قال بيان صادر أمس عن مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل إن الأوضاع الانسانية في المناطق الفلسطينية، تدعو إلى القلق الشديد نتيجة لتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة خلال الفترة الأخيرة. وأشار البيان الى أن أكثر من نصف سكان الضفة الغربية 40% من سكان غزة يواجهون ظروفا انسانية مأساوية، وهي اقل من مستوى الحد الادنى للفقر، بالاضافة الى ان هناك اكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في الضفة والقطاع، يعانون من سوء التغذية، فضلا عن المعاناة التي يعيشها ملايين اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات في عدد من الدول المجاورة.
وكانت المفوضية الاوروبية، قد اعلنت الشهر الماضي في بيان لها ان الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي، قد انتهى من إعداد خطة اوروبية لتعزيز التعاون المستقبلي مع الجانب الفلسطيني، وان المفوضية بصدد الاستعداد لطرح الخطة على البرلمان الاوروبي لاعتمادها. وأشار البيان الى ان الخطة تتضمن وضع استراتيجية اوروبية طويلة المدى للدعم الاوروبي للجانب الفلسطيني، والمساعدة في تحقيق وجود دولة فلسطينية، وتوفير الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها، لتحقيق ذلك وخاصة في اعقاب توفر فرصة حقيقية تمثلت في الانسحاب الاسرائيلي من غزة. كما تأتي الخطة الأوروبية لتستجيب لما سبق، وطالب به مبعوث اللجنة الرباعية جبمس وولفنسون من حتمية تقديم المجموعة الدولية المساعدة اللازمة للفلسطينيين. ولهذا قررت اوروبا ان ترفع المخصصات المالية في الميزانية الحالية التي سيتم تقديمها للجانب الفلسطيني. ونقل البيان عن مفوضة العلاقات الخارجية بالمفوضية الاوروبية بنيتا فالدنر قولها، «نحن يجب ألا نترك هذه الفرصة تضيع من بين أيدينا، وهي الفرصة التي تولدت بعد الانسحاب ولدينا تصميم على ان نلعب دورا اكبر في عملية السلام وأوروبا جاهزة لذلك، خاصة اننا الممول الأكبر ولكن في الوقت نفسه على الاطراف الأخرى، ان تخلق الاجواء المناسبة».
وقال البيان ان الخطة الاوروبية تعتمد ايضا على سياسة الجوار الجديدة الاوروبية، التي وافقت عليها السلطة الفلسطينية العام الماضي. واشار الى ان هناك استراتيجية قصيرة المدى لدعم حكم القانون والحرب على الفساد والجريمة المنظمة، واصلاح وتحديث هياكل السلطة الفلسطينية. اضافة الى مبادرات اوروبية متعددة في هذا الاطار، ومبادرات اخرى لتقوية العلاقات الثنائية والاقليمية وكذلك لتعزيز التعاون الثلاثي بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل والسلطة الفلسطينية.
يذكر أن المفوض الاوروبي لوي ميشيل المسؤول عن ملف المساعدات الانسانية في الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي، يقوم بزيارة الى الاراضي الفلسطينية تستغرق ثلاثة ايام لمعاينة الاوضاع الانسانية التي تشهدها مناطق السلطة الفلسطينية. وسيلتقي المسؤول الاوروبي خلال الزيارة بعدد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وممثلي منظمات الاغاثة الاوروبيين العاملين في مناطق السلطة ومنها غزة والضفة الغربية وعدد من مخيمات اللاجئين.