود الاغاثة وتخفيف الاعباء عن الناجين من الزلزال في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والامارات العربية والسعودية وتركيا والصين واليابان.

وأوضح ان التحدي الاول الذي واجه القوات الباكستانية وفرق الاغاثة تمثل في فتح الطرق للوصول الى مناطق البال العالية والقرى النائية بحثا عن المنكوبين. وقال ان الخدمة الكبيرة التي قدمتها الولايات المتحدة تمثلت في توفير عدد كبير من طائرات الهليكوبتر من طراز «شينوك» جاءت على وجه السرعة من افغانستان للمساهمة في نقل امدادات الاغاثة الى المناطق المنكوبة، بالاضافة الى تأسيس مستشفيات اميركية عسكرية متنقلة لاستيعاب المصابين. وقال إن 40 الف خيمة لم تستوعب كل الناجين من الزلزال، لان هناك الكثير من المزارعين الذين تركوا منازلهم المهدمة لكن لم ينزلوا بعد الى الوادي. واعرب عن اعتقاده بان الحكومة الباكستانية ستكون قادرة على بناء نحو 400 الف منزل جديد للمنكوبين بحلول الشتاء. واكد ان التحدى المقبل للحكومة الباكستانية هو ابقاء الناجين من الزلزال في قرى الخيام قبل ان يسقط الثلج خلال الايام المقبلة. والوضع في شمال باكستان في الوقت الراهن كارثي، اذ ادى الزلزال إلى مقتل اكثر من 50 الف شخص هناك، وتشريد 2.5 مليون إنسان يعيشون الآن في تلك المناطق من دون مأوى. ويقدر برنامج الغذاء العالمي ان نصف مليون شخص من المنكوبين لم يتسلموا اية إمدادات غذائية.

وقال الجنرال شوكت سلطان، ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط»، ان حكومة بلاده مدركة لخطر استغلال الجماعات الاصولية لكارثة الزلزال مثل «جيش محمد» و«عسكر طيبة» و«جماعة الدعوة» وهي جماعات تحظرها الحكومة الباكستانية وتعتبرها ارهابية. وكشف ان بعض الجماعات الاصولية طلبت تقديم المساعدة «لكننا نراقبهم»، و«لا يسمح لاحد في المناطق المنكوبة بحمل السلاح سوى قوات الجيش والشرطة الباكستانية». ونفى الجنرال شوكت سلطان صحة ما تردد عن احتمال قتل زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في الزلزال. وقال انه لا يعلم مكان اختبائه، «لكن ربما في المنطقة الحدودية بين باكستان وافغانستان».

وحول الانباء التي تحدثت عن اعتقال قيادي «القاعدة» ابو مصعب السوري في مدينة كويتا الحدودية مع افغانستان الشهر الماضي، قال الجنرال شوكت سلطات ان الجيش الباكستاني لم يؤكد حتى الآن هذه الانباء. واضاف ان انشغال باكستان بجهود الاغاثة لا يعني انها تخلت عن جهود الامن والاستقرار ومطاردة فلول «القاعدة».

يشار الى ان باكستان تضم 150 مليون نسمة، اي نحو نصف عدد سكان العالم العربي، كما انها الدولة التي شهدت هجمات خطيرة نفذها اصوليون متطرفون، بعضها كان محاولة لاغتيال الرئيس برويز مشرف. وقد القي القبض على عدد كبير من قيادات وعناصر «القاعدة» في باكستان مثل خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة وابو زبيدة وابو الفرج الليبي.