مقتل 10 أشخاص في زلزال «قشم» بجنوب إيران وهلع في الإمارات

سكان دبي والشارقة ورأس الخيمة أخلوا منازلهم والمراكز السعودية ترصد الهزة

TT

لقي ما لا يقل عن 10 اشخاص حتفهم امس وأصيب اكثر من 50 عندما دمر زلزال قرى على جزيرة «قشم» بالخليج قبالة الساحل الجنوبي لايران. واخلى آلاف الموظفين مكاتبهم وشققهم في الابراج الشاهقة بإمارة دبي وفي الشارقة ورأس الخيمة بعد ان شعر السكان بهزتين خفيفتين ظهر امس دون حدوث اصابات. وأعلنت السلطات الاماراتية ان هزة ارضية «متوسطة الشدة» ضربت امس البلاد وشعر بها سكان المناطق الشمالية خصوصا من دون ان تسفر عن اضرار.

وتضاربت التصريحات لقياس شدة الزلزال ما بين 4.4 – 6.1 بمقياس ريختر. وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الزلزال بلغت قوته 5.9 درجة، وقد هز جنوب ايران لما يتراوح ما بين عشر ثوان الى 15 ثانية بعد ظهر امس بالتوقيت المحلي وان المستشفى الرئيسي في قشم يعج بالجرحى. وقشم هي اكبر جزيرة في الخليج ومنطقة تجارة حرة في اقليم هرمزجان الجنوبي الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 120 الف نسمة. وتشتهر بغابات النخيل وشواطئها محببة بشدة لدى السياح وموطن للسلاحف البحرية.

وقال حيدر علي شبندي رئيس مديرية جزيرة «قشم» ان الزلزال اسفر عن مقتل خمسة اشخاص في قريتي تومبان وغبردين، حيث وصلت نسبة الاضرار الى 15%. وقتل اربعة اشخاص في قرية كاريوان التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة الاف نسمة اذ بلغت الاضرار نسبة 40%. واضاف المسؤول ان الزلزال اوقع ايضا جرحى، موضحا ان «الاضرار لم تطل مدينة قشم (شمال شرقي الجزيرة)».

وأعلن شهرام الامدري، مدير منظمة عمليات الاسعاف في الهلال الاحمر الايراني عبر التلفزيون ان «عمليات الانقاذ بدأت بعد عشر دقائق من وقوع الزلزال. ويتم نقل الجرحى بالمروحيات نظرا لصعوبة اجلائهم بحرا». وقال المرصد الجيولوجي الاميركي ان قوة الزلزال بلغت 6.1 درجة وانه وقع على مسافة 58 كيلومترا جنوب غربي ميناء بندر عباس على الخليج. وفي دبي قال شهود عيان ان سكان الامارات العربية المتحدة، لا سيما في دبي الواقعة على بعد 250 كلم من قشم، شعروا بالهزة الارضية. وقالت هذه المصادر ان الاشخاص الذين كانوا موجودين في ناطحات السحاب والمخازن الكبرى في دبي هم اكثر من شعر بالهزة. وغادر عدد كبير من الناس منازلهم ومقار اعمالهم خشية حصول انهيارات. وقال مصدر في شرطة دبي لـ«الشرق الاوسط» ان جهازه لم يبلغ عن اية اضرار في الارواح او الممتلكات. وقال شهود عيان ان السكان والموظفين هرعوا الى مناطق مكشوفة في انحاء مدينة دبي بعد ان شعروا بهزات خفيفة. وقالت مصادر ان سكان امارة الشارقة المجاورة شعروا بالهزة. وكثفت الشرطة من دورياتها في المناطق الرئيسية في دبي وخاصة قرب المصارف والأبراج. وتنتشر في دبي مئات الابراج الجديدة وقيد التشييد كما يتم فيها بناء برج دبي الذي يوصف بأنه سيكون اعلى ناطحة سحاب في العالم وتستكمل بعد اربعة اعوام. وفي ابو ظبي نقلت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية عن الشيخة موزة المعلا الوكيلة المساعدة لوزارة المواصلات والممثلة الدائمة للدولة لدى المنظمة العالمية للارصاد الجوية أن «معظم مناطق الدولة تعرضت لهزة زلزالية متوسطة الشدة شعر بها معظم الجمهور وخاصة الامارات الشمالية». وأضافت ان «الادارة قامت بالاتصال بأقرب مركز لقياس الزلازل خارج الدولة، وهو جامعة الملك قابوس بعمان، والذي افاد بأنه تم رصد الزلزال بقوة 4.4 درجات على مقياس ريختر». اما في السعودية فقد أوضح بيان صادر عن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن محطات الرصد الزلزالي فيها قد رصدت الزلزال على الأراضي الإيرانية المطلة على الخليج العربي. وقال الدكتور خالد الدامغ المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء بالمدينة، إن قوة الزلزال قد بلغت 6.1 درجة على مقياس ريختر المفتوح، محددا موقعه على خط طول 55.83 شرقا، وخط عرض 26.84 شمالا، على بعد 115 كيلومترا شمال إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات.

في الوقت الذي أرجع فيه خبير جيولوجي سعودي «فضل عدم ذكر اسمه «ما شعر به السكان الاماراتيون هو نتيجة زلازل ارتدادية خفيفة للهزة القوية التي ضربت المناطق الجنوبية من إيران»، مشيرا إلى أن مراكز الرصد الزلزالي تسجل يوميا آلاف الهزات الخفيفة في معظم دول العالم، غير أن تضارب الانباء وغياب الثقافة الزلزالية «كما سماها» يساهم في رفع مؤشرات الهلع داخل الأوساط الشعبية. وأضاف أن سبب كثرة الزلازل في السنوات الأخيرة في منطقة شبه الجزيرة العربية بكونها تقع على حدود زلزالية نشطة من الجهتين الشرقية والشمالية الغربية، وأن الصفيحة العربية التي تشمل (دول مجلس التعاون الخليجي واليمن وأجزاء من إيران والشام) تصطدم بالصفيحة الايرانية (جبال زاغروس) والتركية (جبال الأناضول)، وهو ما ينجم عنه تحرك الصفيحة العربية بمقدار 2 سم سنويا ليحدث اتساع في منطقة البحر الأحمر واحتكاك بين الصفيحتين في المناطق الشرقية من الصفيحة العربية.

وحول احتمالية تأثر الحقول النفطية في البلاد من النشاط الزلزالي في المناطق المحاذية للسعودية من الجهة الشرقية، قال المصدر إنه لم يتم حتى الآن رصد زلازل قوية في المناطق التي تقع عليها حقول النفط، مضيفا أن سبعة مراكز لرصد الزلازل تم إنشاؤها في المنطقة الشرقية ضمن خطة لإنشاء 27 مركزا تشرف عليها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لرصد الزلازل.