الحكومة الصومالية تتفق مع شركة أمن أميركية لحماية سواحلها من القرصنة

بعد تحذيرات هيئة الملاحة الدولية التي اعتبرت السواحل الصومالية الأخطر في العالم

TT

وقعت الحكومة الصومالية اتفاقية أمنية مع إحدى شركات الأمن البحري الأميركية لحماية السواحل الصومالية، والقضاء على أعمال القرصنة التي تزايدت في الشهور الأخيرة والتي استهدفت السفن التجارية والسياحية وناقلات النفط التي تعبر السواحل الصومالية. وبموجب هذا الاتفاق، الذي تم توقيعه في كينيا، تقوم شركة «توب كات مارين سيكيوريتي» للأمن البحري الأميركية ومقرها مدينة نيويورك بحماية السواحل الصومالية وتدريب خفر السواحل الصوماليين وتزويدهم بالمعدات اللازمة لمراقبتها. وحسب ما جاء في الاتفاقية فإن شركة «توب كات» الأميركية ستقوم بإنشاء 5 قواعد للأمن البحري لحماية ومراقبة جميع السواحل الصومالية التي يبلغ طولها ثلاثة آلاف كيلومتر وتزود هذه المحطات بمعدات اتصالات حديثة وقوارب سريعة وكذلك بعدد من المروحيات للقيام بطلعات استكشافية مستمرة فوق المياه الصومالية. وتصل تكلفة هذا الاتفاق الى 50 مليون دولار أميركي تدفعها الحكومة الصومالية مقابل حماية سواحلها لمدة عامين قابلة للتجديد. وقال بيتر كازيني أحد مسؤولي شركة «توب كات» الأميركية الذي وقع الاتفاق إن هذا الاتفاق سيساهم في جهود مكافحة الإرهاب ومنع سفن الصيد الأجنبية غير الشرعية من دخول المياه الصومالية وكذلك القضاء على أعمال القرصنة التي تقوم بها المليشيات المسلحة في المياه الصومالية. وجاء هذا الاتفاق عقب صدور تحذيرات متكررة من هيئة الملاحة الدولية ومقرها لندن والتي اعتبرت السواحل الصومالية الأخطر في العالم، ودعت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الى ارسال سفن حربية الى المياه الصومالية للبقاء بصفة دائمة في إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.

وقد شهدت السواحل الصومالية أكثر من ثلاثين عملية قرصنة قامت بها المليشيات الصومالية المسلحة خلال هذا العام فقط استهدفت سفنا تجارية وناقلات نفط وأخرى مستأجرة للأمم المتحدة لإيصال المساعدات الى المتضررين من الجفاف وزلازل التسونامي في الصومال.

ويحتجز القراصنة الصوماليون السفن التي يختطفونها في مناطق نائية ويطالبون بدفع فدية مالية مرتفعة مقابل إطلاق سراح البواخر المختطفة، وقد انتهت جميع حالات الخطف بعد دفع المبالغ المالية التي طلبها القراصنة من الشركات المالكة للسفن المختطفة. وكانت سفينة سياحية أميركية تدعى «سي بورن اسبيرت» قد نجت بأعجوبة من الخطف بداية الشهر الحالي من هجوم شنه القراصنة الصوماليون عندما كانت تعبر المياه الصومالية متوجهة الي ميناء ممباسا بكينيا، وكانت تقل نحو 300 من السياح الغربيين الذين ابحروا من ميناء الإسكندرية في مصر وهاجمها القراصنة الصوماليون الذين كانوا يستقلون 3 سفن سريعة لكن القبطان تمكن من تحويل مسار السفينة الى جزيرة سيشل بعد عملية مطاردة استمرت عدة ساعات.

الى ذلك بدأ وزراء خارجية دول منظمة «إيقاد» لدول شرقي افريقيا اجتماعهم الدوري امس في مقر الحكومة الصومالية في مدينة جوهر وذلك للمرة الأولى منذ انهيار حكومة سياد بري في العام 1990. ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من أوغندا وجيبوتي وأثيوبيا والصومال فيما مثل السفراء كلا من إريتريا وكينيا والسودان. كما شارك في هذا الاجتماع الذي يستمر اليوم ايضا ممثلون عن بريطانيا وإيطاليا والبنك الدولي والاتحاد الإفريقي وكذلك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى الصومال السفير فرانسوا فاول.

ويناقش الوزراء والسفراء آخر ما توصلت اليه الجهود الرامية لإحلال السلام في الصومال ودعم الحكومة الصومالية الجديدة التي شكلت في كينيا برعاية منظمة «إيقاد» العام الماضي. وكان من المقرر عقد هذا الاجتماع في التاسع من الشهر الجاري لكن الحكومة الصومالية اعلنت تأجيله في اللحظات الأخيرة لأسباب وصفتها باللوجستية. ويعطي الاجتماع زخما سياسيا للحكومة الانتقالية التي لم تتمكن بعد من نقل أعمالها الى العاصمة مقديشو بسبب الخلاف مع زعماء الحرب السابقين المعارضين للحكومة والذين هم في نفس الوقت يشغلون مناصب وزارية فيها.