ألمانيا: ميركل تعلن مواصلة الإصلاحات التي بدأها شرودر

في أول عرض لبرنامجها الحكومي أمام البرلمان

TT

في بادرة هدفها استعراض الوفاق التام داخل التحالف العريض مع الاشتراكيين، امتدحت زعيمة المحافظين المستشارة انجيلا ميركل برنامج الإصلاحات الذي بدأه المستشار الاشتراكي السابق غيرهارد شرودر وعبرت عن شكرها الخاص له لقاء شجاعته في اقتحام بوابة «الإصلاحات». واستشهدت ميركل في تصريحها السياسي الأول أمام البرلمان الألماني أمس بمقولة الاشتراكي الراحل فيلي براندت «لنقدم على المزيد من الحريات». وأكدت أنها ستواصل البرنامج الإصلاحي «برنامج 2010 » الذي بدأه شرودر، هذا البرنامج الذي يعتقد المراقبون السياسيون أنه كان سبب انهيار تحالفه مع حزب الخضر. وقالت المستشارة (51 سنة)، في كلمتها التي استمرت 90 دقيقة «إن الحرية كانت أفضل التجارب التي عاشتها في حياتها في إشارة إلى انهيار النظام الاشتراكي في ألمانيا الشرقية».

ولاحظ الدكتور توماس بيتر شتودة، الذي ألف كتاباً تحليلياً عن التصريحات الأولى لكل المستشارين الألمان السابقين، أن تصريح ميركل أقل التصريحات تناولا للسياسة الخارجية الألمانية، وقال إن ميركل مرت سريعاً على العلاقات مع الولايات المتحدة، والعضوية في حلف شمال الأطلسي ومطالبة ألمانيا بمقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولاحظ الباحث أيضا أن كلمة ميركل كانت جيدة، لكنها كررت مطالب المستشارين السابقين الذين خاطبوا الألمان بمقولة «افعل شيئا من جانبك لبلدك، ولا تنتظر فقط ما يفعله البلد لك».

وركزت المستشارة المحافظة في كلمتها على تحويل ألمانيا إلى «محرك» لانتشال الاتحاد الأوروبي من «الأزمة العميقة» التي يمر بها، ووعدت ببذل كل الطاقات من أجل التوصل إلى «حل معقول» للأزمة حول ميزانية الاتحاد في اجتماع القمة المقرر في منتصف الشهر الجاري. وأكدت ميركل، التي تحاول لعب دور الوسيط بين فرنسا وبريطانيا بسبب خلافاتهما حول الميزانية، أن الحل لا يجب أن «يثقل» أحدا، ومعروف أن بريطانيا تعترض على الميزانية الأوروبية لقناعتها بأن الاتحاد الأوروبي يثقلها بحصة كبيرة من ميزانية الاتحاد، وعبرت ميركل عن قناعتها باقرار الدستور الأوروبي رغم التصويت السلبي عليه في فرنسا وهولندا. ودعت إلى توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي مجددة تحفظها، في ذات الوقت، إزاء العضوية الكاملة لتركيا، وذكرت المستشارة انه إذا كانت تركيا عاجزة عن الالتزام بشروط العضوية فإن على الاتحاد الأوروبي أن يمنحها موقع «الشريك المتميز» بدلا من العضوية الكاملة.