أزمات داخل أحزاب المعارضة.. رئيس الوفد يقيل نائبه القبطي وقيادات التجمع لا يمانعون في الرحيل

بعد سقوط رموزها في الانتخابات

TT

فجرت توابع الانتخابات التشريعية الجارية في مصر أزمات عديدة داخل أحزاب المعارضة المصرية وذلك بعد سقوط رموز هذه الأحزاب، وكانت أعنف هذه الأزمات بقرار مفاجئ من رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة بإقالة نائبه القبطي منير فخري عبد النور الذي خسر مقعده عن دائرة الوايلي، وهو القرار الذي فجر الأوضاع داخل الحزب بشكل غير مسبوق ضد جمعة، ودعا إلى بدء تحركات داخل الحزب في محاولة لإطاحة جمعة باعتبار أن قراراته مخالفة للائحة.

في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة داخل حزب التجمع اليساري ان حالة من الاستياء تسوده بسبب فشل مرشحيه في الانتخابات حيث لم يحصل إلا على مقعدين، وقال حسين عبد الرازق الأمين العام للحزب إن الحزب سيدرس الموقف بعد انتهاء المرحلة الثالثة، مؤكداً أنه إذا طلبت قواعد الحزب باستقالة قيادات الحزب فسوف يبادرون بتقديم استقالاتهم.

وكان نعمان جمعة رئيس حزب الوفد قد اتخذ قرارات فردية مفاجئة في أعقاب حوار تلفزيوني أجراه منير فخري عبد النور على قناة دريم مع الكاتب الصحافي مجدي فهمي في برنامج «في الممنوع»، شن خلاله عبد النور هجوماً عنيفاً ضد رئيس الحزب وحمله مسؤولية تراجع الحزب بالشكل الذي أصبح عليه، وتضمنت قرارات جمعة تعيين عبد النور مستشاراً سياسياً لرئيس الحزب وتعيين الدكتور محمد عطية نعمان خلفاً له، وحاول جمعة تغليف القرار بشكل يمنع اثارة الأقباط داخل الحزب فقرر تعيين المفكر القبطي رمزي زقلمة مساعداً له بالإضافة إلى اثنين مساعدين آخرين هما محمود سيف النصر وعبد العزيز محمد.

ولم تقتصر قرارات جمعة على ابعاد عبد النور عن موقعه ولكن امتدت إلى محاولة لتحجيم سكرتير عام الحزب الدكتور سيد البدري في موقعه بعد أن قرر تعيين ثلاثة من قيادات الحزب المقربين منه مساعدين للبدري هم محمد كامل، ووهيب برسوم، وسمير وهبة.

وجاءت اجراءات ابعاد عبد النور الذي يحظى بقبول واسع داخل الحزب والأوساط السياسية المصرية والموجود حالياً في فرنسا في نهاية أزمة عنيفة بدأت بينه وبين رئيس الحزب في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي شارك فيها جمعة ممثلاً عن الوفد وخسرها بشكل اعتبره الوفديون مهينا، في وقت اتهم فيه جمعة نائبه عبد النور أنه لم ينفق على دعايته الرئاسية بشكل كان يتيح الظهور أفضل مما ظهر عليه.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن حالة من الغضب الشديد تجتاح حزب الوفد خاصة من قياداته العليا الذين كانوا مقربين من رئيس الحزب أمثال الدكتور محمود أباظة نائب رئيس الحزب، والدكتور السيد البدوي سكرتير عام الحزب باعتبار أن القرار جاء مخالفاً للائحة وأنه استمرار لسياسات جمعة باقالة وابعاد كل صاحب رأي وفكر داخل الحزب.

على جانب آخر أكد الأمين العام لحزب التجمع أن هناك مشكلة بسبب النتائج التي حققها الحزب في الانتخابات، وقال نحن لم نتلق أية رسائل من قواعد الحزب في المحافظات، ولكن سوف تعقد اجتماعات موسعة بعد انتهاء المرحلة الثالثة حتى تتكشف النتائج النهائية ويمكن الحديث عن الوضع بأكمله، إذا ما رأت قواعد الحزب أو الأمانة العامة ان قادة الحزب عليهم الاستقالة أو اعادة تشكيل القيادة من جديد فلا يوجد مانع لذلك.