إسرائيل تعتقل قائد «الجهاد» في جنين بزعم مسؤوليته عن عملية «الخضيرة»

أثر محاصرته لمدة 24 ساعة واستخدام الصواريخ لهدم المبنى الذي يتحصن به

TT

القت قوات الاحتلال الاسرائيلية امس، القبض على قيادي بارز في حركة الجهاد الاسلامي، في جنين بالضفة الغربية، اثر محاصرته داخل مبنى لمدة يوم كامل. وقالت مصادر امنية فلسطينية، ان أياد ابو الرب، قائد «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي» ومساعده فارس ابو الرب استسلما، بعد ان بدأت القوات الاسرائيلية قصفا صاروخيا، وبدأت في هدم جزء من المبنى المكون من خمسة طوابق، حيث كانا يتحصنان فيه. لكن قوات الجيش الاسرائيلي لم تتمكن من القبض عليهما الا بعد ان نفذت ذخيرتهما. وباشرت جرافات الاحتلال في تدمير المنزل، الى جانب قيام دبابات الاحتلال بقصف المنزل بشكل عشوائي، الأمر الذي ادى الى اصابة ابو الرب ومساعده، مما مكن جنود الاحتلال من اعتقاله بعد 24 ساعة على محاصرته في المنزل الذي يقع في عمارة تضم مركز كومبيوتر لبلدية جنين. واكد شهود عيان ان ابو الرب حاول القاء الحجارة على جنود الاحتلال الذين كانوا يهمون بالقاء القبض عليه بعد اصابته، فقاموا بتحريض الكلاب البوليسية التي كانوا يصطحبونها على نهشه. وعادة ما تسمح قوات الاحتلال للكلاب البوليسية بنهش اجساد عناصر المقاومة الفلسطينية بعد قتلهم او اصابتهم في العمليات التي تشنها في قلب المدن الفلسطينية. ويتصدر ابو الرب قائمة المطلوبين الخاصة بجهاز المخابرات الاسرائيلية «الشاباك»، الذي ينسب لابو الرب المسؤولية عن جميع العمليات التفجيرية التي نفذتها «سرايا القدس» خلال العام الماضي. وقال مصدر عسكري اسرائيلي، ان ابو الرب خطط لثلاث هجمات داخل اسرائيل، من بينها هجمة الخضيرة، بالاضافة الى اربع هجمات اخرى احبطت.

وينتمي ابو الرب الى بلدة «قباطية»، الواقعة شمال شرق جنين، التي انطلق منها معظم قادة الذراع العسكري لحركة «الجهاد»، وكذلك معظم منفذي العمليات التفجيرية التي بادرت الحركة الى تنفيذها خلال انتفاضة الاقصى. وتولى ابو الرب قيادة «سرايا القدس» في شمال الضفة الغربية، بعد ان قامت اسرائيل باغتيال لؤي السعدي القائد السابق للسرايا في بلدة «عتيل» قضاء طولكرم، شمال الضفة الغربية. ويدعي «الشاباك» ان ابو الرب هو المسؤول عن عملية الخضيرة التفجيرية، التي وقعت قبل شهر ونصف الشهر، انتقاماً لقيام اسرائيل بتصفية لؤي السعدي. وحسب الشاباك فقد قام ابو الرب بتكليف حسن ابو زايد، 20 عاما، من بلدة «قباطيا»، بتفجير نفسه امام احد المحلات التجارية في مدينة الخضيرة، الامر الذي ادى الى مقتل ستة اسرائيليين واصابة العشرات. ويذكر أن فلسطينيا قتل وجرح احد عشر، عندما قامت قوات الاحتلال باقتحام جنين ليلة الثلاثاء الماضي.

من جهة اخرى، كشفت صحيفة «يديعوت احرنوت» في عددها الصادر اول من امس، ان ضابطاً وجنديين في احدى الوحدات الخاصة، التي شاركت في محاصرة المنزل، الذي كان يأوي اليه ابو الرب، اعتذروا لقائدهم عن المشاركة في العملية، بسبب الخوف على حياتهم. وقام قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الجنرال يائير نافيه، بتجميد عملهم في الوحدة، الى حين النظر في الاجراءات العقابية ضدهم.

من ناحيتها أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح عن قصفها لمستوطنة كفار عزة الواقعة شرق مدينة غزة بصاروخين من نوع «اقصى 1». واكدت «الكتائب» ان القصف يأتي ردا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية والجنوب اللبناني. وقالت الكتائب، في بيان لها، «تمكنت مجموعة الشهيد فادي عويمر من قصف مغتصبة كفار عزة الصهيونية الجاثمة علي أرضنا الفلسطينية شرق قطاع غزة بصاروخين من نوع اقصى 1 وأصابت الصواريخ أهدافها بدقة». واعلنت حركة «الجهاد الاسلامي» ان السلطة الفلسطينية قامت باعتقال احد قادتها في مدينة اريحا. ونقل موقع «فلسطين اليوم»، على شبكة الإنترنت المقرب من الحركة، ان اجهزة السلطة الأمنية اعتقلت خالد عز الدين أبو دية، وقد نقلته إلى سجن أريحا حيث يحتجز هناك أكثر من عشرين من عناصر الحركة وكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة «فتح». واستنكرت الجهاد عملية الاعتقال، معتبرة ان العملية تصب في مصلحة اسرائيل. ودعا رائد ابو المجد احد قادة الحركة والمعتقل في سجن اريحا، التنظيمات الفلسطينية وحركات المقاومة للعمل للافراج الشامل عن جميع المعتقلين السياسيين في سجون السلطة الفلسطينية. يذكر ان السلطة تعتقل في سجن اريحا 22 من عناصر «كتائب شهداء الاقصى»، وسبعة من عناصر الجهاد الاسلامي، بالاضافة الى احمد سعادات امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واربعة اخرين من كوادر الجبهة.