تأجيل فتح معبر «رفح» بين مصر وقطاع غزة مرة أخرى

سيفتح أمام الفلسطينيين اعتبارا من يوم غد

TT

تقرر تأجيل فتح معبر رفح، ما بين مصر وقطاع غزة الفلسطيني مجددا 24 ساعة، وبناء على التأجيل الجديد سيتم فتحه يوم غد أمام حركة المرور من مصر الى غزة.

وكان من المقرر أن يحتفل اليوم، الجمعة، بفتح هذا المعبر، إلا ان الإسرائيليين أعلنوا أنهم لم يتموا الاعدادات لذلك بالشكل النهائي، وطلبوا التأجيل يوما آخر، فوافق الفلسطينيون والمصريون والمراقبون الأوروبيون على ذلك، على مضض. علما بأن هناك الألوف من المواطنين الفلسطينيين العائدين الى الوطن، ما زالوا قابعين على الطرف المصري من الحدود، منذ عدة أيام ينتظرون السماح لهم بالعبور. وهم ينتظرون في ظروف معيشية قاسية، رغم محاولات المصريين التخفيف عنهم، وتقديم الماء والطعام والعلاج الطبي الأولي لهم. وسيتم فتح المعبر في رفح لمدة أربع ساعات في اليوم، في الوقت الحاضر، على ان تزيد لتصبح حدودا حرة في كل ساعات اليوم، ليلا نهارا. وسيكون المعبر فلسطينيا ـ مصريا حرا، يدخل عبره كل من تراه السلطة الفلسطينية مناسبا. إلا ان اسرائيل ستتلقى في نهاية كل يوم، تقريرا مصورا عمن دخل عبره في كل يوم، واذا كانت لديها اعتراضات على أحد، من حقها ان تبلغ المراقبين الأوروبيين بذلك، وهؤلاء يعالجون الأمر مع الفلسطينيين. ولكن ليس من حق اسرائيل ان تتدخل مباشرة في الموضوع.

المعروف ان المراقبين الأوروبيين هم جنود من بريطانيا وايطاليا والدانمرك، ويقودهم ضابط شرطة ايطالي. يذكر ان مسؤولين أمنيين اسرائيليين وفلسطينيين، يلتقون يوميا منذ عدة أسابيع، للبحث في الترتيبات الأمنية في معبر رفح من جهة، ومعبر كيرم شالوم الواقع في جنوب غزة على مثلث الحدود الاسرائيلية ـ المصرية ـ الفلسطينية، الذي سيخصص للبضائع التجارية من جهة، ولعبور المواطنين الأجانب. كما أن المستشار السياسي لوزير الدفاع الاسرائيلي، عاموس غلعاد، عاد أمس من القاهرة، حيث تباحث مع المسؤولين الأمنيين فيها حول الترتيبات الخاصة بحماية الحدود بين اسرائيل ومصر من رفح وحتى ايلات وطابا. من جهة ثانية كشف النقاب عن أن الحكومة الاسرائيلية، تنوي اخلاء عدد من النقاط الاستيطانية اليهودية، التي أقامتها المنظمات اليهودية المتطرفة في الضفة الغربية من دون حتى إذن الحكومة الإسرائيلية. ولكن وزير الدفاع، شاؤول موفاز، يحاول ان ينفذ هذا الاخلاء بالاتفاق مع المستوطنين، وليس بالصدام معهم.

ويرى المراقبون أن موفاز يسعى للتسوية مع المستوطنين، لأنه يخشى من أن يدخل في صدام معهم عشية الانتخابات الداخلية في الليكود. فإذا أخلاهم بالقوة، فقد يؤثر ذلك عليه بشكل سلبي في الانتخابات. وسوف يحاول تأجيل عملية الاخلاء الى ما بعد الانتخابات الداخلية في الليكود، التي ستجري في 19 ديسمبر (كانون الأول) القادم. المعروف ان الادارة الأميركية، كانت قد طلبت من رئيس الوزراء أرييل شارون، ان يعجل في اخلاء هذه النقاط الاستيطانية التي تعتبر غير قانونية. وقد وعده شارون بذلك في حينه، لكنه طلب تأجيل التنفيذ الى ما بعد الانتهاء من تطبيق خطة الفصل. وبعد الانتهاء من تنفيذ الخطة طلب مهلة أخرى حتى ينتهي من الأزمة الداخلية في الليكود. والآن، بعدما انسحب من الليكود وأقام حزبا خاصا به، لم تعد له حجة للتأجيل فجاء دور موفاز ليطلب التأجيل.