مرشح القائمة العراقية الوطنية في النجف ينفي انسحابه رغم تهديده بالقتل

انتقادات للحملة الانتخابية لـ«الائتلاف الموحد» بسبب لجوئه إلى الرموز والتأويلات الدينية

TT

نفى رضوان الكليدار، سادن حضرة الامام علي بن أبي طالب في مدينة النجف، والمرشح الاول عن النجف في «القائمة العراقية الوطنية» التي يترأسها الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء السابق، ان يكون قد انسحب من القائمة او من الانتخابات، مشيرا الى ان عناصر مناصرة لقائمة اخرى (اسلامية شيعية) هددوه بالقتل ما لم ينسحب من القائمة العراقية الوطنية.

من جهة اخرى، استنكر رجل دين شيعي بارز من مدينة النجف الممارسات الدعائية التي تنفذها قائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية واستخدامها رموزا شيعية لها قدسيتها خلال الحملة الدعائية لقائمتها التي تحمل الرقم 555. في حين اكد شهود عيان ان وزارة الداخلية تستخدم الشرطة العراقية لتوزيع ولصق الملصقات الجدارية الخاصة بقائمة الائتلاف وتمزيقهم اللافتات والملصقات الانتخابية العائدة للقائمة العراقية الوطنية في مناطق شارع فلسطين والقناة ومدينة الصدر.

وفي حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مدينة النجف امس، قال الكليدار، انه ما يزال على رأس القائمة العراقية الوطنية «ولم ولن انسحب من القائمة»، مشيرا الى ان شائعات وأخبارا كاذبة سربها بعض اعضاء قائمة اسلامية شيعية «بأني انسحبت من العراقية الوطنية. كما تلقيت تهديدات باغتيالي اذا لم انسحب. وجاءت هذه التهديدات عبر الهاتف تقول لي تارة ولأمي العجوز تارة اخرى بأن مصيري سيكون مثل مصير شقيقي مقداد الكليدار الذي اعدمه صدام حسين اثر انتفاضة مارس (آذار) 1991، وكمصير ابن عمي حيدر الكليدار الذي اغتيل مع السيد عبد المجيد الخوئي في ابريل (نيسان) 2003». وأضاف الكليدار قائلا «ان مرشحين عن قوائم اخرى يتعمدون التعرض بالتشويه للقائمة العراقية الوطنية، مفسرين عن قصد، مفهوم العلمانية كمرادف للكفر، كما انهم يصفونها بأنها قائمة شيوعية لأنها تضم الحزب الشيوعي العراقي الى جانب الكثير من القوى الوطنية من مختلف الاتجاهات، بما فيها الاسلامية، فالعراقية الوطنية تضم ايضا حركات اسلامية تتزعمها شخصيات معروفة مثل اياد جمال الدين وعزة الشاهبندر والشيخ البصري ومحمد علاوي».

ولفت الكليدار الانتباه الى ان اللافتات والملصقات الانتخابية للقائمة العراقية تتعرض للتمزيق من قبل انصار القائمة الاسلامية المشار اليها، وطالب المفوضية العليا للانتخابات بمنع هذه الظاهرة، داعيا الى ان«يخوض مرشحو القوائم الاخرى حملات انتخابية نبيلة ونزيهة».

من جهة اخرى، انتقد مراقبون، بينهم رجال دين شيعة، الحملة الانتخابية لقائمة «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعية برئاسة عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، وتضم ايضا حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، واعتبروا ان هذه الحملة «تسيء للاسلام والشيعة والفقه الشيعي وتستغل السذج من ابناء الطائفة».

وقال رجل دين يعطي دروسا لطلبة الحوزة العلمية في النجف لـ«الشرق الاوسط» «ان الحملة الدعائية لقائمة الائتلاف اقحمت الله العلي القدير والقرآن الكريم والامام علي بن ابي طالب والامام المهدي المنتظر عليهما السلام كمفردات غير سامية في الحملة الدعائية، وهذا مناف لتعاليم الدين الاسلامي وتشويه كبير للفقه الجعفري وإساءة لكل المسلمين والشيعة خاصة». وأضاف، ان الائتلاف «قلد التجربة الايرانية خلال الترويج لانتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، عندما اشاع احد رجال الدين من مناصريه بأنه رأى الامام المهدي المنتظر في الحلم وهو يطالب الايرانيين بانتخاب نجاد»، وأشار الى ان «مسؤولي قائمة الائتلاف يدعون ان الامام المهدي هو الذي اختار الرقم 555 ليكون تسلسل قائمة الائتلاف، وهو رقم مبارك وهذه احدى معجزات الامام المهدي».

وقال رجل الدين العراقي ان «انصار قائمة الائتلاف يشيعون بان عمار الحكيم (نجل رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية) حلل الرقم 555 وقال(عمار الحكيم) لو جمعنا الرقم 555 في اللغة العربية لظهر الاسم (يمهدي) وهذا يعني ان الامام المهدي هو من اختار هذا الرقم المبارك وان هذه القائمة مدعومة من قبل صاحب الزمان».

وأضاف قائلا: ان انصار قائمة الائتلاف يشيعون ايضا ان عمار الحكيم «حلل الرقم 555 وتوصل الى ان الرقم 5 الاول هو رقم سورة المائدة في القرآن الكريم، وان الآية 55 في القرآن الكريم يقول الله تعالى فيها (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون) ، وحسب اعتقاد علماء الشيعة فان هذه الآية نزلت بحق الامام علي، وهذا يعني، حسب تحليل الحكيم، ان القائمة التي تحمل الرقم 555 مباركة من الله والامام علي والامام المهدي المنتظر، وان هذا الرقم التسلسلي الذي حصلت عليه قائمة الائتلاف لم يأت صدفة، بل بمباركة الهية».

وتابع رجل الدين الشيعي قائلا: ان عمار الحكيم «اشاع بأن المرجعية الدينية (الشيعية) باركت قائمة الائتلاف، ولكن بصيغ اخرى، في الوقت الذي تؤكد فيه المرجعية ووكلاؤها عدم مباركة آية الله السيستاني وبقية المراجع او وكلائهم وعدم مناصرة او الانحياز لأية قائمة، وطلبوا من العراقيين المشاركة في الانتخابات واختيار من يريدون بلا ضغوط او إكراه».