انقلاب في موقف إسبانيا تجاه نزاع الصحراء

TT

قال ميغل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا، «إن الرباط تؤيد تقرير المصير الحر «للشعب الصحراوي»، وإن صيغة الحكم الذاتي المقترحة ما هي إلا إحدى الخطوات ضمن مسلسل التسوية، كما ينص على ذلك مخطط جيمس بيكر وزير خارجية أميركا الأسبق، الذي اضطلع في وقت سابق بمهمة المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان إلى الصحراء.

وأوضح موراتينوس، الذي كان يتحدث صباح أمس في لقاء فطور اعتادت أن تنظمه وكالة «أوروبابريس الإسبانية»، أن تصور المجتمع الإسباني للموقف المغربي غير دقيق، ذلك أنهم يعتقدون (الإسبان) أن المغرب يعارض مبدأ «تقرير مصير الشعب الصحراوي»، بينما يقول موراتينوس إن المسؤولون المغاربة أثناء محادثاته معهم يقولون إنهم يؤيدون المبدأ، والدليل على ذلك بنظر رئيس الدبلوماسية الإسبانية، التمديد الأخير لبعثة المينورسو، التي تسهر على وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب منذ عام 1991.

وأضاف موراتينوس، أن الأمم المتحدة التزمت منذ مدة أن يتمكن ما يسميه، بوضوح وبدون تحفظ او لبس، «الشعب الصحراوي» من ممارسة حقه في تقرير المصير الحر، مضيفا «ان ذلك هو المبدأ الذي ساندناه وصوتنا عليه جميعا»، على حد تعبيره.

وفي معرض جوابه عن سؤال حول ما إذا كان المغرب قد أطلع إسبانيا على المقترح المغربي الجديد، بخصوص الحكم الذاتي للمحافظات الصحراوية، نفى موراتينوس أن تكون بلاده على علم بما ورد في خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى مرور ثلاثة عقود على انطلاق المسيرة الخضراء عام 1975، مضيفا أن الحكومة الإسبانية لم تتلق من الرباط أية وثيقة أو حتى ورقة عن محتوى ومضمون الاقتراح، لكن الوزير الإسباني استدرك قائلا: إن اقتراح العاهل المغربي يندرج ضمن سياق مخطط بيكر لحل النزاع القائم بصدد الأراضي الصحراوية التي كانت تحتلها إسبانيا. وقال موراتينوس إن إسبانيا والبلدان الاخرى التي لها مصلحة في إنهاء النزاع، تساعد الأطراف المعنية للتوصل إلى حل نهائي، ولذلك فإن تلك الدول تلح على أن تضطلع الأمم المتحدة بالدور الرئيسي، كما ان إسبانيا مهتمة بالخطوات المقبلة التي بدأها المبعوث الخاص الأممي الجديد إلى الصحراء، الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم. وأعرب موراتينوس عن الأمل في أن يحدد التقرير الذي سيعده فالسوم في فبراير (شباط) المقبل، معالم الطريق، مما سيمكن من اقتراح حل نهائي على أطراف النزاع، يجب أن يمر في جميع الأحوال بمرحلة ممارسة تقرير المصير الحر للشعب الصحراوي، يقول موراتينوس. ويشكل الموقف الجديد، حسب الوكالة الإسبانية، انقلابا في دبلوماسية مدريد والحكومة الاشتراكية التي ساندت منذ تسلمها السلطة، حلا سلميا تفاوضيا مرضيا للطرفين، وقامت لأجل تلك الغاية بمبادرات ومساع حثيثة ومتكررة لتقريب شقة الخلاف بين الأطراف المعنية، خاصة بين المغرب والجزائر، اللذين تعتبرهما إسبانيا مفتاح الحل لنزاع طال أمده بدون معنى، وان وضع حد له من شأنه أن يشيع السلام والاستقرار في منطقة المغرب العربي.