إسبانيا: سجن 4 جزائريين حاولوا مقايضة حشيش بمتفجرات «لتنفيذ عملية إرهابية كبيرة»

TT

أصدر قاضي المحكمة الوطنية في مدريد فرناندو أندرو مذكرة بسجن أربعة جزائريين من أصل 11 شخصا كانت الشرطة قد اعتقلتهم منتصف الأسبوع الماضي في أليكانتي (جنوب شرق) وفي مورثيا وغرناطة (جنوب) بتهمة التعاون مع تنظيم إرهابي. وتوجه المحكمة الوطنية الى هؤلاء الأربعة تهمة الانتماء الى تنظيم إرهابي ومحاولة استبدال متفجرات من نوع «غوما 2» بكمية من المخدرات بهدف القيام بـ«عملية كبيرة في مدريد». وتضيف المذكرة ان الموقوفين الاربعة اعتقلوا جميعا في مدينة أليكانتي. أما بقية المعتقلين فقد أطلق سراحهم شرط مثولهم أمام المحكمة أسبوعيا أو كل 15 يوما، حسب التهم الموجهة اليهم.

وأفادت مصادر قضائية ان قاضي التحقيق استنتج بعد استجواب المعتقلين انهم يشكلون خلية افتراضية لتقديم الدعم اللوجيستي والمالي لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وكان القاضي قد استجوبهم حتى ساعة متقدمة من فجر أمس، قبل اتخاذ القرار بسجن 4 منهم.

وتضيف نفس المصادر ان المجموعة كانت بصدد تحضير «عملية كبيرة في مدريد»، لكنها لم تحدد مكانا أو زمانا. وتؤكد مصادر من الحرس المدني ان أحد الموقوفين اعترف بأن المجموعة بدأت بالتخطيط لعملية كبيرة أثناء فترة عيد الميلاد المقبل في أحد المراكز التجارية الكبرى وسط مدريد أو في مطار مدريد باراخاس أو في أي مكان آخر يتردد اليه المواطنون بكثرة أثناء فترة الأعياد. وأضافت المصادر أن المجموعة كانت بانتظار عناصر أخرى تأتي من الخارج لمساعدتهم في اعداد القنابل مع أنهم لم يحصلوا بعد على المتفجرات الضرورية.

ورغم أن المحكمة الوطنية أعلنت سرية ملف التحقيق، فقد تسربت معلومات من بعض عناصر الحرس المدني تفيد بأن المعتقلين حاولوا استبدال متفجرات بكمية من الحشيش في فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين لكنهم فشلوا في محاولتهم. ثم اتصلوا مجددا بأشخاص في مدينة غرناطة للمحاولة من جديد. وأثناء الاستجواب نفى الجميع هذه التهم.

ويبدو أن لدى الحرس المدني تسجيلات صوتية للمعتقلين يتحدثون فيها عن الـ«غوما» (العلكة باللغة الإسبانية) وعن صفقة استبدالها بكمية من المخدرات. وبينما تؤكد مصادر الحرس المدني أن الـ«غوما» نوع من المتفجرات، يقول المعتقلون إنها الحشيشة. وتضيف المصادر انه أثناء التنصت على المحادثات التي اعترضتها قوات الأمن الإسبانية، يتحدث المعتقلون عن كيفية الحصول على مادة «الزئبق الأحمر»، وهي مادة توصل اليها العلماء الروس أثناء الحرب الباردة ويمكن استخدامها لصنع ما يعرف بـ «القنبلة القذرة»، التي لا تحتاج الى البلوتونيوم أو اليورانيوم المخصب.

يشار الى ان هذه ليست المرة الأولى التي تشير فيها المحكمة الوطنية الى محاولة بعض المعتقلين الأصوليين الحصول على مادة الزئبق الأحمر، إذ كان الأمر قد أثير حول استجواب مجموعة أخرى اعتقلت في برشلونة العام الماضي.

وتفيد مصادر التحقيق بأن المعتقلين اعترفوا بشراء بضاعة مسروقة كانوا ينقلونها الى الجزائر بحرا، كما اعترفوا بتزوير الوثائق وجوازات السفر. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن المعتقلين، باعترافهم السريع بهذه الخطط، ربما يكونون يهدفون الى إخفاء أشياء وأنشطة أخرى.