منظمة الصحة العالمية: امرأة من كل ست نساء تتعرض للعنف المنزلي

TT

أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس ان واحدة من كل ست نساء يعانين من العنف المنزلي، وعلى أيدي زوجها، مما يؤدي الى تعرض حياتها للخطر. وخلصت المنظمة في تقريرها الأول عن العنف الى ان حالات العنف الممارس ضد المرأة من قبل الرجل الذي يقيم معها وتعرفه، أكثر انتشاراً من العنف من قبل رجل غريب. وحثت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقريرها «صحة المرأة والعنف المُمارس ضدها في البيت» أمس الحكومات والمسؤولين في مجالات الصحة الى معالجة الآثار النفسية والجسدية لهذه الظاهرة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور جونغ ووك: «هذه الدراسة تبين ان النساء يتعرضن لمخاطر العنف في البيت أكثر من الشارع، وان لذلك العنف آثاراً كبيرة على صحتهن». وأضاف: «تبينت ايضاً الحاجة الماسة الى تسليط الأضواء على العنف المنزلي في جميع أنحاء العالم ومعالجته كأحد أهم الأعراض الصحية العامة». وتوصلت الدراسة الى نتائجها بعد إجراء مقابلات مع أكثر من 24 ألف سيدة في المدن والأرياف في عشرة بلدان هي: بنغلاديش والبرازيل وإثيوبيا وناميبيا وبيرو وساموا وصربيا والجبل الأسود وتايلند وتنزانيا. وبينما حاول التقرير تعميم الظواهر التي تمس بصحة النساء وسلامتهن في بيوتهن، لم تشمل الدراسة نساء من اوروبا الغربية أو الولايات المتحدة. الا ان اختيار دول من قارات مختلفة كان هدفه الحصول على أوسع عدد ممكن من التجارب في ظروف متنوعة. واستمر العمل على هذه الدراسة لسبع سنوات، وصدرت عشية احتفال الامم المتحدة باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء. وأكدت المنظمة ان النساء اللاتي تُساء معاملتهن جسدياً او جنسياً من المرجح اكثر ان يعانين من مشاكل صحية طويلة الأمد، بما فيها الأعراض النفسية مثل الاكتئاب ومحاولات الانتحار. ولفت التقرير الى ان غالبية النساء اللواتي يتعرضن للضرب لا يبلغن أحداً عما يعانينه لأسباب عدة، ابرزها الخوف من الفضائح وعدم وجود مأوى يمكنهن اللجوء اليه اذا فررن من المنزل الذي يتعرضن فيه للضرب. كما ان الدراسة بينت ان في كثير من الحالات، توافق نساء على أنه من المبرر أن يضرب الرجل زوجته في ظروف معينة. وتعتبر هذه المسألة عادة من تبعات العنف المنزلي الذي يؤثر في الأطفال الذين يترعرعون في هذه الأجواء، فيشعرون انه من الطبيعي ان يمارسوا أو يتقبلوا العنف في منازلهم عندما يتزوجون. وقالت وزيرة الصحة الاسبانية الينا سالجادو، الرئيسة الحالية للتجمع الصحي السنوي للمنظمة، أمس: «كل 18 ثانية في مكان ما تعاني امرأة من العنف او اساءة المعاملة. ينبغي ان نضع حدا لهذه الممارسة المخجلة». ووفقاً لكلوديا غارسيا مورينو، منسقة هذه الدراسة، فانه من ناحية الأعراض المرضية مثل الألم والدوخة والإجهاض، فان النتائج عبر 15 تجمعا حضريا وريفيا «متقاربة بنحو ملحوظ». وأضافت: «سواء كانت المرأة تعيش في مدينة برازيلية او يابانية او منطقة ريفية في اثيوبيا او بيرو، فان العلاقة بين العنف وضعف الصحة تظل كما هي».

وتابعت: «اللافت للنظر هو درجة استمرار هذا العنف مستترا، فلم يسبق لنسبة 20 و60 في المائة من النساء اللاتي اجريت المقابلات معهن التحدث مع اي شخص عن تجربتهن مع العنف من جانب شركائهن». وشددت على ان هذا الشعور بالعجز هو «تعذيب في حد ذاته».

ووفقاً للتقرير الذي استغرق 198 صفحة من التفاصيل عن روايات معينة وظواهر عامة للعنف ضد النساء، فقدت امرأة من بيرو توأمين بعد أن ضربها والد طفليها اللذين لم يولدا، على بطنها باستمرار. وركز التقرير على الحوامل من النساء وما يعانينه من عنف اثناء حملهن. فبين 4 و12 في المائة من النساء المشاركات في الدراسة تعرضن للضرب اثناء الحمل، و90 في المائة منهن تعرضن للضرب على أيدي آباء الجنين.