الحكم بالسجن 3 سنوات على يهودية ساعدت قائد «كتائب الأقصى» بجنين

TT

حكمت محكمة اسرائيلية، أمس، على طالي فحيمة، 31 عاما، بالسجن ثلاث سنوات بعد ادانتها بتهمة تقديم المساعدة لقائد «كتائب شهداء الأقصى» ـ الجناح العسكري لحركة «فتح» في جنين شمال الضفة الغربية، زكريا الزبيدي ورفاقه، وتمكنها من تخليصه من قوات الاحتلال.

وتوصلت فحيمة الى صفقة مع النيابة العامة مكنتها من الحصول على هذا الحكم المخفف، مقارنة مع التهم الخطيرة التي كانت قد وجهت اليها. وفحيمة هي اسرائيلية كانت تنتمي الى التيار اليميني المتطرف في اسرائيل. ولكنها تعرفت بالصدفة على حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي، فغيرت مواقفها وأصبحت متعاطفة مع القضية الفلسطينية. وأصبحت من نشطاء السلام الذين يقدمون المساعدات لأطفال جنين في ورشات فنية وتعليمية.

وخلال احدى زياراتها الى جنين تعرفت الى الزبيدي، الذي تطارده قوات الاحتلال وتحاول اعتقاله أو اغتياله منذ أربع سنين. وأصبحت لقاءاتها به عديدة وبوتائر عالية. وعندما علم جهاز المخابرات الاسرائيلية (الشاباك) بأمر علاقاتها هذه اتصلت بها وحاولت تجنيدها كي تساعد على اعتقاله، فرفضت. بل انها التقت به وحذرته من مخططاته. وخلال اللقاء عثر عناصر كتائب الأقصى على وثيقة اسرائيلية سرية تتضمن مخططات الجيش الاحتلالي للهجوم على جنين وتصفية عدد من رجال المقاومة، فقامت فحيمة بترجمة ما جاء في الوثيقة باللغة العبرية. وحالما عادت الى اسرائيل، من هذا اللقاء، اعتقلت (قبل سنة) ووجهت لها اتهامات كانت قد تقضي، لو ادينت بها، 20 عاما بالسجن.

وكان «الشاباك» يتهمها بتقديم مساعات للعدو وبخيانة الأمانة وبنقل معلومات أمنية سرية الى العدو. غير انه اعلن امس ان فحيمة لم تعد تشكل خطرا على امن اسرائيل.

ورفضت فحيمة التهم الموجهة اليها ووصفتها بالملفقة، وقالت ان اعتقالها جاء انتقاما منها لأنها رفضت التعاون مع المخابرات. وخلال الأسابيع الأخيرة، وبعد أن بدا ان المخابرات لن تفلح في ادانة فحيمة بكل التهم اقترحت عقد صفقة تعترف فحيمة بموجبها ببعض التهم الخفيفة، مثل نقل معلومات الى العدو والاتصال مع وكيل أجنبي، مقابل إلغاء التهم الخطيرة ضدها. وبناء على ذلك، اتفق الطرفان على انهاء القضية بالحكم عليها بالسجن 3 سنوات، يخصم ثلثها بسبب السلوك الحسن داخل السجن وتخصم منها السنة التي قضتها في السجن، ما يعني انه سيطلق سراحها بعد 11 شهرا من الآن. وعلق عدد من قادة اليسار الاسرائيلي على هذا التطور بالقول انه يثبت ان المخابرات ضللت الجمهور الاسرائيلي عندما أظهرت فحيمة معادية وخائنة، فيما قال زكريا الزبيدي ان هذه القضية تدل على ان اسرائيل دولة عنصرية، لا توجد فيها عدالة ولا مساواة.