مرشد الإخوان يدعو الأقباط إلى حوار سياسي وردود فعل قبطية متشككة

TT

في الوقت الذي تزايدت فيه مخاوف الأقباط من تصاعد الدور السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، المحظورة قانونيا، في مصر عقب نتائجها المفاجئة في الانتخابات البرلمانية الجارية حالياً، قال المرشد العام للجماعة مهدي عاكف لـ«الشرق الأوسط» ان جماعته سوف تدعو لحوار مع عدد من المثقفين الأقباط للتشاور حول الكثير من القضايا الهامة ليدلي فيها الاخوان برأيهم وكذلك الأقباط . وذلك في محاولة لطمأنة الأقباط بعد التصريحات التي أطلقها المفكر القبطي ميلاد حنا قبل أيام. وكان حنا قد قال إن الأقباط سيحملون حقائبهم ويغادرون مصر في حال وصول الاخوان للحكم. ورغم أن مرشد الإخوان قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يوجد برنامج محدد لهذا الحوار وأنه سيكون مجالاً ليقول الاخوان ما لديهم ويقول الأقباط ما لديهم لافتاً إلى أنه سبق أن خاض حواراً مشابهاً مع الأقباط قبل نحو 15 عاماً، فإن الدكتور حنا اعتبر أن هذه لحظة فارقة في التاريخ. وقال «لقد تغير اتجاه الريح الثقافي والسياسي والديني والانساني وهذه الرياح الجديدة أوجدت مناخاً مختلفاً وهو أن وصول الاخوان للحكم بات مطروحاً رغم أنه قد لا يكون غداً أو بعد غد».

وأضاف حنا أن الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد الاخوان نشر مقالاً في «الشرق الأوسط» أمس بعنوان حكم الاخوان غير وارد، ولكن استكمله بعبارة «ولكن هكذا نتصور الحكم». واعتبر حنا أنه بهذا الاستدراك يبدو أنه يجهز نفسه عبر طرح برنامج يقول فيه ما سيفعله عندما يحكم، ومن ثم فإن حالة الترقب والانزعاج لدى الأقباط طبيعية ومنطقية.

وأشار حنا إلى أنه سبق له القيام بحوارات مع الاخوان قبل 10 سنوات ولكنه عاد ليقول إن توازن القوى تغير كثيراً.

واعتبر حنا أن الحوار غير متكافئ لأن الاخوان لديهم نفوذ شعبي وقوة كاسحة يتيح لهم الوصول للحكم خاصة أنهم وصلوا إليه في دول أخرى وأن وصولهم للحكم في مصر، وهي بلد منشأ الجماعة، يصبح أمرا استراتيجيا. وقال ان هناك صعوبة شديدة في الحوار بين الاخوان والأقباط لأن الاخوان جماعة سياسية دينية والأقباط جزء من الشعب المصري وليس من المعروف من سيمثل الأقباط في مثل هذا الحوار في ظل غياب الكنيسة وأي مجموعة يمكن أن تكون متحدثة باسم الأقباط. وقال إن هناك اختلافات ووجهات نظر ولا يوجد هيئة جامعة لاعلان متحدثين باسم المثقفين وهو ما يعني أن الحوار سيكون منقوصاً وحضوره سيكون مرهوناً بأسماء المشاركين وأجندة الحوار.