موفاز يبكي أمام شاشة التلفزيون وخصومه يعتبرونها شكلا من أشكال الدعاية الانتخابية

ضغوط شديدة على شيمعون بيريس كي لا ينضم إلى حزب شارون

TT

تشتعل بين حزب العمل بقيادة عمير بيرتس وحزب رئيس الوزراء ارييل شارون الجديد «كديما» (الى الامام) حرب لاستقطاب شخصيات اعلامية وسياسية وعسكرية مختلفة. فقد نجح بيرتس في اقناع الصحافية والاعلامية المعروفة شيلي ياتشيموفوتش، بالانضمام الى حزب العمل، واعلن امس عن انضمامها ووعد بوضعها في قائمة العشرة الاوائل من مرشحي حزب العمل للكنيست في الانتخابات المقبلة. واعتبر بيرتس انضمام ياتشيموفوتش، انتصارا كبيرا له ولحزبه.

وضم حزب شارون اليه مؤسس حزب شينوي العلماني، البرفسور يورئيل رايخمان. وعرض شارون على رايخمان الانضمام الى الحزب ليشغل منصب وزير التربية في الحكومة التي سيشكلها في حال فاز بالانتخابات المقبلة في 28 مارس (اذار) المقبل. ويسعى شارون لاقناع زعيم حزب العمل السابق شيمعون بيريس بالانضمام الى حزبه بعد انتقال الوزيرة داليا ايتساك من حزب العمل الى كديما.

غير ان حزب العمل وعددا من الشخصيات المؤيدة لعملية السلام، يمارسون الضغوط على بيريس، كي يبقى في حزبه.

في الوقت نفسه تمارس كل الأحزاب عمليات تجسس على قادتها لمعرفة اذا ما كانوا هم أيضا هدفا للإغراء من طرف حزب شارون والضغط عليهم حتى يبقوا في أحزابهم. ومع ان الانتخابات ستجري في نهاية مارس (آذار) المقبل، فإنها تبدو ملتهبة من الآن.

وتبرز على سطح المعركة الانتخابية الاسرائيلية في هذه الأيام محاولات شارون ومساعديه تجنيد المؤيدين من مختلف أطياف الخريطة السياسية. فهم يواصلون البحث عن شخصيات سياسية وعسكرية وأكاديمية ويهودية شرقية وعربية (فلسطينيي 48)، حتى يظهر الحزب بمظهر الحزب الأكبر والأهم.

وفي حين بدأ شارون محاولاته لضم عناصر من اليمين، فإنه يصب جهوده الآن على شخصيات بارزة في حزب العمل، بعد انضمام وزيرة الاتصالاتت السابقة داليا ايتسيك، التي بررت انسلاخها عن حزب العمل ووصفته بانه حزب اكثر يسارية من حزب «ميرتس» الذي يتزعمه يوسي بلين صاحب مبادرة جنيف من الجانب الاسرائيلي.

وقالت ايتسك ان هذه الخطوة جاءت في اطار رؤيتها بأن مصلحة الدولة أهم من مصلحة الحزب، إذ ان شارون هو القائد الاسرائيلي القادر على التوصل الى سلام مع الفلسطينيين. إلا ان المقربين من شارون قالوا ان الاتصال مع ايتسك تم بناء على اتفاق بينه وبين بيريس اشترط فيه بيريس ان تضم ايتسك الى لائحة شارون الانتخابية كشرط لدخوله هو لهذا الحزب. وقبلوا بذلك على مضض، لأن ايتسك تعتبر انسانة متعبة في نظرهم. لكن المقربين من رئيس حزب العمل الجديد، عمير بيرتس، قالوا ان ايتسك انسحبت من حزب العمل بعدما رأت ان بيرتس لا يرغب في رؤيتها مع الصف الأول من قيادة الحزب كما ترغب.

وأكدت مصادر متعددة بأن بيريس قد اتخذ قرار الانضمام الى حزب شارون، رغم أن عددا من مساعديه أخذوا على عاتقهم نفي هذه الأنباء جملة وتفصيلا. إلا ان أهم ما في الموضوع هو أن بيريس أصبح شخصية مرغوبة لدى حزب شارون، بعد أن كانوا قد حذروا شارون منه، وقال بعضهم في حينه ان بيريس يجلب حظا سيئا في أي مكان تحط فيه قدماه. ثم قالوا ان وجود بيريس في اللائحة سيبعد عنها الكثير من المؤيدين في صفوف اليمين. بيد ان معاوني شارون، أعربوا عن قلقهم من حزب العمل بالذات. وقالوا ان شارون لا يعمل على جلب مصوتين ومؤيدين من مصوتي حزب العمل واليسار وهذا يقوي بيرتس عليه. فتوجهوا الى بيريس والى ايتسك وكذلك لعدد آخر من قادة حزب العمل طالبين انضمامهم. واتفق مع بيريس على ان يدعم حزب شارون من بعيد من دون أن يكون مرشحا في لائحته الانتخابية، على أن ترشح مكانه داليا ايتسك في الأماكن العشرة الأولى، وأن يضمن شارون لبيريس منصبا كبيرا في حكومته بعد الانتخابات. وأكمل شارون محاولاته لضم عناصر أخرى من قادة حزب العمل الى حزبه ومنهم النائب شالوم سمحون، وزير البيئة في الحكومة السابقة، والنائب ايلي بن مناحم، الرئيس السابق لإحدى البلدات اليهودية، وداني يتوم، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلية «الموساد» الأسبق، واليك رون، قائد قوات الشرطة الاسرائيلية في الشمال والمرشح السابق لقيادة الشرطة العام في اسرائيل. بل وقد حاولوا الاتصال برئيس الوزراء السابق، ايهود باراك. وفي حزب العمل يسعى رئيسه الجديد، عمير بيرتس، الى ضم عدد من الجنرالات السابقين الى حزبه حتى يغير الصورة التي لحقت به وبجمهرة مساعديه انهم لا يهتمون بالجانب الأمني في المعركة الانتخابية، مما يوحي الى ان الأمر لا يثير اهتمامهم. وفي أعقاب محاولات شارون ضم عدد من قادة حزب العمل نفسه، بدا عمير بيرتس جولة لقاءات مع خصومه في الحزب لإقناعهم بالبقاء في الحزب و«المشاركة في مسيرة الانقلاب السياسي في الخريطة السياسية في اسرائيل».

من جهة أخرى ظهر وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، في برنامج تلفزيوني، الليلة قبل الماضية وراح يتكلم والدموع تنهمر من مآقيه. والسبب في ذلك ان الصحافي سأله عن والده الذي أحبه، فأخذ يروي كيف ودعه والده وابتعد عنه لكي يصبح انسانا قادرا على تحمل المسؤولية وحده. وفي حين أعطت هذه الصورة انطباعا ايجابيا عن موفاز، قالت مصادر من طرف منافسيه ان هناك من أخرج هذا المشهد بطريقة فنية.