واشنطن تدافع عن الاعتقالات غير المحددة زمنياً وتتعهد بالرد على أسئلة «السجون السرية»

TT

دافعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن اعتقال المشتبه فيهم في قضايا ارهاب لفترة غير محددة، مؤكدة ان الولايات المتحدة والعالم بأسره استفاد من هذا الاجراء. واوضح متحدث باسم الخارجية الاميركية من ناحية اخرى ان الولايات المتحدة ستقدم رداً على الاسئلة المطروحة بخصوص مزاعم «السجون السرية» التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه).

وقالت رايس في مقابلة مع صحيفة «يو اس اي توداي» الاميركية انه «لا يمكن ان نترك شخصا يرتكب الجريمة قبل اعتقاله لانه اذا ارتكب الجريمة سيقتل الالاف من الابرياء». واضافت: «لم نشن يوما حربا كهذه» في اشارة الى الحرب على الارهاب. لكن رايس لم تؤكد او تنف وجود سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) في الخارج.

وأدلت رايس بهذه الملاحظات قبل زيارتها المقررة الاسبوع المقبل الى اوروبا بهدف تهدئة الضغوط المتزايدة بسبب موضوع السجون السرية. وتواجه الولايات المتحدة مطالب اوروبية بتقديم توضيحات عما تردد عن وجود سجون سرية لوكالة (سي.آي.ايه)، اثنان منها في دولتين بشرق اوروبا. ومن المقرر ان تتوقف رايس خلال رحلتها في اوكرانيا والمانيا ورومانيا وبروكسل.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون مكورماك: «اعتقد ان المحادثات ستدور في سياق صراعنا المشترك ضد الارهاب. هذا صراع تشترك فيه معنا كل الدول الحرة منها دول اوروبا وهو صراع بشأن كيفية التعامل مع الجماعات والافراد الذين لا يحترمون اي قانون ولا يرتدون زيا واحدا ولا يتبعون اي أنظمة».

واكد المتحدث مكورماك ان الولايات المتحدة تلقت اسئلة من اوروبا بخصوص التقارير الصحافية التي تحدثت عن وجود مفترض للسجون السرية، و«سنفعل ما بوسعنا للرد على تلك الاسئلة باسلوب كامل وصحيح بقدر استطاعتنا».

ونقلت وكالة «رويترز» عن مفوض بالاتحاد الاوروبي قوله اول من امس ان اي دولة عضو في الاتحاد تقيم على ارضها سجنا سريا تواجه خطر فقدان حقها في التصويت. واشارت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية الاميركية الى رومانيا التي ستتوقف فيها رايس، بالاضافة الى بولندا، كدولتين يرجح ان تكون بهما سجون سرية، لكن حكومتا البلدين نفتا هذه المزاعم.

وحول العراق جددت رايس تأكيد موقف الحكومة الاميركية من ان اي انسحاب للقوات الاميركية رهن بالحكومة العراقية التي ستنتخب الشهر المقبل، وبمستوى جهوزية القوات العراقية لمواجهة المتمردين. واوضحت رايس ان «الرئيس (العراقي) سيحصل من قادته العسكريين على تقييم للوضع». وأقرت بان السياسة الاميركية في العراق ليست خالية من الاخطاء لكنها رفضت فكرة ان الاطاحة بصدام حسين جعل الوضع في منطقة الشرق الاوسط اقل استقرارا. وحول اجتياح العراق بقيادة اميركية واحتلال هذا البلد قالت وزيرة الخارجية الاميركية: «انا اول من يقول ان بامكاننا القيام بكثير من الامور بطريقة افضل». لكنها اضافت، ان التاريخ «سيثبت ان امورا تبدو كأنها اخطاء، سيتبين انها كانت نجاحات كبيرة وامورا تبدو وكأنها نجاحات ستتحول الى اخطاء».

من ناحية اخرى، نفت رايس ان يكون لها اي طموح سياسي، مشددة على انها تتطلع الى العودة الى جامعة ستانفورد بعد انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش.