قيادتا «أمل» و«حزب الله» تؤكدان بقاء المقاومة على خط المواجهة

تواصل السجال لبنانيا حول الهجوم على قوات الاحتلال في الغجر

TT

رغم مرور اسبوع على العملية التي قام بها مقاتلو «حزب الله» ضد القوات الاسرائيلية في بلدة الغجر المحتلة في جنوب لبنان، فإن هذه العملية كانت محورا للتعليقات والمواقف والتصريحات التي ادلت بها فعاليات سياسية لبنانية امس.

وقد اكدت قيادتا حركة «امل» و«حزب الله» في الجنوب، في ختام اجتماع تنسيقي لهما امس «ان المقاومة ستبقى على خطوط المواجهة، وسيبقى سلاحها مصوبا نحو العدو حتى لا يكون للعدو لحظة طمأنينة ولحظة أمن على ارضنا، ولبنان سيبقى في طليعة مواقع القوة التي ترعب العدو الاسرائيلي».

وشددت القيادتان على «حق المقاومة لاستكمال تحرير ما تبقى من الاراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا». ودعتا القيادتان، في بيان صدر عن الاجتماع، الدولة الى «الاهتمام بالجنوب من كل النواحي وتأمين مقومات الصمود لأهله في ظل العدوانية الاسرائيلية المستمرة».

وقال رئيس كتلة نواب «حزب الله» في البرلمان اللبناني محمد رعد: «ان مستقبل لبنان رهن بما تقرره ظروف ساحة الجنوب لأنها الساحة المباشرة في مواجهة المشروع الصهيوني، وان الالتفاف على هذا المستقبل من خلال بوابات خلفية تقود الى الفتنة والتصدع الوطني والانقسام، وهذا ما يتحمل مسؤوليته البعض في لبنان الذي يعزف على لغة الاتهام والتخوين والتشكيك بمن رفع رأس اللبنانيين عاليا في كل العالم وبمن حقق الكرامة للبنانيين في كل العالم، لا من اجل حفظ منطقة الجنوب بل لدفع الفتنة والعدوانية عن كل لبنان والمنطقة العربية والاسلامية».

واستغرب رعد الذي كان يتحدث امس في احتفال تأبيني في بلدة حاروف الجنوبية «ان يكون الرد على اتهام المقاومة بخلفيتها الوطنية يصدع الوحدة الوطنية في لبنان، بينما الحديث عن هذا الاتهام للمقاومة ومن قبل البعض لا يصدع هذه الوحدة»، وتساءل «هل انعدم المنطق حتى نتخاطب بهذه اللغة ام ننا نعود ادراجنا الى لغة المزايدات الطائفية المذهبية ليصفق لنا الجمهور من اجل ان تذهب البلاد الى الهاوية والحروب الاهلية والتقاتل الداخلي». وقال: «ان منطق المزايدات لا يحمي وطننا، ومنطق العبث بالاولويات والاستخفاف بالذين ضحوا من اجل هذا الوطن لا يؤسس لكرامة وطنية في هذا البلد».

وبدوره، قال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين «ان قرار المقاومة كان وسيبقى مرتبطاً بوجود ومواجهة العدوان، وان المقاومة تبقى على مدى الايام والسنين الآتية وليس هناك من قوة في العالم بامكانها ان تأخذ لبنان ليكون في اطار المحور الاميركي- الاسرائيلي الذي يحلم به بوش وشارون وبعض الضعفاء والواهمون في لبنان».

صفي الدين، الذي كان يتحدث في حفل اقامه «حزب الله» في النادي الحسيني في بلدة زبقين الجنوبية لمناسبة مرور اسبوع على سقوط المقاوم بوسف علي بركات في عملية الغجر، قال: «ان المقاومة اثبتت من خلال المواجهات البطولية والنوعية الاخيرة انها ما زالت موجودة في الساحة تقوم بواجبها وتحقق العدالة التي تمكنها من حفظ البلد وحمايته». وجدد التأكيد بان «التحالف بين المقاومة وسورية وايران هو امر طبيعي وقائم، لان هذا التحالف حقق مهمة هائلة طوال كل التجربة الماضية ليس في لبنان فحسب، بل في كل المنطقة، ولا اعتقد ان هناك اناساً او جهات بامكانهم ان يكابروا وان لا يتحدثوا عن انجازات عظيمة في هذا المجال».

واضاف: «ان كان للبعض رؤية خاصة بموضوع سياسي في ملف معين فهذا الامر لا ينبغي ان يجعل هذا البعض يشكك في قدرة هذه التجربة التكاملية وفي اهميتها وفي حاجتنا جميعا كلبنانيين وكابناء امة اسلامية وعربية الى هذا التضامن والتحالف».

ودعا احد ممثلي «حزب الله» في الحكومة اللبنانية وزير العمل طراد حمادة الى «الحفاظ على المقاومة وفعاليتها لمنع العدو من تنفيذ مخططاته». وابدى ارتياحه للوضع داخل الحكومة وموقفها من الوضع الأمني في الجنوب واعلانها رسمياً عن «حق المقاومة في الدفاع عن الارض»، مستغرباً في الوقت ذاته «مواقف بعض الوزراء لا سيما الوزيرة نايلة معوض التي كان موقفها متباينا مع سياسة الحكومة العامة».

عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي النائب عن منطقة راشيا في البقاع الغربي وائل ابو فاعور اعلن ان نواب المنطقة سيقصدون بلدة يحمر للتعزية بالشهيد علي فرحات «احد الشهداء الاربعة الذين سقطوا في عملية الغجر) وقال: «عدم حضورنا التشييع ليس موقفا سياسيا وان موقفنا في الحزب الاشتراكي هو ان اي عمل عسكري لخطف جنود او لتحرير الاسرى واستعادة الارض له ما يبرره موضوعياً».

اما النائب رياض رحال (شمال لبنان) فاعتبر ان ليس للبنان مصلحة في ان يعيش دائماً في حال حرب، وقال في تصريح له امس: «ان القرار 1559 وخصوصاً في ما يتعلق بسلاح المقاومة، يعود الى حوار داخلي بين الفرقاء على الارض اللبنانية. وعلينا ان نعرف نحن ماذا نريد كلبنانيين والجميع يتكلم عن حوار، وقد آن الاوان لكي نعطي عنوانا لهذا الحوار. نحن نشدد على المصلحة العليا للبنان في هذا الحوار، وعندما نضع الخطوط العريضة لامور ثلاثة هي: الاستقرار الأمني، الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ووضع استراتيجية لحماية لبنان، عندها نستطيع ان ندخل في حوار مع المقاومة في ما يخص موضوع السلاح». اضاف: «يجب ان يعلم الجميع ان لبنان يعيش على ثقة العالم وخصوصا المجتمع الدولي ودول الخليج، فهل مصلحة لبنان ان نعيش دائماً في حال حرب ام يجب ان ندع السلاح جانباً وتبسط الدولة سيادتها على كل الاراضي اللبنانية لتصب جميعها في مصلحة لبنان؟». واشار الى ان «الاستقرار الاقتصادي الذي نحن في امس الحاجة اليه، مرتبط بالاستقرار الأمني»، وسأل: «كيف يكون هناك استقرار اقتصادي من دون استقرار أمني؟». وقال: «ان تعدد الاسلحة غير سلاح الجيش على الاراضي اللبنانية ينعكس سلباً على السياسة الاقتصادية».