الطلاب العرب في المراتب المتأخرة في اختبار دولي لمادة الرياضيات

ولي عهد البحرين يطلق مشروعا لتطوير التعليم في البلاد

TT

أطلق الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد البحرين، أمس، مشروعا ضخما لتطوير التعليم والتدريب في البلاد، وذلك ضمن جملة من الإصلاحات طرحها خلال السنتين الماضيتين وتهدف الى ربط التعليم باحتياجات سوق العمل. ففي ندوة دعي اليها سياسيون ومثقفون في المنامة، وحضرها ولي العهد، كشفت وزارة التربية والتعليم البحرينية عن استطلاع ميداني أجرته بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية، تضمن أبرز السلبيات التي يتعرض لها قطاع التعليم. وكان لافتا أن وزارة التربية والتعليم تنتقد أداءها وتطالب فعاليات المجتمع من مثقفين وسياسيين وناشطين المشاركة في وضع الحلول المناسبة لتطوير التعليم والتدريب باعتبارهما أساس تطوير سوق العمل البحريني.

وأظهر المسح أن لدى غالبية طلبة المدارس الحكومية ضعفا في إتقان اللغة العربية والرياضيات والعلوم في جميع مراحل التعليم، كما أن مستوى إتقان الكفايات الأساسية لدى البنين أقل من البنات. وكشف المسح أن 31% فقط من الطلبة قادرون على حل المسائل العلمية، بينما يتمكن 34% من الطلاب من حل مسائل الرياضيات، ووجود فجوة كبيرة بين الطالبات والطلاب في اختبار (timss)، وهو اختبار دولي يقيس مستوى الطلاب التعليمي. وفي هذا الاختبار، رجحت كفة الطالبات، وتبين ان البحرين تشهد أكبر فجوة تعليمية بين الجنسين ضمن الدول العربية.

وعرضت الدراسة أداء الطلاب العرب في الاختبار الدولي للصف الثامن (الثاني إعدادي) في مادة الرياضيات. ففيما كان المتوسط الدولي عند النقطة 467، تصدرته سنغافورة بـ 605 نقاط ثم كوريا الجنوبية فهونغ كونغ. وكان أداء الطلاب العرب عموما في المراتب المتأخرة، اذ لم تبلغ دولة عربية هذا المتوسط على الإطلاق. فقد احتل الاردن المرتبة الثانية والثلاثين عالميا بـ 424 نقطة، وتونس المرتبة الخامسة والثلاثين بـ 410 نقاط، ومصر المرتبة السادسة والثلاثين بـ401 نقطة، وفلسطين المرتبة السابعة والثلاثين بـ 390 نقطة، والمغرب المرتبة الأربعين بـ387 نقطة، فيما جاءت السعودية في المرتبة الثالثة والأربعين بـ 332 نقطة.

ويفيد المسح ان 45 ألفا في الأقل من الوظائف المهنية تتوفر اليوم إذا تم تبديل الأجانب ببحرينيين أفضل تأهيلا. وبينت نتائج المسح أن نصف القطاع الخاص يعتبر خريجي التعليم المهني غير معدين بشكل كاف للوظيفة. وبينت الأرقام أن 59% من الشركات الكبيرة في البحرين ترى أن أهم مهارة يفتقر لها الموظف الجديد الحاصل على الدبلوم المهني هو اجادته اللغة الانجليزية، في حين يرى 47% ان هؤلاء الموظفين الجدد يفتقرون الى اخلاقيات العمل.

وكشف المسح أن أداء الطلاب في جامعة البحرين، التي تستحوذ على 78% من الطلاب الجامعيين في البلاد، أضعف بشكل ملحوظ من الطالبات، خصوصا في التخصصات الهندسية والتربوية، علما بأن ثلثي طلاب الجامعة هم من الإناث. وكانت نسبة الطلاب الذين حققوا مجموعا تراكميا أقل من 2 من 4 نقاط في السنتين الأوليين، 76% من الطلاب و39% من الطالبات في كلية الهندسة، و64% من الطلاب و53% من الطالبات في كلية إدارة الأعمال، و61% من الطلاب و50% من الاناث في كلية العلوم. وأظهر المسح أن التوقعات تذهب باتجاه أن يحصل 43% فقط من الطلاب الملتحقين بالجامعة على شهادة البكالوريوس أو أعلى في غضون الخمس سنوات المقبلة.

وجاء إجراء هذا المسح ضمن الخطوات الأولى للمشروع الذي أطلقه ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد في مجال تطوير التعليم. وتوقع الشيخ سلمان بن حمد ان تثار بعد عرض نتائج هذا المسح، آراء ووجهات نظر مختلفة، مؤكدا ذلك بالقول: «لا أعتقد أننا سوف نصل إلى توافق حول جميع هذه الآراء، ولكن الشيء الوحيد الذي يجب أن نتفق عليه ونعمل جميعا على تحقيقه، هو توحيد إيماننا المشترك بضرورة وأهمية تجويد وتحسين نظامنا التعليمي للارتقاء بمستقبل بلادنا الاقتصادي والاجتماعي نحو الأفضل». ودق ولي عهد البحرين ناقوس الخطر معترفا بأن البحرين تقف أمام مفترق طرق في تاريخها، وهي تواجه تحديات كبيرة، مطالبا بأن تكون الطموحات أكبر بكثير من هذه التحديات، مشيرا إلى أن أي نجاح مستقبلي مرهون بمستوى وكفاءة القوى البشرية التي تعمل فيه وتساهم في بنائه.

من جهته، قال الدكتور ماجد النعيمي، وزير التربية والتعليم البحريني، لـ«الشرق الأوسط» ان المسح يهدف الى الارتقاء بالواقع التعليمي والتدريبي في البحرين والوصول به الى آفاق أكثر تطورا.