الحكومة الهولندية تؤجل قرار إرسال ألف جندي إضافي إلى أفغانستان

في أعقاب شكوك لأجهزة الاستخبارات العسكرية حول الأوضاع الأمنية

TT

قال الناطق باسم وزارة الخارجية الهولندية أمس، ان الوزارة تبحث الان في عدد من الملفات والتقارير ذات الصلة بإمكانية تحقيق إرسال قوات هولندية الى افغانستان، وان دراسة هذه التقارير تحتاج الى فترة من الوقت. جاء التصريح ليشير الى عدم امكانية اتخاذ قرار للحكومة حول هذا الشأن في اجتماعها الأسبوعي غدا الجمعة، حسبما أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي، وان اتخاذ القرار ربما يؤجل لأسبوع آخر. ويأتي ذلك في إطار جدل واسع تشهده الدوائر الحكومية والحزبية حول إمكانية إرسال تلك القوات الى افغانستان، فقد اعلن رئيس الوزراء الهولندي بيتر بالكينيند في وقت سابق ان حكومته سوف تتخذ الجمعة «غدا» قرارها بشأن إرسال قوات هولندية الى افغانستان، وجاءت تصريحات بالكينيند، عقب انتهاء الاجتماع الوزاري الاسبوعي الجمعة الماضية، من دون اتخاذ قرار حول هذا الشأن. وتزامن ذلك مع نشر تقارير إعلامية تضمنت الإشارة إلى تشكيك جهاز الاستخبارات العسكرية الهولندية في إمكانية ارسال قوات اضافية هولندية الى افغانستان وبالتحديد الى جنوب البلاد في منطقة أوزغان، التي من المخطط ان تستقر فيها القوات الاضافية الهولندية المزمع ارسالها، والتي من المتوقع ان تضم الف جندي وقالت الوكالة العسكرية ان المنطقة تعاني من حالة عدم استقرار أمني. من جهته قال وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت، ان حكومة بلاده سوف تدرس كافة المعلومات التي توصلت اليها حول هذا الامر، ثم تقرر بعدها طبيعة القرار الذي تتخذه ورفض الوزير الحديث عن وجود تنسيق حول هذا الشأن بين هولندا وحلف شمال الاطلسي (الناتو) او الولايات المتحدة الاميركية. وكان حزب الخضر اليساري، قد طالب داخل البرلمان بتوضيحات من الحكومة حول البعثة الهولندية الاضافية المقرر ارسالها الى جنوب افغانستان، خاصة بعد المعلومات التي حصلت عليها النائبة في الحزب فرح كريمي (من اصل ايراني)، خلال زيارة اخيرة الى افغانستان التي تضمنت الاشارة الى وجود خطة لارسال قوة هولندية تتألف من 1000 جندي الى جنوب افغانستان.

يذكر ان هناك قوات هولندية تشارك في مهمة حفظ السلام والاستقرار (ايساف) في كابل والاقاليم الشمالية، وكذلك في مسألة اعادة اعمار افغانستان.

وقد سبق ان طالب الامين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) الهولندي ديهوب شخيفر الاسبوع الماضي من حكومة هولندا حل الخلافات واتخاذ قرار بشأن ارسال قوات اضافية هولندية الى افغانستان لدعم جهود الحلف الرامية الى توسيع مهمته في حفظ الأمن والاستقرار هناك، وأضاف الامين العام لحلف الناتو، في تصريحات لصحيفة «ريفورماتوريس» الهولندية، انه يأمل في ان ينتهي الخلاف حول هذا الشأن داخل الحكومة بين وزيري الخارجية والدفاع، والذي قالت عنه الصحيفة انه يجدد الخلاف حول من له احقية البت في مسألة ارسال قوات هولندية الى الخارج، وزارة الدفاع ام وزارة الخارجية وقال الامين العام للحلف، ان هولندا تستطيع ان تلعب دورا مهما وفعالا في عملية توسيع مهمة الحلف في افغانستان، خاصة اننا نأمل في نشر 10 الاف جندي هناك وذلك بالتنسيق مع حكومة كرزاي. وقال الهولندي شخيفر، ان الحلف لا يتخوف من قيام الاتحاد الاوروبي بتطوير قدراته الدفاعية، واضاف ان اوروبا تؤدي دورا مهما وفعالا في حفظ السلام بالبوسنة، ولكنها ليست على استعداد في الوقت الحالي لتولي مهمة كبيرة مثل التي نقوم بها في افغانستان، لانها عملية كبيرة على الاتحاد الاوروبي. وكانت تقارير اعلامية في بروكسل قد نقلت في وقت سابق تصريحات للامين العام للحلف الاطلسي ديهوب شخيفر جاء فيها، ان الحلف ينوي زيادة قواته لتصل الى 15 الف جندي بزيادة مقدارها ستة الاف جندي من المتوقع ان يأتي معظمهم من هولندا وبريطانيا وكندا.

وقال شخيفر في تصريحاته، على هامش زيارة الى افغانستان قام بها مطلع الشهر الماضي، ان الاسابيع القادمة سوف تشهد مشاورات حول امكانية العمل المشترك بين قوات الناتو وقوات التحالف، التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية بالقرب من قندهار، وتشمل ما يقرب من 20 الف جندي لملاحقة فلول القاعدة وحركة طالبان. على حين تتمركز قوات ايساف الدولية في العاصمة كابل والمناطق المحيطة بها وفي المناطق الشمالية واجزاء من المناطق الجنوبية لافغانستان. يذكر ان الحلف زاد عدد قواته بصورة مؤقتة لتأمين الانتخابات التي جرت في افغانستان في 18 سبتمبر (ايلول) الماضي، ووصل عدد الجنود الاطلسيين الى 12 الف جندي، على ان يغادر منهم 3 الاف جندي قبل نهاية العام الحالي. وكان مسؤول عسكري الماني في حلف الناتو قد اعلن في وقت سابق، ان الحلف الاطلسي ربما سيتولى الاشراف الكامل على حفظ الأمن والاستقرار في افغانستان بصورة كاملة العام القادم 2006، ونقلت تقارير اعلامية في هولندا عن الجنرال الالماني غيرهارد باك قوله، ان الولايات المتحدة الاميركية تعمل وتخطط منذ فترة لكي تنتقل مسؤولية الاشراف بالكامل على الامور الأمنية في افغانستان الى حلف شمال الاطلسي، بهدف توفير الظروف المناسبة لسحب اكبر عدد من الجنود الاميركيين المتمركزين حاليا في مناطق من افغانستان ويقدر عددهم بـ17600 جندي معظمهم في جنوب وشرق البلاد.

واشار الجنرال الالماني باك، الذي يتولى قيادة القوات المساعدة للقوة الدولية التي تشرف على حفظ السلام في افغانستان، الى ان مطلع العام القادم سوف يبدأ الحلف العسكري في نشر قواته في مناطق جديدة غير المناطق المتمركزة فيها حاليا، وان الحلف بعد اتمام الانتشار في مناطق اوسع واشمل سوف يكون قادرا على تحمل مسؤولية الاشراف الكامل على العملية الأمنية في افغانستان. وكانت المتحدثة باسم قوات التحالف التي تقودها واشنطن، قد أكدت ذلك في مؤتمر صحافي في كابل، واشارت الى وجود مشروع تسليم الامور لقوات ايساف. واضافت بان قوات التحالف والقوات الدولية المساعدة في إرساء الأمن والاستقرار في افغانستان والتابعة لحلف الاطلسي تبذلان جهودا مشتركة للتفاهم حول مهمة ايساف في جنوب وشرق افغانستان.