انسلاخ 175 جنوبيا من حزبي البشير والترابي في السودان

تبادل الاتهامات بين الحكومة والحركة الشعبية حول بطء عملية التغيير السياسي

TT

اعلن 175 من ابناء جنوب السودان اغلبهم «من الدعاة المسلمين» انسلاخهم من حزبي المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة عمر البشير، والمؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي، وانضموا الى الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة النائب الاول للرئيس سلفا كير ميارديت.

وشن المنشقون في مؤتمر صحافي عقدوه خصيصا لذلك، هجوما عنيفا على حكومة الرئيس البشير، وقالوا انهم انسلخوا عن حزب المؤتمر الوطني لأنه يهمش دورهم ويهضم حقوقهم ويتجاهل دعاة الجنوب.

وقال محمود علي مختار ممثل الدعاة ان سبب انضمامهم للحركة الشعبية هو التجاهل الذي يلقاه دعاة الجنوب من الحزب الحاكم، واضاف «كنا نعتقد ان الامر دين ولكن وجدناه امر دنيا». ومضى «وعليه اتجهنا صوب الحركة الشعبية». وتابع ان انضمامهم للحركة جاء بسبب فلسفتها في ادارة الشأن العام وحرية العقيدة والفكر التي تتيحه الحركة. ونفى بشدة ان يكون انضمامهم جاء من اجل تحقيق مكاسب مادية.

وقال اقوق ماكو اقوق السكرتير السياسي للحركة الشعبية قطاع الشمال في المؤتمر الصحافي، ان انضمام هذه المجموعة يمثل تحولا كبيرا في الخريطة السياسية في البلاد «ودعما لمشروع السودان الجديد». وقال ان المجموعة «تسعى لتغيير المفاهيم القديمة المتمثلة في الاستعلاء العرقي والثقافي والديني». وأضاف «ان الاماني معقودة على هؤلاء المنضمين الجدد في نقل الدين كما جاء في القرآن الكريم بعيدا عن المزايدات».

من جهته قال قيادي بارز في الحركة الشعبية لتحرير السودان ان انتشار الفساد هو احد اكبر معوقات تنفيذ اتفاق السلام الموقع بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني الشريك الاكبر في الحكومة، بعد يومين من تصريحات للرئيس السوداني عمر لبشير امام مؤتمر عام لحزبه بان «معضلة انتقال الحركة الشعبية لتحرير السودان من حركة عسكرية الى حزب سياسي من اسباب بطء تنفيذ اتفاق السلام».

ويأتي تبادل الاتهامات بين المسؤولين في الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني حول تنفيذ الاتفاق، في وقت تتصعد فيه مخاوف الوسطاء من عدم تمكن حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت في سبتمبر الماضي بعد مشاورات عسيرة من احتمالات انهيار الاتفاق الذي جرى توقيعه في نيروبي في التاسع من يناير الماضي، وسط حضور دولي وإقليمي كبير، بغرض انهاء الحرب في جنوب السودان ونقل وتهيئة البلاد للتحول الديمقراطي.

ودافع ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية في تصريحات صحافية عن اداء الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية، وقال ان البطء في تنفيذ الاتفاق جاء بسبب مصاعب تتمثل في البيروقراطية «المتجذرة منذ الاستقلال وانتشار الفساد، بجانب انتقال الحركة الشعبية من حركة مسلحة الى تنظيم سياسي.

وقال إن البلاد تعيش تجربة جديدة للحركة السياسية «ليس لديها قاموس الآن» ان الحركة الشعبية بتوقيعها اتفاق السلام غيرت منهج الاصلاح عبر الانقلابات العسكرية الى منهج الاصلاح السياسي، واضاف ان الحركة وحدها لن تستطيع ان تنفذ الاتفاق بدون مساهمة القوى السياسية الاخرى. وأضاف ان طبيعة الدولة «البيروقراطية» منذ الاستقلال، لن تسمح بإحداث تغييرات بسهولة، وذكر أن القوى السياسية التي تعتبر نفسها حققت مكاسب «ضيقة طوال السنوات الماضية» ستقاوم عملية التغيير بشدة.

وقال عرمان ان انتشار الفساد كأحد ابرز معوقات انفاذ الاتفاق، ولم يبرئ عرمان الحركة الشعبية نفسها من بعض الاخطاء، الاّ انه اكد انها جادة في الاستمرار في التحول الحقيقي الذي بدأته منذ توقيع الاتفاق، ونبه الى ان كسب معركة الاستفتاء لصالح الوحدة يحتاج إلى مضاعفة الجهد من قبل كافة الاطراف، قبل ان يتهم جهات لم يسمها بأنها لا تريد ان تنفذ الاتفاق.

كما اتهم عرمان حكومة الوحدة الوطنية بالتقصير «بلا حدود» في مجابهة انتشار مرض الحمى النزفية بجنوب كردفان والتي حصدت حتى الان رواح اكثر من 100 شخص، وقال انه بوصفه رئيسا للكتلة البرلمانية للحركة الشعبية في المجلس، سيثير المسألة امام النواب.