الاتحاد الأوروبي مستعد لاستئناف المفاوضات مع إيران رغم تمسكها بحق تخصيب اليورانيوم

TT

على الرغم من إعلان إيران رسميا أن حقها في تخصيب اليورانيوم غير قابل للمساومة، ظهرت إشارات مختلفة المصدر حول استعداد الاتحاد الأوروبي لاستئناف المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي. فقد قالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية (إيرنا) أمس إن الترويكا الأوروبية المؤلفة من بريطانيا وفرنسا والمانيا قبلت عرض ايران استئناف المحادثات بشأن البرنامج النووي. ونقلت الوكالة عن بيان اصدره مجلس الامن القومي الايراني قوله ان «سفراء بريطانيا وفرنسا والمانيا سلموا خطابا قبل فيه وزراء خارجية الدول الاوروبية الثلاثة استئناف المحادثات في ديسمبر». وكان كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني قد كتب في وقت سابق من الشهر الجاري الى الدول الثلاث داعيا الى استئناف المحادثات.

من ناحية أخرى، صرح دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس أمس بأن وزراء خارجية هذه الدول عرضوا لقاء مباشرا مع علي لاريجاني لبحث امكانيات استئناف المفاوضات. واضاف الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان فحوى الرسالة التي وجهها الوزراء الثلاثة الى الايرانيين هي اقتراح مقابلة تمهيدية مع لاريجاني لبحث امكانيات استئناف المفاوضات». وقال «ان الدول الاوروبية لا تعترض على حقوق ايران» في المجال النووي «لكنها تريد ضمانات بشأن الغرض من البرنامج الايراني». من جهتها ذكرت وكالة «مهر» نقلا عن مصدر دبلوماسي ايراني قوله «ان الدول الاوروبية الثلاث سلمت جواد واعدي (عضو فريق المفاوضات الايراني) ردا رسميا على رسالة علي لاريجاني» الذي «رحب بفكرة استئناف المفاوضات». وكان الحوار بين الطرفين الاوروبي والايراني قد انقطع في اغسطس (آب) بعد ان رفضت طهران مقترحات التعاون التي قدمتها الدول الاوروبية واستأنفت انشطتها في تحويل اليورانيوم في مصنع اصفهان وسط ايران. وتتفاوض باريس ولندن وبرلين مع طهران باسم الاتحاد الاوروبي بهدف التوصل الى ضمانات بان لا تسعى الجمهورية الاسلامية الى امتلاك القنبلة النووية تحت غطاء برنامجها النووي المدني لانتاج الكهرباء.

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أمس ان تخصيب اليورانيوم في اطار الابحاث والتطور ليس قابلا للمساومة مع الاسرة الدولية. كما لم يترك المتحدث هامشا كبيرا للنقاش بشأن التفاوض حول مسألة التخصيب لانتاج الوقود النووي مذكرا بأن هذه العملية يجب ان تتم على الاراضي الايرانية. وصرح آصفي «ان مسألة الابحاث والتطوير مختلفة عن انتاج الوقود النووي» معتبرا ان «ما يمكن التفاوض حوله هو مسألة انتاج الوقود النووي في ايران». وتطالب ايران بحقها في تخصيب اليورانيوم من اجل انتاج الوقود الضروري لتشغيل محطة نووية ولكن يمكن ايضا استخدام عملية التخصيب لصنع شحنة قنبلة نووية. وتعارض الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ذلك تخوفا من ان يغطي البرنامج النووي المدني الايراني نشاطا له الطابع العسكري. وامتنعت الدول الغربية خلال اجتماع الهيئة التنفيذية للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس الماضي في فيينا عن المطالبة باحالة الملف الايراني على مجلس الامن الدولي. وقررت منح ايران فرصة دراسة اقتراح روسي لتخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا. لكن آصفي ذكر ان موضوع المفاوضات (حول الاقتراح الروسي) يجب ان يشكل ضمانا ملموسا لتحقيق دورة الوقود النووي في ايران ذاتها. واوضح سفير المانيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية هربرت هونسوفيتز في فيينا ان عملية التخصيب اصبحت تشكل خطا احمر لا يمكن تجاوزه.