ميليس يتجه لمطالبة سورية بمثول الشاهد حسام أمامه ويبحث إفاداته المتناقضة مع النائب العام التمييزي

TT

بحث رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس مع النائب العام التمييزي اللبناني القاضي سعيد ميرزا في آخر تطورات التحقيق في هذه القضية، اضافة الى مسألة استجواب المسؤولين السوريين الخمسة في فيينا وما تضمنه المؤتمر الصحافي للشاهد السوري حسام طاهر حسام الذي عقده في دمشق اوّل من امس وزعم فيه تعرضه للتهديد والترهيب والإغراء بالمال لإعطاء شهادة مزورة تدين سورية.

وكان ميليس قد زار أمس على رأس وفد من فريق عمله ميرزا في مكتبه في قصر العدل في بيروت والتقاه في حضور المنسق بين اللجنة والقضاء اللبناني القاضي رالف رياشي والمحقق العدلي القاضي الياس عيد والمحامية العامة التمييزية القاضية جوسلين تابت. وفيما اكتفت المعلومات الرسمية بالاشارة الى ان اللقاء تخلله التداول بمستجدات التحقيق وتبادل الوثائق والمعلومات والمستندات، كشفت مصادر مطلعة ان البحث تطرق الى مسألتين اساسيتين، الاولى: مسألة استجواب المسؤولين السوريين في فيينا والإجراءات التي ستلجأ اليها اللجنة في ضوء ما ستتضمنه افادات هؤلاء الاشخاص، والآلية القانونية التي ستعتمد اذا اقتضى التحقيق ملاحقة البعض منهم والجهة المخولة الادعاء عليهم وتوقيفهم.

اما المسألة الثانية التي اخذت حيزا واسعا من النقاش فهي المواقف المتناقضة التي اطلقها الشاهد السوري حسام حسام والتي اختلق فيها الكثير من الوقائع والذرائع المضللة للتحقيق بحسب ميليس وفريق عمله الذي كان استمع الى هذا الشاهد مراراً بعدما حضر بمحض ارادته وتطوّع للادلاء بالمعلومات، خصوصاً ان افاداته كانت في معظمها تتقاطع مع ادلة مادية توصلت اليها اللجنة.

وبحسب المصادر، ابلغ ميليس الجانب اللبناني انه سيطلب من السلطات السورية احضار حسام للمثول امامه مجددا وسؤاله عن وقائع محددة تحدث عنها في افادته امام اللجنة ولم يتراجع عنها ولم يذكرها في مؤتمره الصحافي. ويرى ميليس وفق المصادر انه لا يمكن السكوت على اقوال لا تتضمن تشكيكا بمهنية اللجنة ونزاهة اعضائها فحسب، بل تشكل طعنا بصدقية اعضائها واساءة الى مناقبيتهم من خلال اظهار التحقيق الدولي وكأنه يعتمد سياسة الانتقام والترغيب والترهيب.

وقالت المصادر ان من بين المعلومات المتقاطعة اعتراف حسام بأن الشاهد السوري الآخر الموقوف في فرنسا محمد زهير الصديق حضر الى موقع الجريمة اثر وقوع الانفجار وصور شريط فيديو مدته اربع دقائق، وهذا ما سبق ان افاد به الصديق الذي قال انه كان في موقع الجريمة برفقة احد الضباط السوريين الامر الذي اقتضى توقيف الصديق كشريك في الجريمة.

وتوقعت المصادر ان تحيل اللجنة الدولية الشاهد حسام حسام على المحقق العدلي الياس عيد لاستجوابه اذا ما وافقت السلطات السورية على تسليمه اليها. وعلم ان اللجنة ستطلب ايضاً من اللجنة القضائية السورية تسليمها محضر استجوابها حسام الذي قال انه سيقدم لها معلومات مهمة للغاية. اما على صعيد التحقيق اللبناني، فقد استمع المحقق العدلي الياس عيد امس الى افادات ثلاثة شهود على ان يستمع اليوم الى اربعة آخرين.