شارون يسعى لتطبيق نظام حكم «رئاسي» ويعد بتعديل وزاري لإدخال وزراء «كاديما»

شيمعون بيريس على وشك التخلي عن «العمل» والانضمام إلى «كاديما» الجديد

TT

يدرس رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اعتماد نظام حكم رئاسي في اسرائيل، بدلاً من النظام المعتمد على تشكيل الحكومة حسب موازين القوى داخل البرلمان. فيما اعلن ان الرئيس السابق لحزب العمل شيمعون بيريس على وشك اعلان انضمامه الى حزب «كاديما» الذي اعلن عنه ارييل شارون أخيرا استعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة في الثامن والعشرين من مارس (اذار) المقبل.

واعلن شارون أن حزب كاديما ويعني «الى الأمام» ينوي طرح فكرة تغيير نظام الحكم القائم حالياً. وقال مصدر مقرب من شارون أنه معني بتطبيق نظام الحكم الرئاسي من اجل تقليص قوة الاحزاب السياسية والحيلولة دون مواصلة ابتزاز قيادة الدولة من قبل الاحزاب ومرجعياتها المختلفة. واشار المصدر الى ان شارون معني بالنظام الرئاسي لتخفيف وطأة القيود التي يفرضها البرلمان على قيادة الدولة، الى جانب الحرص على أن يضمن النظام الجديد أن يكون التزام النواب تجاه الجمهور وليس تجاه الاعضاء في مراكز الاحزاب.

واضاف المصدر ان الجمهور الاسرائيلي سئم النظام الحالي الذي يجد فيه رئيس الحكومة صعوبة بالغة في السيطرة على حزبه واعضاء كتلته البرلمانية. واضاف المصدر ان الجمهور الاسرائيلي «عطش لنظام جديد». وسيبادر شارون قريباً الى تشكيل لجنة قانونية برئاسة وزيرة القضاء تسيفي ليفني لدراسة تغيير النظام الحالي واعتماد النظام الرئاسي. ويطمح عدد كبير من قادة حزب «كاديما» لأن ينضم للجنة خبير القانون الاسرائيلي اورييل رايخمان احد اكثر المتحمسين لتطبيق النظام الرئاسي في الدولة العبرية. يذكر انه في العام 1996 تم تطبيق فكرة انتخاب رئيس الوزراء بشكل مباشر من اجل تقليص تأثير الاحزاب ومنع تعريض رئيس الوزراء لابتزازها، لكن تبين ان هذه الطريقة لم تؤد الا لتعزيز تأثير الاحزاب الصغيرة، وتعاظم هامش المناورة امامها لابتزاز الاحزاب الكبيرة، التي تقلص تمثيلها في البرلمان بشكل كبير. وقد تقرر في العام 2003 العودة لطريقة الحكم الاولى وهي تشكيل الحكومات بناء فقط على موازين القوى داخل البرلمان، بحيث أنه بامكان الحكومة أن تحكم في حال أيدها اكثر من نصف نواب البرلمان. من جهة ثانية اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان الرئيس السابق لحزب العمل شيمعون بيريس على وشك اعلان انضمامه الى حزب كاديما بقيادة شارون، واوضحت انه سيعلن موقفه خلال الايام القليلة المقبلة. كما يجري الرئيس الجديد لحزب العمل عمير بيرتس اتصالات مع بيريس في محاولة اقناعه بالبقاء داخل الحزب.

واضافت الاذاعة ان شارون قد يكون مستعدا لاعطاء بيريز الرقم الثاني على لائحة حزب كاديما، في حين ان بيرتس لن يفعل ذلك على ما يبدو. واعرب الوزير والنائب العمالي حاييم رامون الذي انضم الى حزب شارون الاحد، عن الامل بان ينضم بيريس الى حزب كاديما. وقال رامون في حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي «آمل كثيرا بان ينضم شيمعون بيريس الى ارييل شارون الوحيد حاليا القادر على اطلاق عملية سياسة فعلية والعمل على انجاحها».

وكان شارون اعلن اخيرا بشكل ضمني قبيل استقالة وزراء حزب العمل انه سيواصل تعاونه مع بيريس نائب رئيس الوزراء في الحكومة الحالية. ومنذ هزيمته امام عمير بيرتس في الانتخابات لرئاسة حزب العمل لم يوضح بيريس، 82 عاما، نواياه السياسية بالنسبة الى المستقبل، وهو الذي امضى اكثر من خمسين سنة في العمل السياسي في اسرائيل.

ويتوقع ان يعين شارون وزراء بشكل مؤقت لاستبدال الذين ينتمون الى حزب العمل وانسحبوا من الحكومة، في حين لم يقرر المنتمون الى الليكود بعد اذا كانوا سيستمرون في مهامهم.

وفي انتظار الانتخابات في مارس يفترض ان يقترح شارون على حكومته، التي تقلص عدد اعضائها الى 12، تكليف وزراء كاديما بتسيير الحقائب التي انسحب منها الوزراء العماليون الذين استقالوا من الحكومة الاسبوع الماضي.

ويحتمل ان يستمر هذا التوافق حتى التاسع من ديسمبر (كانون الاول) عندما تصبح الحكومة انتقالية الى غاية اجراء الانتخابات التشريعية في 28 مارس المقبل. وبعد ذلك الموعد سيتمكن شارون من توزيع الحقائب الوزارية على هواه بين نواب البرلمان حيث تنص القوانين على استحالة الاطاحة بحكومة انتقالية.

ولم يوضح وزراء الليكود الستة الذين يواجهون وزراء كاديما الستة اذا كانوا مستعدين للموافقة على اقتراح شارون في حين انطلقت الحملة الانتخابية التمهيدية. وتحاول كافة الاحزاب عرض افضل اللوائح على الناخبين ومن المرشحين الذين يتعرضون الى اكبر مغازلة شيمعون بيريس.