زعيم أكبر التنظيمات في الهمالايا يدعو إلى إقامة «الولايات المتحدة لكشمير»

عمر فاروق لـ"الشرق الأوسط": ما يحدث في الإقليم ليس حربا بين مسلمي كشمير وهندوس الهند

TT

دعا «مؤتمر حريات عموم الأحزاب»، وهو اكبر الحركات السياسية والمسلحة في منطقة الهمالايا بين الهند وباكستان، الى إقامة «الولايات المتحدة لكشمير» على ان يكون هناك تمثيل عادل لكل الطوائف والمجموعات الدينية في جامو وكشمير. وقال عمر فاروق، زعيم «مؤتمر حريات عموم الأحزاب»، لـ«الشرق الاوسط» ان الحركة تعترف بواقع التنوع الموجود في جامو وكشمير. وأضاف ان ما تقترحه الحركة حدث في آيرلندا الشمالية ولدى كل من منظمة التحرير الفلسطينية وتيمور الشرقية وحركة تحرير كوسوفو. وأوضح ان الفكرة الأساسية وراء الاقتراح المقدم من الحركة لا تعني فرض او طرح أي حل محدد وإنما تستند الى مبدأ مشاركة ممثلين عن مختلف مناطق كشمير بغرض التوصل الى تسوية من دون ضغوط من جانب الهند او باكستان. وقال فاروق، الذي تسلم موقعه القيادي منذ اغتيال والده في مايو (آيار) عام 1990، ان أطراف النزاع يجب ان تعدل موقفها كي تتوصل الى ارضية مشتركة، سواء أدى ذلك الى ضم اقليم كشمير المتنازع عليه، بكامله او جزئيا، الى الهند او باكستان او حتى ضم او فصل أي اقليم او الحصول على استقلال كامل او جزئي. وكان فاروق قد شكل «مؤتمر حريات عموم الأحزاب» من 23 مجموعة سياسية عام 1993 بغرض تسليط الضوء على الجانب السياسي لمشكلة كشمير. وقال في هذا السياق ان «مشكلة كشمير سياسية لا علاقة لها بالإسلام او الأصولية»، مؤكدا ان ما يحدث «ليس حربا بين مسلمي كشمير وهندوس الهند». واستطرد قائلا: «ليس ثمة شك في ان غالبية سكان كشمير مسلمون، وبالتالي هناك أفكار اسلامية وتفكير اسلامي. وعلى الرغم من ان الهندوس والسيخ في كشمير يمثلون اقلية، فإنهم حققوا ازدهارا ونجاحا بصورة مستقلة تحت ظل الأغلبية المسلمة». وأضاف ان مشكلة كشمير بدأت عام 1931 قبل ظهور ما يسمى «العرب الأفغان» في الإرهاب الدولي، وقبل ظهور مصطلح «الاصولية» في الصحافة الغربية. واعتبر ان العنف المسلح هو الذي أبرز قضية كشمير الى واجهة الاحداث الاقليمية والدولية في احيان كثيرة. وزاد: «إلا ان القضية الآن انتقلت من أرض المعركة الى طاولة المفاوضات ولم يعد قتل المدنيين الأبرياء أمرا مبرراً». وقال فاروق ان قادة «مؤتمر حريات عموم الأحزاب» اتهموا عند بدء عملية الحوار بالتبعية للحكومة الهندية وتعرضوا وأسرهم للهجوم. وقال ان المؤتمر قادر في الأقل على ممارسة نفوذه على جماعات مسلحة مثل «حزب المجاهدين» لتفادي العنف في حال إبداء الهند جدية كاملة وتقديم الجماعات الاخرى المسلحة المزيد من التنازلات تحت ضغط الرأي العام، لا سيما ان الجميع يريد الآن تحقيق السلام في كشمير.

وأعرب فاروق عن تقديره للاعتدال الذي ابدته كل من نيودلهي وإسلام أباد بالسماح لحركة السكان بين شطري كشمير والوقوف الى جانب بعضهم البعض في الزلزال المدمر، الشيء الذي عكس بوضوح الجانب الانساني للمشكلة. ويرى فاروق ان الوقت قد حان لوضع نهاية لهذه المشكلة، مؤكدا ان الناس في كشمير على استعداد لتحقيق ذلك.