ميليس موضوع مسرحية كوميدية حضرها بشار الأسد

TT

دمشق ـ اف ب: بات رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري، القاضي الالماني ديتليف ميليس، محور انتقادات شعبية في سورية، حيث تم تأليف اغنية ناقدة عنه ومسرحية كوميدية، حضرها الرئيس بشار الاسد.

وهذه الحملة مستمرة منذ تقديم القاضي الالماني تقريرا الى الامم المتحدة اشار فيه الى تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين كبار في عملية الاغتيال.

وتعتمد الحملة على ميليس احيانا اسلوبا دراميا، يظهر سورية بانها ضحية مؤامرة دولية، حاكها اعداؤها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، فيما ميليس ليس الا اداة لها.

وتبث اذاعة «المدينة» الخاصة، اغنية ينشدها المغني السوري الشعبي علي الديك بعنوان «انا عربي وبدي نادي سورية» تنتقد تقرير القاضي الالماني. ومما جاء فيها «كل تقريرك يا ميليس.. حقو فرنكين وفلس، مسيس والغاية منو تشريد وقتل وحبس». وتتابع الاغنية «جايي بدك منا شهود محمل كبريت وبارود، لعبة محبوكة من زمان الكل بيعرف من امس».

كما تتوجه الاغنية الى اللبنانيين وفيها «سوري حدك يا لبناني والحالة صارت تعبانة، طوفان علي وعليك..اصح اسمع مني واحترس». وتتابع «ان كان بدك منا حروب.. رح نعمل بالجبهة دروب.. بدنا نعيش وان متنا. الموتة على الجبهة عرس».

وقد طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية استجواب ستة ضباط سوريين يشتبه في تورطهم في العملية، الا ان دمشق تعتبر ان اغتيال رفيق الحريري ليس الا ذريعة «تندرج في اطار خطة عدائية محضرة مسبقا» من الولايات المتحدة، من اجل فرض سيطرتها على المنطقة.

وتكرر وسائل الاعلام السورية، ان الضغوط الممارسة بهدف التوصل الى الحقيقة في اغتيال الحريري، تستهدف سورية بسبب مواقفها المعارضة «لخطة الاستعمار الصهيونية في الشرق الاوسط».

وقبل اسبوع بدأ عرض مسرحية نقدية للسياسة الداخلية في سورية بعنوان «قيام... جلوس... سكوت»، الا ان المسرحية تعلن، في الوقت نفسه، تأييدها للحكومة في ازمتها في مواجهة المجتمع الدولي. وتروي المسرحية التي تعرض في دمشق قصة «كاتب» واسمه في العرض «عرب» سئم من العيش في وطن يعتدي فيه بعض ابنائه على ادنى الحقوق الانسانية.

وقد حضرها الاسبوع الماضي الرئيس السوري برفقة زوجته اسماء.

واوردت صحيفة «تشرين» السورية الحكومية السبت، نقدا للمسرحية تحدثت فيه عن «ادوات متواضعة جدا في النص والاخراج». وتنتقد المسرحية وجود الاجهزة الأمنية بقوة في الحياة اليومية للسوريين. وتقول احدى الشخصيات في المسرحية «كي تصير عضوا في اتحاد الكتاب لازم تكون لك علاقة مع المخابرات».

وتستوحي المسرحية عنوانها من التهديدات والضغوط الاميركية التي تمارس على سورية منذ بداية الحرب في العراق في 2003. كما تتطرق الى العلاقات مع لبنان التي تدهورت منذ الانسحاب السوري من لبنان في نيسان (ابريل) بضغط من الشارع والمجتمع الدولي، وفيها انتقاد لميليس، اذ جاء في نص المسرحية «اذا اردت ان تشعل سيجارة ولم تجد عود ثقاب فاحرق وطنا باكمله. التوقيع ديتليف ميليس». وتقول شخصية فيها «املوا عليه تقريره سنة قبل مأساة اغتيال الحريري».

في هذا الوقت، تستمر يوميا الاعتصامات والمظاهرات المتضامنة مع سورية. وترفع لافتات كتب عليها «ميليس، المندوب السامي للامم المتحدة في لبنان». وتظهر لافتات اخرى الرئيس الاميركي جورج بوش وهو يحمل دمية على شكل ميليس.

وأمس تجمع حوالي الفي سوري في ساحة الامويين في دمشق وهتفوا «الله سورية بشار وبس»، و«بالروح بالدم نفديك يا بشار»، وحملوا صورا للرئيس السوري واعلاما سورية.

وهناك تساؤلات في اوساط السوريين مثل «كيف يمكن الوثوق بجدية شخص يسمح لنفسه بتناول زجاجة شمبانيا بـ1500 دولار، في مطاعم بيروت الفاخرة؟».