البيت الأبيض يكشف عن وثيقة جديدة لـ«النصر في العراق»

وصف المسلحين بأنهم «عدو له عدة رؤوس»

TT

أصدر البيت الابيض الأميركي امس وثيقة جديدة اسماها «الخطة القومية للنصر في العراق» تحمل تفصيلا لخطة الرئيس جورج بوش المقبلة في العراق وتأتي كرد على الطلبات المتزايدة في الولايات المتحدة بسحب القوات الأميركية او وضع جدول زمني يسمح بذلك.

وتقول الوثيقة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها من البيت الابيض: «ان استراتيجيتنا واضحة وتشمل، اننا سوف نساعد الشعب العراقي على بناء حكومة ممثلة ودستورية...والحفاظ على العراق لكي لا يكون ملاذا للارهابيين».

وحملت الوثيقة اول تعبير من البيت الابيض على استعداده لبدء سحب القوات تدريجيا، فقالت الوثيقة: «اننا نتوقع ولكننا لا نضمن ان تركيبة قواتنا سوف تتغير في العام المقبل بينما تتحرك العملية السياسية وتكبر قوات الأمن العراقية».

واضافت الوثيقة: «بينما يمكن ان يكون وجودنا العسكري اقل وضوحا فانه سيبقى وجودا مميتا وحاسما بامكانه مواجهة الاعداء اينما ينظموا أنفسهم». وتعتبر هذه العبارات تغييرا ملحوظا في موقف البيت الابيض الذي لم يكن يناقش فكرة الانسحاب أو تخفيض القوات او حتى تغيير شكل وتركيبة القوات علانية بالمرة ويعد هذا تراجعا عن موقف الرئيس الأميركي القائل بضرورة البقاء حتى الانتصار الكامل.

غير ان الوثيقة التي بدت لها نبرة اكثر واقعية، جاء فيها ان الانتصار في العراق سيستغرق زمنا، وقالت الوثيقة «مع هذا فإن الكثير من التحديات تبقى في العراق...انه من غير الواقعي ان نتوقع ديمقراطية تعمل بكفاءة وقادرة على هزيمة اعدائها.. في مجرد ثلاث سنوات منذ سقوط صدام حسين».

واكدت الوثيقة بشكل قاطع ان النصر الأميركي في العراق لن يتم وفق اجندة او جدول زمني محدد فقالت: «بالعزيمة يتحقق النصر لا بتاريخ محدد، لم يتم الانتصار في حرب أبداً بوضع جدول زمني ولن تكون هذه الحرب هي الاولى».

وتأتي هذه الوثيقة مع وجود تكهنات في واشنطن ان الولايات المتحدة ستسحب قواتها الارضية تدريجيا على ان يتم استبدالها بقوات جوية ودوريات للطيران المتقدم والطائرات الحربية على غرار ما كانت بريطانيا وأميركا تقومان به أثناء وجود الحظر الدولي على العراق إبان حكم صدام حسين، وذلك على ان يتم التعامل مع المقاومة عن طريق الضربات الجوية فقط، وذلك تفاديا لوقوع قتلى ضمن صفوف القوات الأميركية.

وجاء في تقرير لمجلة «النيويورك» ان هذه الخطوة قد توقع ضحايا كثيرين ضمن صفوف المدنيين العراقيين إلا انها ستكون خطوة ناجحة في ابعاد شبح القنابل على جوانب الطريق للدوريات الأميركية وتقلل الخسائر في صفوف الأميركيين وتنقلها الى صفوف العراقيين.

وقال التقرير ان أميركا ستعتمد على قواعد جوية موجودة في المناطق الكردية لشن هجمات على المناطق التي تعمل بها المقاومة وخصوصا في المناطق السنية. وقالت الوثيقة التي اعتمد عليها الرئيس الأميركي في خطاب له في ميريلاند ان الاستراتيجية الجديدة ستعمل على تجميع كل القوى العالمية هذه المرة بما فيها الحكومة العراقية وقوات التحالف والدول المتعاونة الاخرى في منطقة العالم العربي علاوة على الامم المتحدة والمجتمع الدولي.

وذكرت الوثيقة ان هناك ثلاثة مسارات تعمل فيها واشنطن على جلب النصر الأميركي في العراق وهي المسار السياسي والمسار الأمني والعسكري واخيرا المسار الاقتصادي.

وقال تقرير مجلة «النيويورك»: «ان استراتيجيتنا تعمل بنجاح وعدد بوش في وثيقته النجاحات الأميركية في العراق مثل عقد انتخابات قومية ووضع مسودة لدستور دائم وتقديم عملة محلية في العراق».

ووصفت الوثيقة المقاومة العراقية بأنها عدو له عدة رؤوس وفصلت ذلك بأنه يحوي قوميين وبعثيين ومقاتلين عرب ومقاتلين اسلاميين، بحسب الوثيقة.