علاوي يتعهد بتطبيق برنامج وطني لإخراج العراق من أزمته الراهنة

أعلن ثقته بالفوز في انتخابات الشهر المقبل وشركاؤه يحذرون من عواقب الاستقطاب الطائفي

TT

بغداد ـ ا ف ب: اكد رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي امس انه واثق من ان الفوز سيكون حليفه في الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري منتصف الشهر المقبل، فيما حذر احد شركائه من انه في حالة عدم فوز قائمتهم في الانتخابات فان العراق قد يواجه «كارثة هي اشبه بالحرب الاهلية».

وفي مؤتمر صحافي عقده في بغداد قال علاوي، الذي سيخوض الانتخابات على رأس «القائمة العراقية الوطنية» التي تضم احزابا وحركات وشخصيات وطنية غير طائفية، «الفوز سيكون حليفنا وهو بالتأكيد سيكون حليفنا».

واضاف «اذا قدر لقائمتنا ان تفوز وهي ستفوز باذن الله، ستكون هناك حكومة قوية قادرة على اتخاذ القرار وتنفيذ القرار، فليس المهم الاقوال بل التنفيذ وسيحكم الشعب العراقي على اقوالنا».

وتعهد علاوي بالعمل على تحقيق تسع نقاط اساسية في برنامجه الانتخابي اذا ما قدر له الفوز في الانتخابات. وقال «اتعهد ببناء مؤسسات أمنية قوية بعيدة عن المحاصصات الطائفية وعن المليشيات، وتكريس مبادئ الوحدة الوطنية، وتوفير فرص عمل للعراقيين، واعتبار الاسلام المصدر الرئيس للتشريع، وتحسين الرعاية الصحية والتعليم ، ومكافحة الفساد ومعاقبة المفسدين، وتوفير الخدمات، ورعاية العوائل التي تضررت ابان حكم النظام السابق، واعادة اعمار المناطق التي تعرضت لعمليات عسكرية بعد سقوط النظام وتعويض المتضررين».

واوضح علاوي الذي سبق أن تعرض لسبع محاولات اغتيال، ان «هذه التعهدات ربما تتعهد بها قوائم اخرى لكن الفارق سيكون في تنفيذ هذه التعهدات وفي تقديم الخدمات وتوفير الأمن لشعبنا، وهذا هو الفارق بين ما نقوله نحن وما تقوله القوائم الاخرى».

ويشارك 21 ائتلافا في الانتخابات الوشيكة تتصدرها خمسة ائتلافات قوية تحظى بنفوذ واسع وأمل في تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات المقبلة.

وابرز هذه الائتلافات «القائمة العراقية الوطنية» التي يترأسها علاوي وتضم 15 كيانا وحزبا وشخصيات وطنية ابرزها عدنان الباجه جي (سني) عضو مجلس الحكم السابق، وحميد مجيد موسى الامين العام للحزب الشيوعي العراقي، وغازي الياور نائب الرئيس العراقي الحالي.

وهذه الانتخابات ستكون الثانية في غضون سنة بعد الانتخابات الاولى التي جرت في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وانتقد العديد من اعضاء القائمة العراقية الوطنية ما آلت اليه الاحوال في العراق في ظل الحكومة العراقية الحالية برئاسة ابراهيم الجعفري.

وقال اياد جمال الدين (شيعي معتدل) احد اعضاء القائمة العراقية «نحن اليوم امام مفترق طرق واقول عن بصيرة ووضوح وليس دعاية انتخابية، اما ان تفوز القائمة العراقية الوطنية وإلا فاننا مقبلون على كارثة هي اشبه بالحرب الاهلية ومن ثم تقسيم البلد».

واضاف «نحن مع كل العراقيين، سنة وشيعة، مصممون على انجاح هذه القائمة ومصممون على الحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا وتاريخا ومستقبلا».

وتابع جمال الدين ان «ابناء المقابر الجماعية الذين اتخذوهم شماعة لم يحصلوا حتى الان على شهادة وفاة من مؤسسات الدولة». وقال «نحن عاقدون العزم على الحفاظ على وحدة العراق وانقاذه من هذه الازمة والتطلع بالفوز ان شاء الله».

من جانبه اكد اسامة النجفي وزير الصناعة العراقي الحالي واحد اعضاء القائمة، ان «الاستقطاب الطائفي هو داء هذا البلد. العراق لا سامح الله مقبل على كوارث كبيرة ان استمرت الحال على هذا النهج من التوجه الطائفي، سني او شيعي».

واوضح ان «الانقاذ الوحيد والامل الوحيد هو في الوسطية وفي الوطنية العراقية الخيمة التي تجمع الجميع والتي يمكن ان تنقذ العراق».

وحول الاستقطاب الطائفي الذي تقوم به بعض الائتلافات المشاركة في الانتخابات، قال النجفي «اذا كان هذا الامر دعاية لبعض الكتل والقوائم فاعتقد انها دعاية سيئة وطريق اسود مجهول النتيجة. الطريق الوحيد هو بضمان وحدة العراقيين من جميع الطوائف من دون تمييز بين شيعة وسنة او عرب واكراد، الكل عراقيون متساوون في الحقوق والواجبات، ولهم نفس الدرجة من الوطنية والاحترام».

من جانبه، قال الشيخ خير الله البصري (شيعي) احد اعضاء القائمة العراقية «منذ عام 1922 وحتى سنة 2003 تاريخ سقوط صدام حسين كنا نسعى لبناء دولة القوة لكن الامور انتهت الى عسكرة حتى الحياة الطلابية والى هيمنة الطائفية السياسية ورفع شعار مبدأ العقيدة الواحدة»، مؤكدا ان «هذا هو ما دمر العراق».

واضاف «نحن نسعى لبناء دولة عصرية، دولة المواطنة والانسان، دولة تقوم على اساس الحقوق والواجبات». واوضح ان «مشروعنا نحن الشيعة هو المشروع الوطني، ليس للشيعة مشروع طائفي في العراق وهذا ما اكده علماؤنا على امتداد التاريخ حينما كانوا السيف البتار في وجه الاستعمار».

من جهتها، اكدت صفية السهيل العضو في القائمة ان «القائمة العراقية الوطنية» ستعمل على تمكين المرأة واعطائها دورها الكامل في اتخاذ القرارات واحتلال اعلى المناصب في الدولة العراقية».

وفي ما يتعلق بموقف القائمة من البعثيين السابقين قال عزت الشاهبندر، احد اعضاء القائمة، ان «القائمة تفرق بين البعثيين المجرمين وبين البعثيين الذين انتسبوا لهذا الحزب قسرا لاسباب ترتبط بالوظيفة».