وزيرة الخارجية الأميركية تحث قادة الطوائف البوسنية على الإسراع بتنفيذ الإصلاحات

خلاف حاد بين قادة صربيا حول مستقبل كوسوفو

TT

حثت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قادة الطوائف البوسنية على الاسراع بتنفيذ الاصلاحات التي وقعوا على إجرائها أول من أمس في واشنطن بمناسبة الذكرى العاشرة لتوقيع اتفاقية دايتون. وقالت رايس «بعد وقف الحرب وتحقيق السلام، لا بد الآن من الخروج من الإطار الذي تم وضعه قبل 10 سنوات». وتابعت «الوضع الهش الذي اقتضى وضع اتفاقية دايتون بمساوئها سنة 1995، لم يعد كذلك في عام 2005»، وأضافت «البوسنة اليوم في حاجة لاتفاق قوي، ولطاقة كبيرة تضمن مصالح المواطنين والحقوق الثقافية للعرقيات». وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية عن اعتقادها بأن «اتفاقية دايتون استنفدت أغراضها، وبالتالي فإن البوسنة في حاجة لتطوير العملية السياسية لتكون دولة طبيعية مثل بقية الدول الاوروبية». وأكدت رايس على أن قادة البوسنة اتفقوا على تغيير الدستور الحالي حتى مارس (آذار) 2006، ليتسنى انتخاب رئيس واحد بدل المجلس الثلاثي، وإقامة حكومة مركزية وبرلمان قوي في مطلع القرن الواحد والعشرين، على حد قولها. واستشهدت رايس بالتقدم الحاصل في البوسنة، والذي شب على اتفاقية دايتون، مثل توحيد الجيش والشرطة وتكوين حرس حدود على مستوى الدولة والتنسيق في محاربة الجريمة المنظمة وتجارة الرقيق الابيض. وردا على التشكيكات الصحافية والسياسية الصادرة من بعض الاوساط الاقليمية والدولية قالت رايس «سنشهد حتى مارس القادم قيام مؤسسات مركزية ديمقراطية في البوسنة، لبناء دولة مستعدة للانضمام لأوروبا الحديثة»، واصفة ذلك بـ«الحدث التاريخي». ودعت رايس مجددا لتقديم المطلوبين لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي للعدالة، وعلى رأسهم زعيم صرب البوسنة رادوفان كراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش. و قالت «لن ننسى أبدا مذبحة سريبرينتسا، وموقف الولايات المتحدة من ذلك لن يتغير، ولا يمكن المزايدة عليه». وطالبت جميع دول البلقان بالوفاء بالتزاماتها وباعتقال مجرمي الحرب لديها، لأنه بدون ذلك لا مستقبل لها في حلف شمال الاطلسي». كما أعربت رايس عن سعادتها للنداء الذي وجهه قادة صرب البوسنة لكل من زعيمهم السابق رادوفان كراجيتش، والجنرال راتكو ملاديتش للاستسلام. بيد أنها أكدت على ضرورة اتباع الاقوال بالافعال، لا سيما بعد مضي 10 سنوات على انتهاء الحرب «هذه كلمات مشجعة، ولكن يجب القيام بعمليات جادة لاعتقال المتهمين» وأبدت وزيرة الخارجية الأميركية تعاطفا تجاه قضايا البلقان «أمل الولايات المتحدة أن يعم السلام والتعايش والديمقراطية والحريات دولة البوسنة ودول البلقان». ووقعت رايس مع نظيرها البوسني ملادن ايفانيتش أمس اتفاقين للتعاون العسكري والطيران المدني بين البوسنة والولايات المتحدة. وفي البوسنة حاصرت قوات يوفور أمس مدينة بالي معقل صرب البوسنة سابقا، وبدأت حملة تفتيش من بيت إلى بيت بحثا عن الاسلحة التي بقيت بيد المواطنين بعد نهاية الحرب. من جهة أخرى دب خلاف حاد بين قادة صربيا حول مستقبل كوسوفو، مما يكشف عن غياب استراتيجية واضحة للاحزاب الصربية تجاه كوسوفو. وقال سلوبودان سمارجيتش مستشار رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوشتونيتسا «مخطط الرئيس الصربي بوريس طاديتش حول تقسيم كوسوفو إلى كيانين ، لم تتطلع عليه الحكومة التي لديها مخطط للحل تم اتخاذه داخل البرلمان». وطالب الرئيس بالتراجع عن مخططه، متهما إياه بخلط الاوراق. ودافع الرئيس طاديتش أمس عن نفسه، مؤكدا على أهمية أن يكون هناك أكثر من حل مطروح، مشيرا إلى أن الاطراف الدولية، ومن بينها المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتي اهتساري الذي زار بلغراد أمس والتقى المسؤولين الصرب «يعيبون على الجانب الصربي أنه لا يملك أكثر من حل في كوسوفو»، وتابع «ليس لدينا حل سوى تلك التعبيرات عن رغبتنا نحن». اهتساري من جانبه أبدى استعدادا للمساهمة في حل المشاكل التقنية والمتعلقة بحقوق الانسان والاقليات، لكنه لم يزد على الاستماع لمواقف الاطراف المتنازعة في كوسوفو وصربيا. وكان الرئيس الكوسوفي ابراهيم روغوفا قد قدم للمبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة، ملفا يضم رؤية الالبان للحل في كوسوفو، ويشمل جميع النقاط المطروحة، في إطار مطلب الاستقلال التام عن بلغراد. في غضون ذلك تولت قوات الامن في الجبل الاسود مهمة السيطرة على الحدود البرية والبحرية للجمهورية المتحدة مع صربيا والتي تتجه نحو الاستقلال، وذلك لاول مرة منذ حروب البلقان 1912 / 1913 بناء على قانون الحدود الذي صادق عليه البرلمان أول امس. وكانت قيادة الجيش في صربيا والجبل الاسود قد اتخذت قرارا سنة 2003 يقضي بتسليم مهمة حفظ الحدود للشرطة في الجبل الاسود. وتعد هذه الخطوة مقدمة لاعلان بوتغوريتسا الاستقلال في العام القادم.