بيان للخارجية السورية يذكّر بأن تقرير اللجنة الدولية استند في 7 من فقراته إلى شهادة حسام أمام ميليس

TT

أعلنت دمشق أن اللجنة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري أكدت أن حسام طاهر حسام المعروف «بالشاهد المقنع» هو نفسه الشاهد الذي استمعت إليه في المونتيفيردي في يونيو (حزيران) الماضي. وأكد بيان بهذا الصدد أصدرته وزارة الخارجية السورية أمس وتلقى مكتب «الشرق الأوسط» بدمشق نسخة منه أن سورية القلقة من محاولات البعض تضليل التحقيق تلفت النظر إلى أن تقرير اللجنة الدولية إلى مجلس الأمن استند في بعض فقراته إلى شهادة حسام طاهر حسام أمام اللجنة الدولية.

وجاء البيان الرسمي للخارجية السورية على النحو التالي: «تضمنت أقوال السيد حسام طاهر حسام خلال مؤتمره الصحافي بتاريخ 28/11/2005 تفاصيل عن استخدام بعض اللبنانيين أساليب الترغيب والترهيب لانتزاع شهادة مزورة يدلي بها أمام لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال المرحوم رفيق الحريري، ولقد أكد البيان الصادر عن اللجنة الدولية أن المذكور هو نفسه الشاهد الذي استمعت إليه اللجنة الدولية في مونتي فيردي في شهر حزيران الماضي». وأضاف البيان السوري «إن سورية إذ تعرب عن بالغ قلقها من محاولات البعض تضليل التحقيق تشير إلى أن سبع فقرات من التقرير الذي قدمته اللجنة الدولية إلى مجلس الأمن استندت إلى الشهادة التي أدلى بها حسام طاهر حسام، وإن ما اتضح خلال اليومين الماضيين لا بد أن يعيد للأذهان شهادة محمد زهير الصديق التي كانت سورية قد نبهت اللجنة الدولية والرأي العام إلى بطلانها مستندة إلى وثائق قامت بتزويد لجنة التحقيق الدولية بها، ولكن لم يتم التعامل مع الموضوع في حينه بما يستوجبه من الاهتمام والجدية».

وقال البيان «لقد تحول الصديق من شاهد إلى مشتبه به وظل الطعن بشخصه قائماً من دون تدقيق إلا أن شهادته الباطلة بقيت جزءاً من محتويات تقرير لجنة التحقيق الدولية الصادر بتاريخ 25ـ10ـ2005، وهنا لا بد من الالتفات إلى أن حسام طاهر حسام لا يمكن أن يكون صادقاً فيما ادعاه أمام لجنة التحقيق الدولية من اتهام لسورية، وكاذباً في الوقت نفسه حين يتحدث علناً وعلى الملأ عن بطلان شهادته السابقة». ونبه بيان الخارجية السورية الرأي العام العربي والعالمي إلى ضرورة التدقيق في كل ما يقال عن مجريات التحقيق والملابسات التي سبقت مثول الشهود أمام اللجنة الدولية، مشدداً على أن سورية وهي تؤكد «خطورة استخدام أساليب غير قانونية وغير أخلاقية بهدف تضليل التحقيق»، تنتظر من السلطات القضائية اللبنانية ومن لجنة التحقيق الدولية اتخاذ الإجراءات الكفيلة «بوقف مسلسل التضليل والتزوير والابتزاز ومن ثم القيام بالتحقيق في هذه التصرفات المشينة حرصاً على سعينا المشترك من أجل التوصل إلى كشف حقيقة هذه الجريمة».

في سياق آخر تضاربت الأنباء حول ما إذا كان الشهود السوريون الخمسة قد توجهوا إلى فيينا اليوم أم لا، بيد أن أوساطاً متابعة في دمشق رجحت عدم مغادرتهم حتى الآن، وهو أمر أكدته مصادر وزارة الداخلية النمساوية، حيث أعلن المتحدث باسم الوزارة أنه لم يصل إلى فيينا بعد أي من الشهود السوريين الخمسة الذين سيدلون بإفاداتهم أمام لجنة التحقيق الدولية. وإزاء ذلك التزمت الدوائر الرسمية السورية الصمت التام حول هذه المسألة مؤكدةً أن كل شيء سيعرف بعد إنجاز ما هو مقرر إنجازه في فيينا.

وقد سألت «الشرق الأوسط» أمس مصدراً مسؤولاً في وزارة الخارجية السورية عما إذا كانت هناك مستجدات بعد لقاء مستشار الخارجية السورية القانوني رياض الداوودي في بيروت الأحد والقاضي ديتليف ميليس، فآثر المصدر عدم الخوض في أية تفاصيل تتصل بمجمل عملية الاستماع المنتظرة للشهود السوريين في العاصمة النمساوية والتي لم يتم التأكد بعد من موعدها.

من جهتها قالت أوساط مواكبة لمسألة التحقيق الدولي والاستماع للشهود في فيينا ومتابعة لها إن الجانب السوري وانطلاقاً من إيمان سورية المطلق بعدم علاقتها باغتيال رفيق الحريري ومن ثقتها التامة ببراءتها من هذه الجريمة وكلت عددا من المحامين النمساويين والبريطانيين للدفاع عن الشهود السوريين بالإضافة إلى المحامين السوريين الذين سيرافقونهم إلى العاصمة النمساوية.