«مقاطعة» لحود ذكرى اغتيال معوض وأرملته تلمح إلى دور سوري

الرئيس اللبناني رد مؤكداً أن «الانتخابات بعد سنتين»

TT

تحولت ذكرى اغتيال الرئيس اللبناني السابق رينه معوض الى مواجهة مع رئيس الجمهورية اميل لحود خاضتها ارملة معوض وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، التي لم توجه الدعوة الى الرئيس لحود لحضور الاحتفال كما يقتضي البروتوكول، ثم طالبته من على منصة الاحتفال الذي اقيم برعاية وحضور البطريرك الماروني نصر الله صفير، بالتنحي واصفة إياه بـ«رأس النظام الامني المتهاوي». وقد استدعى هذا رداً من الرئيس لحود اتهمها بالسعي لتسويق نفسها كمرشحة لرئاسة الجمهورية، مؤكداً بطريقة غير مباشرة انه لن ينتحى قبل اكمال ولايته الممددة بعد سنتين.

وكان البطريرك صفير ترأس امس قداساً اقيم في مقر البطريركية المارونية في الذكرى 16 لاغتيال معوض في ذكرى الاستقلال عام 1989. وقال البطريرك في عظة القاها للمناسبة: «لقد مر على استشهاده ست عشرة سنة. وكان ذلك في يوم عيد الاستقلال (...) ما ان انتخب رئيساً، حتى بادر الى اطلاق صرخة مدوية، مجرحة، لا يزال صداها يتردد في قرارات الآذان، وجوانب القلوب، وقد دعا بها جميع اللبنانيين الى مصالحة وطنية، عامة، شاملة، لا تستثني احداً حتى اولئك الذين يصرون على استثناء نفوسهم منها (...) وقبل ان يتسلم مقاليد الحكم رسمياً، شعر بما عليه من مسؤوليات تاريخية كبيرة تجاه وطنه ومواطنيه، فبدأ يسعى الى تحرير طريق يسلكها الى مدينة انبتته، وهي عزيزة عليه، وعلى ابنائها، وجميع اللبنانيين، وذلك تمهيداً لتحرير كل الارض اللبنانية من كل مسلح يقيم عليها، فكان الجواب (...) سريعا ارتدى طابع العنف المروع، فانفجرت به سيارته هو ومرافقوه في يوم عيد الاستقلال اللبنانية سنة 1989».

ثم ألقت معوض كلمة قالت فيها: «اخيراً وبعد ستة عشر عاماً، بدأت تتكشف الحقيقة. حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعبرها حقيقة لماذا ومن اغتال الرئيس الشهيد رينه معوض. رينه معوض ورفيق الحريري هما شاهدا وشهيدا الطائف».

وأوردت معوض تسلسلاً زمنياً للاحداث بدءاً من اغتيال معوض «بعملية انقلابية منظمة على الطائف»، وصولاً «الى التمديد القسري للرئيس اميل لحود وتداعياته الخطيرة التي ادت الى الجريمة الارهابية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهيد باسل فليحان ورفاقهما». ورأت ان ما وصفته بـ «مسلسل الرعب تجمعه حقيقة واحدة هي نظام امني سوري ـ لبناني مشترك متآمر على لبنان الدولة والوطن. نظام اسسوا لقيامه باغتيال رينه معوض وتهاوى باغتيال رفيق الحريري». ورأت معوض ان «استكمال الاستقلال وبالتزامن مع كشف الحقيقة يحتم تنحي الرئيس اميل لحود، رأس النظام الامني المتهاوي». وقالت: «بمعزل عن مدى مسؤوليته المباشرة عن هذه الجريمة. الرئيس لحود يجب ان يستقيل لان التمديد القسري لولايته وبالتهديد والاكراه هو بمثابة انقلاب على الدستور وضرب للميثاق الوطني ولان بقاءه استمرار للوصاية وقبول بل استسلام لمفاعيلها. الرئيس لحود يجب ان يستقيل لانه يتحمل المسؤولية السياسية بعد زج كل رموز نظامه الامني في السجن. الرئيس لحود يجب ان يستقيل لاخراج موقع رئاسة الجمهورية من الانعزال الداخلي والعزلة الخارجية، مما يعيق قيامة لبنان ويحدث خللاً في التوازن الداخلي ويضعف دور وموقع المسيحيين في الشراكة الوطنية».

وبعيد انتهاء الاحتفال صدر بيان عن رئاسة الجمهورية، قال ان مصادر قصر بعبدا «رفضت التعليق على ما ورد في كلمة وزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة نايلة معوض، بعد القداس الاحتفالي الذي اقيم اليوم لمناسبة ذكرى الرئيس الشهيد رينه معوض». لكن المصادر نفسها قالت: «كان من الاجدر بالسيدة معوض الا تستغل ذكرى زوجها شهيد لبنان الرئيس رينه معوض، لتعلن مواقف تهدف الى تسويق نفسها كمرشحة لرئاسة الجمهورية. فلا الوقت حان للاستحقاق الرئاسي المرتقب بعد سنتين، ولا طبيعة المناسبة، ولا المشاركون في القداس، تجيز لها تحويل صرح وطني مثل الصرح البطريركي في بكركي، مكاناً لاطلاق مثل هذه المواقف التي يفتقد الكثير منها الى الحقيقة والصراحة والوطنية والمناقبية، وهي صفات ميزت الرئيس الشهيد رينه معوض».